أطلق مركز (تفسير) للدراسات القرآنية الطبعة الأولى من (المختصر في التفسير) الذي يأتي استجابة للحاجة الملحة من جمهور القراء لتفسيرٍ سهل العبارة، حيث كان من المقاصد التي حملت العلماء على التصنيف في التفسير منذ القرون الأولى تقريب معاني آيات الكتاب لعامة الناس دون تطويل يمنعهم عن إكماله أو استغلاق عبارة تصرفهم عن فهمه، ولم تزل هذه الحاجة تتجدد بتجدد حياة الناس وتنوع مستويات ثقافتهم وبعدهم عن لسان العرب الأول وتذوق مفرداته وتراكيبه، واجتهد كل مفسر رام تحقيق هذه الغاية في صياغة تفسيره بما يلائم أهل عصره ويلبي حاجاتهم ويناسب لغتهم ومعارفهم، مستدركًا على من سبقه ما قد يكون وقع فيه من خطأ أو قصور في صياغة عبارة أو ترجيح معنى أو إيضاح مبهم بقدر اجتهاده وعلمه. وأشار الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس إدارة مركز تفسير للدراسات القرآنية وإمام وخطيب المسحد الحرام في مقدمته للتفسير إلى أوجه تميز هذا التفسير فقال: «ولما رأى مركز تفسير للدراسات القرآنية حاجة الناس في هذا العصر ما تزال قائمة إلى تفسير مختصر يجمع بين عدة مميزات أبرزها وضوح العبارة وسهولتها، بعيدًا عن الحشو والتعقيد اللفظي، والاقتصار على تفسير الآيات وبيان معانيها دون دخول في مسائل القراءات والإعراب والفقه ونحو ذلك، وشرح المفردات القرآنية أثناء التفسير وتلوين الشرح بلون مختلف ليسهل الوقوف عليه لمن أراده، كذلك سلامة المعتقد باتباع ما دل عليه القرآن والسنة بفهم سلف الأمة رضوان الله عنهم، دون تأثر بعلم الكلام ومذاهب المتكلمين، فضلاً عن تحري المعنى الأرجح عند الاختلاف، مراعيًا ضوابط التفسير وقواعد الترجيح، كذلك سياق جملة من هدايات الآيات وفوائدها بما يعين على تدبرها وتمام الانتفاع بها، تحت عنوان مستقل: من فوائد الآيات، إضافة إلى التقديم بين يدي كل سورة ببيان مقصدها ومحورها العام الذي تدور حوله، وكتابته على حاشية المصحف الشريف، ليكون عونًا لقارئ القرآن على فهم كلام الله تعالى بأيسر طريق دون حاجة للرجوع إلى كتاب آخر»، وقد أشار مدير عام مركز تفسير د. عبدالرحمن الشهري إلى أن المركز قد أسند كتابة متن التفسير إلى الشيخ محمد سيدي الأمين الشنقيطي، وإلى الشيخ أ.د. زيد بن عمر العيص (أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود) بكتابة فوائد الآيات وهداياتها، وإلى الشيخ د.محمد بن عبدالله الربيعة (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم) بكتابة مقاصد السور، ثم كلف المركز نخبة من أهل الاختصاص المشهود لهم بالكفاءة والعلم بهذا الفن من مختلف دول العالم الإسلامي لمراجعة التفسير وتقويمه، وتم توزيع أجزاء الكتاب عليهم، فقاموا بذلك خير قيام، وتولت مهمة الإشراف على المشروع ومتابعته في جميع مراحله لجنة علمية من مركز تفسير للدراسات القرآنية، مشيرًا إلى أنه روعي في تأليف هذا المختصر بميزاته المتقدمة صلاحيته ليكون أصلًا لترجمته إلى اللغات العالمية الأخرى مجتنبًا الأخطاء والعقبات التي زلت بسببها وتعثرت كثيرٌ من الترجمات المنشورة لمعاني القرآن الكريم، وهو مشروع تمت دراسته واتخاذ الخطوات الأولى فيه وهو في طور التنفيذ الآن ونرجو أن يرى النور قريبًا بإذن الله . وعلى صعيدٍ آخر أطلق مركز تفسير للدراسات القرآنية البوابة الإلكترونية للمركز www.tafsir.net في حلتها الجديدة بعد إضافة العديد من النوافذ والزوايا العلمية، وقد جاء ذلك بدعم من شركة محمد بن عبدالعزيز الراجحي وشركاه، وتقدم البوابة خدماتها للمتخصصين والباحثين في القرآن الكريم وعلومه حول العالم. المزيد من الصور :
مشاركة :