استغرب العديد من أولياء أمور الطلاب في الرياض غياب قرار إدارة التعليم بتعليق الدراسة ودور المدرسة في حماية الطلاب من موجة الغبار التي توقعتها الأرصاد وحماية البيئة، فرغم العاصفة الترابية الشديدة "مدار" التي داهمت مساء أمس الأول العاصمة الرياض والتحذيرات المتكرر، إلا أن إدارة التعليم التزمت بالصمت تجاه مدارسها، والأدهى من ذلك ورود رسائل نصية إلى هواتفهم من ذات المدارس تفيد بخروج أبنائهم بعد ساعتين من وصولهم لمدارسهم. وتداول ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لحالات إسعافية لبعض المتضررين من الطلاب، حيث باشرت فرق الهلال الأحمر حالات إسعافية في بعض مدارس الرياض جراء موجة الغبار التي شهدتها المنطقة، كما أعلنت مدينة الملك سعود الطبية أن تقلبات الجو أدخلت 343 طفلاً للطوارئ بسبب العواصف الرملية التي شهدها العاصمة. صمت مطبق "الرياض" تواصلت مع أولياء أمور الطلاب والطالبات، حيث أبدى عايض الشمري تعجبه من الصمت المطبق من إدارة تعليم الرياض حول موضوع تعليق الدراسة في مدينة الرياض على الرغم من تحذيرات هيئة الأرصاد والدفاع المدني من سوء الأحوال الجوية. وأضاف: "الغريب أكثر أنهم يناقضون أنفسهم بإلزام الطلاب والطالبات بالحضور، ثم بعث رسالة نصية لأولياء الأمور من قبل مديري المدارس لإشعارهم بأن خروج الطلاب مبكراً"!! وأوضح الشمري أن بعض القرارات تفتقد للقائد، وقال: حقيقة مثل هذه القرارات تحتاج لقائد يصدر قراره من منطلق أبوي يضع صحة أبنائه الطلاب والطالبات ضمن الأولويات فتعليق يوم أهم من تضرر البعض من الطلاب، خاصة الصغار منهم ممن يتأثرون من كمية الغبار العالقة في سماء العاصمة. من جانبه، أكد مسعد نافل ولي أمر أحد الطلاب أنه تفاجأ من عدم تعليق الدراسة رغم سوء الأحوال الجوية التي تشهدها المنطقة. وقال: لم أستغرق سوى ساعة بعد توصيل ابني إلى المدرسة، لأتفاجأ برسالة نصية تقول فيها المدرسة: "خروج الطلاب اليوم الساعة 9:30 بسبب الغبار نأمل منكم عدم التأخير"، إذن لماذا ترفضون تعليق الدراسة، وأنتم ستخرجونهم بعد ساعتين من دخولهم لفصولهم؟!. وطالب مديرَ التعليم أن يستشعر أهمية صحة أبنائنا الطلاب أكثر في المرات القادمة، وأن يراعي الظروف التي من خلالها ربما تسبب أزمات صحية للطلاب والطالبات. فيما وجه سعيد الغامدي استغرابه لمسؤولي التعليم بالرياض، وقال: ما دعانا للمطالبة بتعليق الدراسة، كمية الغبار العالية التي تشهدها الرياض، مشيرا إلى أنهم سيمنعون أبناءهم وبناتهم من الذهاب للمدارس في المرات القادمة دون انتظار التعليق من الجهات التعليمية. وأكد الغامدي بأنهم كأولياء أمور حريصين كل الحرص على حضور أبنائهم والتقيد في مواعيد الدراسة، لكن علينا النظر كذلك إلى الجانب الصحي الذي ربما يتضرر منه أولادنا في حال ذهبوا إلى المدارس في أجواء غير مناسبة للصغار والكبار، متسائلا ما هي الفائدة التعليمية التي سيكسبها أبناؤنا في ساعتين فقط قبل الإذن بخروجهم. وكانت مدارس كثيرة في العاصمة الرياض سارعت أمس إلى توزيع كمامات للطلبة، وهو إجراء مستغرب كان بالإمكان تلافيه لو علقت الدراسة ولم تعرض الطلاب لتلك المخاطر الصحية وإرباك أولياء الأمور وإثارة قلق الأهالي على أبنائهم وبناتهم خصوصا الصغار ومن لديهم مشاكل صحية تنفسية. التعليم يغامر "الرياض" تواصلت مع مختصة في الجهاز التنفسي الأخصائية خلود العنزي التي اعتبرت ذهاب الطلاب والطالبات في هذه الأجواء مغامرة من الجهات التعليمية وأولياء الأمور. وقالت العنزي: الجميع يشكو من تلوث الهواء بالغبار هذه الأوقات ويعاني منه خاصة الأطفال ومرضى الربو والحساسية، لأنه مع عدم الاستقرار الجوي الذي تتعرض له البلاد حاليا من غبار وأتربة، فإن الهواء في هذه الفترة يكون ملوثاً. وأضافت: "الغبار الذي نستنشقه مع الهواء مكون من مواد دقيقة أغلبها لا ترى بالعين المجردة مليئة بالمواد العضوية وغير العضوية وهي عبارة عن جزئيات مواد البكتيريا والطفيليات، وتؤدي إلى نشوء أمراض الحساسية والالتهابات وأكثر الأمراض الشائعة في هذه الأيام هي أمراض "الربو" أو ما يعرف بالأزمة التنفسية. ونوهت العنزي إلى أن الكمامات الطبية تؤمن حماية كبيرة للجهاز التنفسي وتمنع حدوث ما يعرف بالنوبات التي تسبب حدوث أزمات تنفسية نتيجة استنشاق الهواء المشبع بالغبار والأتربة. ونصحت العنزي أولياء الأمور عدم السماح لأولادهم المصابين بالربو والحساسية بالذهاب إلى المدارس في ظل تقلبات الجو التي تشهدها الرياض، وعليهم حماية أنفسهم من الأتربة والغبار المنتشر قدر الإمكان، وذلك من خلال التقليل من الخروج إلى الشوارع للحاجة، إلى جانب الإكثار من شرب السوائل الغنية بفيتامين "C" والمتواجد في البرتقال والليمون وكذلك الإكثار من شرب السوائل الدافئة. رسالة من المدرسة تفيد بخروج الطلاب مبكراً الإخصائية خلود العنزي موجات الغبار الشديدة تتطلب تعليق الدراسة ولا يجب المخاطرة بصحة الطلاب والطالبات سيارة إسعاف في إحدى المدارس
مشاركة :