يبدو أن هناك الكثير من الناس لا يبالي بما تنطوي عليه تصريحاته على الملأ، وما مدى تأثيرها على الملايين من المراهقين والجماهير من صغار السن أو المتعصبين، وبخاصة أولئك المتعصبون للأندية الرياضية في بلادنا. لقد بلغت العصبية الرياضية في مجتمعنا حدًّا يكاد يصل إلى الظاهرة التي يجب أن تُدرس، وتُقام لها ندوات وورش عمل لتحليلها، ومحاولة معالجتها قبل فوات الأوان. الوضع المزري الذي وصل إليه التعصب الرياضي تسبَّب فيه بشكل مباشر الإعلام الرياضي، سواء المقروء أو المسموع أو المشاهد بكل أنواعه وفروعه، لدرجة السماح لكاتب رياضي بكتابة ما لا يستطيع كاتب غيره في مجال آخر كتابته من سب وقذف وتشكيك في الذمم، بما لا يرضاه صاحب ضمير أو دين! كذلك تشاهد بعض البرامج الرياضية فتسمع كلامًا لا يمكن أن يقوله عاقل، وكأنك تشاهد مشجعًا متعصبًا لم يتجاوز سن المراهقة، بطريقة كلام مبتذلة، لا ترتقي لمستوى استراحة شباب مراهقين في أحد أطراف مدن المملكة، فما بالك بأن تُقال بقناة محترمة ذات هوية سعودية خاضعة للعُرف والتقاليد والشريعة الإسلامية! لا يتحمل الإعلام الرياضي وحده تدني مستوى الطرح الرياضي الإعلامي ورداءة محتواه، بل معه شركاء عدة في تحمُّل المسؤولية أمام المجتمع الرياضي السعودي، بل أمامنا جميعًا، بغض النظر عن كوننا نهتم بالرياضة أم لا. الاتحاد السعودي، وقبله هيئة الرياضة، يتحملان بقراراتهما المتناقضة أو الضعيفة أو غير الواضحة هذا التوتر والشد والجذب بالشارع الرياضي الذي ينعكس سلبًا على نوع الطرح الرياضي، ويساهم في جرفه نحو التعصب والسلبية والعداوة التي نخشى أن تصل إلى حد لا يمكن معالجته أو احتواؤه. كل يوم أو يومين يصلني مقطع مصوَّر أو تغريدة، تطفح منها عصبية رياضية وقذف صريح ومخجل لأسماء وأندية، لهم كيانهم وأسرهم وأبناؤهم الذين يؤخذون بجريرة آبائهم، وهم لا ناقة لهم ولا جمل بما يحصل في الإعلام الرياضي. في قرار سابق، لا أعرف لماذا تم إلغاؤه، كان يُمنع انتقاد حكام كرة القدم، وتُفرض غرامات كبيرة على من يفعل ذلك. لا أعرف لماذا تم إلغاؤه دون مبررات، وترك الحبل على الغارب للتجريح والانتقاد والقذف والدخول في النوايا، وفتح أهم باب من أبواب التعصب وإثارة الفتن التي بدأت تطل برأسها بقوة متناهية. كما كان هناك قرار صارم وحازم بمنع دخول الملعب لغير اللاعبين لعدم إثارة التعصب والنقاش مع الحكام، والظهور أمام الشاشات لمن يريد تبرير أسباب خسارته، والتنصل منها، ورميها على التحكيم.. هذا الجدار القصير والحلقة الأضعف والشماعة الدائمة لهروب رؤساء الأندية الرياضية من تحمُّلهم الخسارة أمام الجمهور. لقد مللنا من تعصبكم؛ فحاولوا أن تجدوا له حلاً!
مشاركة :