بحث ممثلو روسيا وتركيا وإيران، خلال مفاوضات «آستانة»، مسألة «المجموعات الشيعية» التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، وفي مقدمتها «حزب الله»، وانسحابها خارج الأراضي السورية. هذا ما كشفت عنه صحيفة «إزفستيا» الروسية نقلاً عن مصدر عسكري - دبلوماسي روسي مطلع. وقالت الصحيفة إن مواقع المركز الروسي للمصالحات المنتشرة في مختلف المناطق السورية ستصبح الأداة الرئيسية لمراقبة التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، كما ستراقب تلك المواقع تحركات وانتشار القوات المتنازعة. بينما يرجح أن المهمة الرئيسية الثانية التي سيقوم بها المركز الروسي في حميميم هي «مراقبة انسحاب (المجموعات الشيعية) التي تقاتل إلى جانب الأسد من عدد من المناطق السورية»، لافتة إلى أن «المشاركين في لقاء آستانة بحثوا هذه المسألة الحساسة للغاية». وبصورة خاصة، بحث أعضاء الوفود الوضع حول «حزب الله»، الذي شاركت مجموعاته في الهجوم على مدينة حلب، «ولا تُكنّ له المعارضة أي مشاعر إيجابية»، بحسب تعبير الصحيفة. ويؤكد المصدر أن ممثلي روسيا وتركيا وإيران تباحثوا في آستانة حول إمكانية تخصيص «منطقة لحزب الله» تخضع لمسؤوليته، وسحب قواته من المناطق الأخرى في سوريا، وبصورة خاصة من شمال البلاد. ويرى الخبير ليونيد إيسايف، من المدرسة العليا للاقتصاد، أن انسحاب الحزب والمجموعات الشيعية الأخرى من سوريا واحدة من المسائل الرئيسية في التسوية السياسية بالنسبة لتركيا والمعارضة السورية، معرباً عن قناعته بأنه «من المحتمل جداً أن توافق إيران في ظل الظروف الحالية على نوع ما من التبادل، حيث تقدم تركيا ضمانات بالحفاظ على استقرار الأجزاء الشمالية في سوريا، مقابل سحب المجموعات الموالية لإيران». وأضاف أن «هناك مؤشرات بأن مجموعات حزب الله اتجهت بصورة رئيسية نحو الحدود السورية مع لبنان، إلا أن هناك مجموعات شيعية أخرى من العراق وأفغانستان» تقاتل إلى جانب النظام. وفي ختام تقريرها، تقول صحيفة «إزفستيا» إن «موضوع الميليشيات الشيعية سيجري بحثه مجدداً خلال الجولة المقبلة من مفاوضات آستانة في شهر مايو (أيار)». في شأن متصل قالت وكالة «إنتر فاكس» إن الخبراء من الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) سيجرون مشاورات في طهران في شهر أبريل (نيسان). ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع على سير المفاوضات حول تسوية الأزمة السورية قوله: «أكد المشاركون في لقاء طهران حضورهم المشاورات يومي 18 - 19 أبريل، التي ستجري على مستوى الخبراء العسكريين من الدول الضامنة، دون مشاركة ممثلين عن المعارضة السورية»، لافتاً إلى أن «المشاركين سيقومون خلال المشاورات بإعداد جملة من الوثائق المتعلقة بالمسائل الأمنية، لتوقيعها خلال اللقاء المقبل في آستانة يومي 3 - 4 مايو». وختم المصدر موضحاً أن «الحديث يدور حول الفقرات الخاصة بمناطق المصالحات، وخريطة مناطق المعارضة ومناطق الجماعات الإرهابية، والآلية الموحدة لعمل المجموعة المشتركة لمراقبة وقف إطلاق النار».
مشاركة :