ألبس رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، نجله تيمور «كوفية الزعامة الجنبلاطية»، خلال احتفال حاشد في المختارة، في الشوف بجبل لبنان، في الذكرى الأربعين لاغتيال والده كمال جنبلاط. وفي احتفال جماهيري حاشد حضره رئيس الحكومة سعد الحريري والقائم بالأعمال السعودي وليد البخاري وشخصيات سياسية ودينية واجتماعية، وشارك فيه الآلاف من أبناء الجبل، ألقى جنبلاط كلمة توجه بها إلى الجمهور وابنه تيمور، وأوصاه بحمل تراث جده، وقال: «منذ أربعين عاماً وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية... فكان قدري أن أحمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط». وبعدما وضع كوفية الزعامة على كتفي ابنه، توجه له بالقول: «سر يا تيمور رافع الرأس، واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط، وأشهر عاليا كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدمية، كوفية الأحرار والثوار، كوفية المقاومين لإسرائيل أيا كانوا، كوفية المصالحة والحوار، كوفية التواضع والكرم، كوفية دار المختارة. واحضن أصلان بيمينك وعانق داليا بشمالك، وعند قدوم الساعة ادفنوا أمواتكم وانهضوا، وسيروا قدما، فالحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم، لا للضعفاء». وبدأ تيمور (35 عاما) في السنتين الأخيرتين في استقبال الوفود الشعبية التي تزور دار المختارة، قصر العائلة التاريخي، أسبوعيا، والاستماع إلى مطالبها، كما شارك في كثير من اللقاءات والنشاطات السياسية الحزبية والعامة في لبنان. وتيمور هو نجل جنبلاط من زوجته الأولى جيرفيت، متخرج من الجامعة الأميركية في بيروت في اختصاص العلوم السياسية. كما تابع دراسات عليا في باريس. متزوج من سيدة شيعية من آل زعيتر تعرف إليها على مقاعد الدراسة الجامعية، ولديهما طفلان. وهو الابن الأكبر لجنبلاط إلى جانب أصلان وداليا. وفي كلمته ذكّر وليد جنبلاط بيوم اغتيال والده قائلا: «منذ أربعين عاما وفي السادس عشر من مارس (آذار)، وقفنا في ساحة الدار وحبسنا الدمعة وكتمنا الحزن ورفعنا التحدي، وكان شعارنا (ادفنوا موتاكم وانهضوا)». مضيفا: «منذ أربعين عاما وبفضل ثقتكم ومحبتكم وإخلاصكم وتضحياتكم، قدنا السفينة سويا وسط الأمواج والعواصف، وسط التحديات والتسويات، وسط التقلبات والمفاجآت، ندفن الشهيد تلو الشهيد، نودع الرفيق تلو الرفيق، ونبكي الصديق تلو الصديق، ادفنوا موتاكم وانهضوا. منذ أربعين عاما رافقتموني واحتضنتموني فاستشهد من استشهد، واغتيل من اغتيل، وغاب من غاب، لكن بقي الحزن واحدا موحدا، شامخا معززا، عاليا مكرما، ادفنوا موتاكم وانهضوا». وتابع: «منذ أربعين عاما سار معي ثوار 58، ورافقتني العمامة البيضاء في أصعب الظروف، ووقف الرجال في الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية، وقفوا معنا وقاتلوا معنا واستشهدوا معنا». وتوجّه إلى الجماهير بالقول: «ادفنوا موتاكم وانهضوا. ولولا جيش التحرير الشعبي، قوات الشهيد كمال جنبلاط، لما كنا اليوم وبعد أربعين عاما هنا في المختارة في هذه الدار، ادفنوا موتاكم وانهضوا. وعلى مدى أربعين عاما، محطات ناصعة البياض لا خجل منها ولا تردد، سطرناها بالدم مع رفاقنا الوطنيين، كل الوطنيين، والإسلاميين، كل الإسلاميين، والسوريين، في إسقاط السابع عشر من أيار، وفي التصدي للعدوان الإسرائيلي، وفي الدفاع عن عروبة لبنان، ادفنوا موتاكم وانهضوا». وأضاف: «لكن ومنذ أربعين عاما وقع الشرخ الكبير، وقعت الجريمة الكبرى بحق الشراكة والوحدة الوطنية، وسرت آنذاك مع الشيخ الجليل نحاول وأد الفتنة، نجحنا هنا وفشلنا هناك، لكن الشر كان قد وقع، فكان قدري أن أحمل على كتفي عباءة ملطخة بالدم، دم المعلم كمال جنبلاط ورفيقيه حافظ وفوزي، ودم الأبرياء الذين سقطوا غدرا في ذلك النهار الأسود المشؤوم، ادفنوا موتاكم وانهضوا». وتابع: «على مدى عقود انتظرنا الساعة، لحظة المصالحة، فنهضوا ونهضنا، وكان يوم عقد الراية بين العمامة البيضاء وبين العمامة المقدسة للبطريرك مار نصر الله بطرس صفير في أغسطس (آب) 2001، هنا في المختارة، مصالحة الجبل، مصالحة لبنان، ادفنوا موتاكم وانهضوا. وبعد أربعين عاما أوصيكم بأنه مهما كبرت التضحيات من أجل السلم والحوار والمصالحة، تبقى هذه التضحيات رخيصة أمام مغامرة العنف والدم أو الحرب».
مشاركة :