يرى نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن القيادات العربية أحاطوا أنفسهم بمسؤولين وحاشية، يقولون لهم كل شيء ممتاز وكل شيء جميل، وإن الشعب سعيد، ولكن فيه مؤشرات أن السعادة غير موجودة، الرضا مش موجود». ويضيف: «.. هنا فرص ضائعة..، هناك اقتصاد متخلف، وهناك ملايين من الشباب العربي ما عندهم أمل بالمستقبل ما يحتاجون إليه هو إدارة الحكومات وإدارة الاقتصاد والبشر والبنية التحية». ثم أشار الشيخ محمد إلى الفساد وكيف «يتسبب في مضاعفة التكاليف 100 للمقاول و900 للمسؤولين». هذا من إجابة على سؤال وجه للشيخ في جلسة حوارية بعنوان «استئناف الحضارة» أمام القمة العالمية للحكومات التي عقدت في دبي الشهر الماضي. وتكتسب هذه الكلمات أهميتها من موقع الشيخ كمسؤول في دولة الإمارات وحاكم لإمارة دبي إضافة إلى نجاحه المشهود في وضع دبي على الخريطة الاقتصادية العالمية وتجاوزه كثيراً من الصعوبات. كلام الشيخ تقريباً متداول مثله عند المواطن العربي البسيط، يهمس به أحياناً ويضع اللوم غالباً على الحاشية، ومن المؤكد أن ما دفع الشيخ إلى الحديث في مسألة حساسة مثل هذه -وهو مسؤول عربي تربطه علاقات ومصالح بالمسؤولين العرب- وبهذه الصراحة، هو الحرص والتطلع إلى تحسين ظروف العالم العربي ومواطنيه، وهي ظروف لا تحتاج إلى شرح، لكن الشيخ محمد بن راشد مطالب بأن يكشف عن السر، فكما كانت كلمته أو إجابته شفافة واضحة ولها وقع أكبر حينما تصدر عن مسؤول بحجمه وشهرته، ننتظر أن يخبر المواطن العربي عن تجربته في هذه الجزئية أو المفصل الحساس. كيف استطاع الحاكم والمسؤول محمد بن راشد كسر طوق «التمام» والممتاز و«اللي تشوفه طال عمرك»؟ وكيف يتمكن من التقويم والفرز حين يقرأ ما يبث أو ينشر في الإعلام عن دبي أو الإمارات بين الحقيقة ونقيضها؟ هل سن قانوناً أو عرفاً بين المسؤولين من حوله؟ وهل يتعامل معهم بحسب صراحتهم؟ كل هذه الأسئلة وغيرها أثارتها إجابة الشيخ محمد بن راشد، فمتى يعلن عن خلطته السرية لتعم الفائدة للجميع، سواء المسؤولين العرب أو حاشيتهم أو مواطنيهم؟
مشاركة :