دمشق (أ ف ب) - تراجعت المعارك ليل الاثنين في دمشق بعد ان تمكن الجيش السوري من صد هجوم لفصائل مسلحة معارضة وجهادية استهدف اختراق مناطق في قلب العاصمة السورية. وافاد مراسلو فرانس برس في المكان ان المحلات التجارية فتحت ابوابها مجددا في شرق العاصمة، واستؤنفت حركة السير وإن بشكل خجول. وقبل تراجع المعارك مساء افاد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن في وقت سابق من يوم الاثنين عن "اشتباكات مستمرة" بين الطرفين في شرق دمشق تتركز في المنطقة الصناعية الفاصلة بين حيي جوبر والقابون، وتترافق مع غارات كثيفة تستهدف منذ الفجر مواقع الفصائل، من دون أن يتمكن من تحديد اذا كانت الطائرات سورية ام روسية. وشنت الفصائل ، على رأسها جبهة فتح الشام (النصرة سابقاً) وفيلق الرحمن فجر الاحد، هجوما مباغتاً على مواقع قوات النظام في حي جوبر الذي تتقاسم وقوات النظام السيطرة عليه. وتمكنت من التقدم الى اطراف حي العباسيين حيث سيطرت لساعات على اجزاء من كراجات العباسيين، وهو عبارة عن موقف حافلات وسيارات. وتعد هذه أول مرة يتقدم فيها مقاتلو الجهاديين والمعارضة الى هذه النقطة منذ اكثر من عامين. ويعد حي جوبر المتصل بالغوطة الشرقية لدمشق، أبرز معاقل المعارضة في ريف دمشق، خط المواجهة الرئيسي بين الطرفين، باعتباره أقرب نقطة الى وسط دمشق، يتواجد فيها مقاتلو الفصائل. وبادرت قوات النظام مساء الاحد الى شن هجوم مضاد لاستعادة المواقع التي خسرتها. وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس الاثنين "نجحنا في استعادة كافة النقاط التي حاول المسلحون التقدم اليها يوم أمس بشكل شبه كامل"، مضيفاً "نعمل على إبعاد التنظيمات المنتمية للقاعدة كجبهة النصرة". - عودة الحركة تدريجياً - وتمكنت قوات النظام في هجومها المعاكس وفق عبد الرحمن من "استعادة السيطرة على سبعين في المئة من النقاط التي خسرتها" وواصلت الاثنين "هجومها المعاكس لاستعادة بقية النقاط التي لا تزال تحت سيطرة الفصائل". وأحصى المرصد الاثنين مقتل 26 عنصراً من قوات النظام و21 عنصراً من الفصائل في الساعات الـ24 الاخيرة جراء المعارك والقصف. واشار المكتب الاعلامي في جوبر، وهو شبكة اعلام محلية معارضة، الى شن طائرات "أكثر من اربعين غارة منذ ساعات الفجر الأولى". وبث مشاهد فيديو تظهر أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من الحي اثر احدى هذه الغارات الاثنين. - "ضغط" قبل جنيف - في كراجات العباسيين والمنطقة المحيطة بها، بدت آثار الاشتباكات واضحة الاثنين مع وجود سيارات محروقة وبعض المنازل المتضررة واستمرار سقوط القذائف من مواقع الفصائل، وفق مراسلي فرانس برس. ولا تزال الفصائل وفق المرصد، تحتفظ بسيطرتها على مواقع رئيسية عدة، ابرزها في المنطقة الصناعية الواقعة بين حيي جوبر والقابون في شرق العاصمة، حيث تتركز الاشتباكات الاثنين. وقال عبد الرحمن ان الفصائل تمكنت في هجومها الاحد من أن "تفتح الطريق بين الحيين لمدة ساعات، لكن المنطقة تشهد اشتباكات عنيفة ولم يعد ممكناً العبور من القابون الى جوبر". وتشكل احياء برزة وتشرين والقابون في شرق دمشق هدفاً لهجوم تشنه قوات النظام منذ شهر ويهدف الى فصل برزة، وهو منطقة مصالحة، عن الحيين الاخرين لمنع انتقال مقاتلي الفصائل بينها. كما يهدف الى الضغط على الفصائل في القابون وتشرين لدفعها الى توقيع اتفاقات مصالحة على غرار ما شهدته مناطق عدة في الاشهر الاخيرة في محيط دمشق. وبحسب المرصد، فإن هجوم جوبر يهدف عدا عن محاولة التقدم الى وسط دمشق، الى تخفيف الضغط عن مقاتلي الفصائل في الاحياء الثلاثة المجاورة التي تسيطر عليها فصائل اسلامية ومعارضة ابرزها جيش الاسلام وحركة احرار الشام الاسلامية. وتعد برزة منطقة مصالحة بين الحكومة والفصائل منذ العام 2014 في حين تم التوصل في حيي تشرين والقابون الى اتفاق لوقف اطلاق النار في العام ذاته بحسب المرصد، من دون ان تدخلهما مؤسسات الدولة. وتضع دمشق هذه الهجمات في دمشق ومناطق اخرى في اطار "الضغط" على الحكومة السورية قبل جولة من مفاوضات السلام المرتقبة في جنيف الخميس المقبل. وقال رئيس وفد الحكومة السورية الى جنيف بشار الجعفري في مقابلة مع التلفزيون السوري، نشرت وكالة سانا مقتطفات منها الاثنين، ان هذه الهجمات "جزء من عملية الضغط السياسي على الحكومة السورية قبل الذهاب الى جنيف". وانتهت جولة المفاوضات السابقة في الثالث من الشهر الحالي بالاتفاق على جدول اعمال من اربعة عناوين رئيسية سيتم بحثها "في شكل متواز"، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب. © 2017 AFP
مشاركة :