شبابنا والهروب إلى العالم الافتراضي

  • 3/20/2017
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

يشكل الشباب السعودي أعلى نسبة من المشاركين في مختلف قنوات العالم الافتراضي ووسائله، فقد نشر موقع «العربية» عام 2013م عن دراسة أمريكية أكدت «أن السعودية احتلت المرتبة الأولى في استخدام الإنترنت، وأن الشباب يشكل النسبة الأكبر من إجمالي مستخدمي الإنترنت في العالم العربي». كما يشير موقع (بيزنس انسايدر) إلى «أن السعودية تصدرت دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين لموقع التدوين المصغر (تويتر)، إلى إجمالي عدد مستخدمي الإنترنت بشكل عام». كما ينقل موقع العربية أيضا «أن المملكة تعد أكبر مستهلك محتوى في موقع يوتيوب، بواقع 90 مليون مشاهدة يومياً، كما أن 96% من مستخدمي شبكة الإنترنت في السعودية يستخدمون يوتيوب، و7 ملايين من بينهم رفعوا على الأقل فيديو واحدا خلال حياتهم. ومن هذه المعطيات يمكن ملاحظة أن مجتمعاً رقمياً ضخماً يشكّله السعوديون داخل شبكة الإنترنت، ليخلقوا ما يشبه الـ (الدولة الرقمية).» لقد تحول العالم الافتراضي إلى حقيقة قائمة وخاصة لدى مستخدمي الانترنت من الشباب، حيث إن بإمكانهم التعبير عن آرائهم وأفكارهم ومشاكلهم وتطلعاتهم عبر هذه الوسائل المتاحة بسهولة ويسر. وابتعدوا عن طرح هذه القضايا والهموم والتطلعات ضمن الإطار الواقعي التقليدي كالصحافة أو اللقاءات الاجتماعية أو الندوات والمجالس المفتوحة والمغلقة. ومن الواضح أن مسيرة التوجه للعالم الافتراضي لدى الشباب تتجه بوتيرة تصاعدية وتتجاوز كل أنماط التقييد والحجب والرقابة، وخاصة مع انتشار وتوفر سبل التواصل عبر الانترنت وتوسيع رقعته. من الأسباب التي تدفع الشباب للتوجه لاستخدام وسائل الإنترنت في التعبير عن ذواتهم هي سهولة توفر الأدوات المتاحة كشبكات الانترنت وأجهزة الاتصال حيث إن 90% من السعوديين يمتلكون أجهزة كفية ذكية. ومن الأسباب أيضا وجود مساحة حرية أوسع في العالم الافتراضي أكثر منه في الواقع – وخاصة مع التمكن من إخفاء الشخصية أحيانا – مما يتيح للأفراد التعبير عن آرائهم وأفكارهم مع القليل من المحاذير الاجتماعية والسياسية التي تهيمن عادة على النقاش والحوار على الواقع. إن استمرار هذه المنحنيات التصاعدية في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الافتراضية وبصورة كبيرة، لدليل على الحاجة الماسة لدراسة ضرورة التوازن بين الاتجاهين وتهيئة أجواء ملائمة أكثر للاستفادة من عطاءات الشباب وآرائهم ونقدهم وأفكارهم كي تكون ممارسة واقعية وليست عالما افتراضيا وضمن حالة من الازدواجية.

مشاركة :