بصعوبة راح شهاب عايد، وعدد آخر من الرجال يدفعون عربة تحمل جثتي ابنه وزوجته الملفوفتين في بطانية عبر خندق موحل على بعد ثلاثة كيلومترات من بيت الأسرة المتهدم في الموصل.وخلفهم جاءت أربع عربات أخرى محملة بجثث قضى أصحابها نحبهم قبل أيام في غارات جوية قال الرجال إنها أسفرت عن سقوط 21 قتيلا من أقاربهم وجيرانهم في منطقة يسيطر عليها مقاتلو تنظيم «داعش» في وقت سابق من الأسبوع. سحب عايد العامل البطانية فظهر ابنه الوحيد أحمد الذي مات وعمره ثلاثة أعوام ونصف العام، جثة هامدة مغمضة العينين وبالخد الأيمن فتحة كبيرة. وقال عايد «الغارات دمرت ثلاثة بيوت». وأضاف «مقاتلو داعش كانوا يطلقون النار من بيتنا ومن الطريق في الخارج، وكنا نختبئ في الداخل. وبعد 15 دقيقة وقعت الغارات». وقال والدموع تطفر من عينيه «أخرجنا الجثث من وسط الركام، والآن سندفنها ثم أعود لبناتي الثلاث الباقيات». وأحصى مراسل رويترز حوالي 15 جثة على العربات. أصحاب هذه الجثث هم أحدث ضحايا يسقطون عرضا في المعركة المتصاعدة بين القوات العراقية ومقاتلي تنظيم «داعش». وتحدثت أسر هاربة من الموصل عن ارتفاع أعداد القتلى من المدنيين في الغارات الجوية وقالت: إن مقاتلي التنظيم يفرون في كثير من الحالات قبل أن تسقط القنابل. وقال محمد محمود ضابط الشرطة السابق في منطقة أخرى من الموصل: «عندما يرى التحالف قناصا على بيت تمر خمس أو عشر دقائق قبل قصف البيت». وأضاف مستخدما اسما شائعا للتنظيم «لكنهم لا يقتلون مسلحي داعش. فداعش ينسحبون والغارات تقتل المدنيين. أسر بأكملها». وفي حي المأمون، حيث كان الدمار واسعا كان أحد الرجال يسير بتثاقل الأسبوع الماضي في طريق يغطيه الوحل بحثا عن أكياس للجثث. وقال الرجل ويدعى فيصل بلهجة أقرب إلى تقرير الواقع «عندي 18 جثة أحتاج لدفنها. عائلة أخي». وأضاف أن الجثث ملقاة في الحديقة الآن. (رويترز)
مشاركة :