أكد عضو المجمع الفقهي الإسلامي الدكتور عجيل جاسم النشمي بأن الإسلام لا يقر شيئا عنوانه «الحرية المطلقة كما قد يتخيله البعض»، فلا حرية بلا ضابط، والضوابط شأنها الحفاظ على هذه الحرية للفرد والمجتمع والأمة، مشيرا خلال جلسة عقدت أمس ضمن مؤتمر «الاتجاهات الفكرية بين حرية التعبير ومحكمات الشريعة» الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في مقرها بمكة المكرمة، وترأسها المستشار بالديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الدكتور صالح بن حميد، إلى أن الأبواب التي ولجها الانحراف الفكري والعقائدي واتخذها وسيلة للانحراف هي «الفضائيات» و «وسائل الاتصال الحديثة». فيما شدد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبدالله الزايدي على «الضرورة العقلية لضبط حرية التعبير»، مؤكدا بأن لكل شخص الحق في أن يعبر عن فكره ومعتقده ملتزما بالضوابط الشـرعية النابعة من نصوص الوحي ومقاصد الشريعة. منافقو العصر عرض الدكتور عابد السفياني في بحثه «موقف المنافقين من المحكمات وكيفية التعامل معهم في العهد النبوي» ما وصفها بـ«صفات المنافقين التي ما تزال موجودة في شتى المجالات»، مؤكدا أن هؤلاء يشككون في الإسلام وشريعته ويفسدون عقائد المسلمين، معلقا بالقول «لكن بعض الوعاظ والمتفقّهة اشتبه عليهم نطقهم بالشهادتين وإظهارهم الإسلام». وتناول الدكتور محمد بن إبراهيم السعيدي المحكمات ودورها في صياغة الفكر، فذكر أن الفكر نشاط عقلي مأمور به في كتاب الله تعالى، وقد حض عليه القرآن الكريم في مواضع عديدة ومتنوعة، إلا أن الفكر كعَلَمٍ على عِلْمٍ معين لم يكن معروفا في تراثنا الإسلامي، ومع ذلك فإن معظم الأبواب التي طرقها الفكر في عصـرنا الحاضر مطروقة في القرآن الكريم، ويجب على المفكر المسلم أن يأخذ منهجه في التفكير، واتخاذ الآراء من كتاب الله تعالى. مسارات متباينة أكد الدكتور عصام أحمد البشير في ورقة ألقاها في المؤتمر على ضرورة ضبط المصطلحات، وتأصيلها وتحريرها، وتحدث عن مفهوم الاتجاهات والمسارات، والحريات، وتحدث بالتفصيل عن ثلاثة مسارات: (مسار الغلاة، والغزاة، والجفاة)، مؤكدا أن الأمة ضاعت بين ذلك، وأنه لا مخرج لها من ذلك إلا بالإيمان بوحدانية الخالق، والإيمان بالتنوع في الخلق، وأن هذا التنوع يفضي إلى تنوع في حرية الفكر والتعبد. المضامين العالية وصف مفتي عام الأردن الدكتور محمد الخلايلة كلمة خادم الحرمين الشريفين بذات المضامين العالية التي تتخللها أهداف دينية وتوعوية تهدف إلى الأمن والأمان والعيش بحرية تامة وذلك من خلال منهج التعامل الفكري الذي تمت الإشارة إليه أثناء الكلمة المباركة، مؤكدا لـ«الوطن» بأن المحافظة على محكمات الشريعة وعدم القفز عليها هي المطلب الأساسي لجميع البلدان والأوطان وفي كافة الأزمان وذلك من أجل أن يتعايش الجميع بكل حرية واعتدال وأمن وآمان. وأضاف بأن جزءا من كرامة الإنسان تكمن في حريته وهي أن يمارس كافة تصرفاته وأفعاله، وهو الأمر الذي تمت مناقشته خلال هذا المؤتمر وذلك بعدم الإكراه في مسألة الدين وأن يعيش الإنسان بحريته دون أن تمس دماء وأعراض الآخرين وهو الأمر الذي كفله الإسلام في أن يعيش الجميع بأمن وسلام، مؤكدا بأن الاتجاهات الفكرية يجب أن تلتزم بمحكمات الشريعة وأن تكون الحرية وفقا للضوابط الشرعية. تشخيص الداء قال المستشار السابق الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور حسين حامد حسان لـ«الوطن» إن كلمة خادم الحرمين الشريفين شخصت الداء ولمست الواقع وقدمت الحلول التي يجب على علماء الأمة الإسلامية أن يبصروا بها الناس وخصوصا فئة الشباب، مؤكدا بأن انطباع جميع العلماء من دول العالم يدل على أن المملكة دائما هي القائدة والرائدة والموجهة والمهتمة بكل قضايا العالم الإسلامي وخدمة العقيدة مع استقامة الفكر الإسلامي الأصيل.
مشاركة :