«التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع» ينطلق من باريس بغياب واشنطن

  • 3/21/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

استضافت قاعة خورسباد في متحف اللوفر أمس، بحضور رئيس الجمهورية فرنسوا هولاند ومجموعة واسعة من الوزراء، غالبيتهم وزراء ثقافة، مؤتمرا للمانحين بمناسبة إطلاق «التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق النزاع» في العالم، التي تشمل بشكل خاص العراق وسوريا واليمن ومالي وأفغانستان. وجاء التمثيل العربي في المؤتمر الذي رعته فرنسا والإمارات العربية المتحدة مرتفعا، إذ حضر نائب رئيس الوزراء الإماراتي، وزير الداخلية الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، والأمير خالد الفيصل، المستشار الخاص للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، ووزيرا الثقافة في العراق والمغرب، ووزير الإعلام الكويتي، ومديرة اليونيسكو إيرينا بوكوفا، وممثلون رفيعو المستوى عن نحو 35 دولة ومنظمة كانت ممثلة في المؤتمر التأسيسي الذي شهدته أبوظبي نهاية العام الماضي. وفي كلمته الافتتاحية، أشار الرئيس هولاند إلى أن بلاده بالتعاون مع إيطاليا، ستعمد «في الأيام القليلة القادمة» إلى تقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي من أجل حماية التراث الثقافي والعمراني الإنساني؛ لأن هدف الإرهابيين هو «تدمير التعددية الثقافية والإنسانية ومحو الهوية». وفي السياق عينه، نبهت مديرة عام اليونيسكو بأن مطلقي المشروع حددوا سقفا زمنيا له، هو عام 2019. أما كيفية تمويل ما بعد ذلك التاريخ فستبقى مسألة مفتوحة. من جانبه، اعتبر الأمير خالد الفيصل أن السعودية «تدرك حجم المشكلة وأبعادها التهديدية» وتؤكد على أهمية «تضافر الجهود والقيام بما يلزم للمحافظة على الموروث الثقافي». وأشار المستشار الخاص للعاهل السعودي، إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز «وجّه بأن تدعم السعودية إنشاء الصندوق» وأن تمده بعشرين مليون دولار، معربا عن رغبة بلاده في أن تكون ممثلة في مجلس إدارته. ومن الممكن تلخيص مخرجات اللقاء بثلاث ملحوظات: الأولى، أن المبادرة الخاصة بحماية التراث الإنساني الهندسي والعمراني والثقافي التي تبنتها فرنسا والإمارات بعد الأضرار الواسعة التي لحقت به في الدول المذكورة بمشاركة اليونيسكو، لاقت تجاوبا دوليا آنيا، إذ تحولت الفكرة سريعا إلى مبادرة انطلقت رسميا أمس وترجمت إلى إقامة صندوق خاص بها تم تسجيله في مدينة جنيف، وهو يخضع للقوانين السويسرية في موضوع المحاسبة والشفافية. والملاحظة الثانية أن هذا الصندوق لم يبق طويلا فارغا، إذ إن مؤتمر الأمس وفر له رصيدا يبلغ 75.5 مليون دولار، فيما الهدف هو الوصول إلى مائة مليون دولار بحلول عام 2019. وتقدم فرنسا 30 مليون دولار حتى عام 2019، وقدمت المملكة السعودية 20 مليون دولار، والإمارات 15 مليون دولار، والكويت 5 ملايين دولار. والمساهمات الأخرى جاءت من لوكسمبورغ والمغرب، ومن مساهمات خاصة، أبرزها من مؤسسة «كابلان» الأميركية التي قدمت مليون دولار. ومن جانبها تبرعت سويسرا بـ8 ملايين دولار ولكن في شكل مساهمات غير مالية. فيما عرض كثير من الدول المساعدة في العمليات التي ستدار من أجل حماية التراث الإنساني. ومن بين هذه الدول، بريطانيا وألمانيا والمكسيك والصين وإيطاليا وكوريا الجنوبية. والملاحظة الثالثة أن الغائب الأكبر عن مؤتمر باريس كان الولايات المتحدة الأميركية. وبحسب مصدر غربي، فإن واشنطن «لا تريد الانخراط في عمل جماعي ليس لها فيه اليد الطولى، في الوقت الذي تسعى فيه للانسحاب تدريجيا من المؤسسات الدولية مثل اليونيسكو». وأضاف المصدر أن الإدارة الجديدة «ليست مهتمة حقيقة بالشؤون الثقافية، بل إن ما يهمها بالدرجة الأولى هو (البزنس)».

مشاركة :