تواصل نشاط الملك سلمان في الصين حتى آخر يوم من زيارته الرسمية لها، فقد عقد جلسة مباحثات مع رئيس مجلس الدولة بجمهورية الصين لي كيتشيانغ في قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة بكين، وفي كلمة له قبل بدء المباحثات قال الملك إن المملكة والصين تمران بتحولات اقتصادية هامة أتاحت فرصاً كبيرة لتعزيز الروابط الوثيقة بينهما، بأمل أن تنقل هذه المباحثات العلاقات الثنائية إلى مجالات وآفاق أرحب، وبخاصة في المجالات الاقتصادية. * * ولم ينس ضيف الصين الكبير أن يذكِّر الصينيين بالتعاون الإستراتيجي بين المملكة والصين، وتمنياته بأن يسهم ذلك في تعزيز الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف باعتبارهما خطراً عالمياً على الأمن والسلم الدوليين، ليأتي الرد الصيني سريعاً على لسان رئيس مجلس الدولة بالقول إن زيارة خادم الحرمين الشريفين شكلت دافعاً كبيراً للعلاقات الإستراتيجية بين المملكة والصين. * * وضمن هذا النشاط الملكي عقد خادم الحرمين الشريفين جلسة مباحثات أيضاً مع رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشانغ ديجيا نغ، وقال في هذه الجلسة ضمن تأكيده على خصوصية العلاقات السعودية الصينية، إن زيارته لجمهورية الصين الشعبية تأتي ضمن الجهود المبذولة من بلدينا لتجسيد الرغبة المشتركة لبناء علاقة شراكة إستراتيجية تحقق النمو في علاقات البلدين في جميع المجالات. * * وبعد ذلك، وفي لفتة حملت إشارات مهمة، أشاد الملك بنجاح الدورة الثامنة عشرة لمؤتمر نواب الشعب الصيني، والذي تم من خلاله تأكيد مكانة الرئيس الصيني وقيادته الحكيمة لبلاده، وعلى دور مجلس نواب الشعب في تعزيز العلاقات بين المملكة والصين، موجهاً الدعوة إلى مجلس الشعب الصيني للتعاون مع مجلس الشورى السعودي بما يخدم مصلحة البلدين والشعبين الصديقين. * * رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني عقّب من جانبه على كلمة الملك بإبراز ما يحظى به خادم الحرمين الشريفين من مكانة وتقدير دولي وإسلامي وعربي نظير جهوده على مختلف الصعد، منوهاً بالزيارة، وما نتج عنها من تعاون واتفاقيات، مع تأكيده على حرص البلدين على تطويرها وتعزيزها في مختلف المجالات، ما أكد أن بكين والرياض تسيران الآن بخطى سريعة وواثقة لبناء شراكات تضيف المزيد من القوة والثبات والاستمرارية في علاقات البلدين المتميزة. * * وجاء تدشين الملك لمكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين التي قدمتها المملكة هدية للصين، ودعماً للدارسين في حقل اللغة العربية، وخدمة للغة العربية، ليعزِّز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين - كما قال بذلك رئيس مجلس إدارة جامعة بكين - وخصوصاً في المجال الثقافي، مؤكداً أنها خطوة لنشر العلم والمعرفة في مجال اللغة العربية، وأنها أحد جسور روابط التبادل الثقافي بين البلدين. ومن جانبه قال المشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز إن المكتبة ستكون حاضنة لثقافتين عريقتين، هما الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الصينية، وجسراً للتواصل والحوار والمعرفة بين الثقافتين العربية والصينية ودورهما في إثراء التجربة الإنسانية، علماً بأن مبنى المكتبة الذي أقيم على مساحة تبلغ 13 ألف متر مربع سوف يستوعب في قسميه العربي والصيني ثلاثة ملايين كتاب ومخطوط. * * هذه بعض نشاطات الملك سلمان في العاصمة الصينية بكين في اليوم الأخير من زيارته التاريخية للصين، وغداً نواصل معكم استعراض وقراءة ما تم من إنجازات وفعاليات لم نتطرق لها في هذه الحلقة والحلقات الثلاث السابقة في سلسلة ما ننشره من انطباعات عن هذه الرحلة الميمونة للصين الشعبية. يتبع......
مشاركة :