يبدأ أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اليوم الاثنين زيارة رسمية لتركيا تستغرق 3 أيام، يجري خلالها مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول سبل تطوير علاقات التعاون بين البلدين، إضافة إلى تطورات الأوضاع في المنطقة. وذكرت مصادر تركية أن الزيارة تأتي في إطار الحرص على تعزيز علاقات التعاون بين البلدين، وتطويرها في المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والأمنية. وقال بيان صدر أمس الأحد عن مكتب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن إردوغان سيقلد أمير الكويت وسام الدولة خلال زيارته التي تأتي تلبية لدعوة إردوغان، وهو أرفع وسام يقدّمه رئيس الجمهورية في تركيا. وأضاف البيان أن الزيارة سيتخللها توقيع اتفاقيات تعاون ثنائية في مجالات مختلفة بين تركيا والكويت، ومباحثات حول عدد من القضايا الثنائية والإقليمية، وأن الزيارة ستسهم في تطوير التعاون بشكل أكبر على صعيد العلاقات الممتازة في الوقت الراهن مع الكويت من جهة، ومجلس التعاون الخليجي من جهة أخرى. من جانبه، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين إن «زيارة أمير الكويت تكتسب أهمية كبيرة في ضوء ما تشهده العلاقات الكويتية التركية من تطورات تعكس تطلع البلدين لتطوير التعاون القائم بينهما في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة إلى جانب التعاون العسكري». وأضاف أن زيارة أمير الكويت تأتي في وقت تواجه فيه المنطقة تحديات كبيرة يتصدرها ملفا الإرهاب والنزاعات المسلحة، ما يتطلب تبادل وجهات النظر وتعزيز التنسيق المشترك لمواجهتها. ويعود تاريخ العلاقات الكويتية التركية، إلى عام 1969 عندما وقع الطرفان اتفاقية إقامة العلاقات الدبلوماسية، التي أعقبها تبادل افتتاح السفارات في البلدين عام 1970. الذي شهد أيضاً توقيع اتفاقية النقل البري للبضائع والمسافرين. وفي عام 1975 وقع الطرفان اتفاقاً ثقافياً، وآخر للتعاون في الخدمات الجوية بين البلدين عام 1977، واتفاقية للتعاون الاقتصادي والفني والصناعي عام 1982، واتفاقية للحوالات البريدية عام 1986، ومثلها لتشجيع الاستثمارات وحمايتها عام 1988. وخلال الزيارة الأولى التي قام بها أمير الكويت عام 2008 تم توقيع سبع اتفاقيات شملت مجالات عدة، كما وقع الجانبان خلال الزيارة الثانية في أبريل (نيسان) 2013 ثماني اتفاقيات تغطي مجالات عدة للتعاون. وتبادل الجانبان الكويتي والتركي على مستوى الوزراء توقيع كثير من الاتفاقيات خلال الفترة من 2008 إلى 2014. كان من أبرزها مذكرة تفاهم لتبادل الخبرات بالمجال العسكري. ووقع الجانبان خلال هذه الزيارات كثيراً من الاتفاقيات السياسية، ولم يقتصر التطور في العلاقات الكويتية التركية على الجانب السياسي فقط، وإنما شهدت العلاقات الاقتصادية نمواً سريعاً على المستويين الرسمي والشعبي؛ إذ ترتبط الكويت وتركيا بـ41 اتفاقية تشمل جميع مجالات التعاون الثنائي. وتضاعف حجم التبادل التجاري بين تركيا والكويت 3 مرات منذ عام 2002 بعدما سجل نحو 165 مليون دولار في 2002، ووصل إلى نحو 700 مليون دولار في 2016. وتأتي منتجات المعادن الرئيسية والماكينات والمعدات والمنتجات الغذائية والمشروبات والألبسة والنسيج في مقدمة الصادرات التركية إلى الكويت، فيما تشكل المنتجات الكيميائية والبلاستيكية أهم الصادرات الكويتية إلى تركيا. كما شهد عدد السياح الكويتيين في تركيا زيادة خلال الأعوام الأخيرة وسجل 180 ألف سائح في العام الماضي رغم الأحداث التي وقعت في تركيا عام 2016 بعد أن كان عددهم 8 آلاف سائح في عام 2002. وفي تصريحات لنائب رئيس الوزراء التركي للشؤون الاقتصادية محمد شيمشيك حول الزيارة أشار إلى أن عدد الكويتيين الذين يتملكون عقارات في تركيا في ازدياد مستمر؛ إذ بلغ عددهم خلال العام الماضي 1744 كويتيا، وهم يحتلون بذلك المرتبة الثالثة في قائمة الأجانب أصحاب العقارات في تركيا بعد العراقيين والسعوديين. وأشار إلى أن حجم الاستثمارات الكويتية وصل إلى نحو ملياري دولار من خلال 271 شركة ومؤسسة كويتية تستثمر في تركيا منذ عام 2004 تتركز أنشطتها في المجالات المالية والعقارية والتجارية والصناعية. وقال إن الكويت تعد أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لتركيا في منطقة الخليج، فقد حددت الكويت اعتبارا من 2005 الأهداف الاستثمارية ذات الأهمية بالنسبة للبلدين، ولفت إلى أن بلاده تولي اهتماماً كبيراً لمشاريع الاستثمار والخصخصة التي تطلقها الكويت وتحظى باهتمام المستثمرين الأتراك. وأشار في هذا الإطار إلى أن 30 مشروعا يتم تنفيذها في الكويت من قبل شركات تركية بما فيها مشروع تطوير مطار الكويت الدولي الذي تنفذه شركة ليماك التركية للمقاولات بتكلفة تبلغ نحو 6.3 مليار دولار.
مشاركة :