عازفات "النور والأمل" يأملن في سماع موسيقاهن في الإذاعة المصرية

  • 3/21/2017
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

عازفات النور والأمل يأملن في سماع موسيقاهن في الإذاعة المصرية لا تقرأ أعضاء أوركسترا جمعية “النور والأمل” المقطوعات الموسيقية بعيونهن، أو يتابعن عصا المايسترو وهي تتمايل بالتعليمات، بل يقودهن الإحساس وأنامل مبصرة تداعب آلات موسيقية صماء لينطلق منها نغم يضج بالنور والحياة.العرب  [نُشر في 2017/03/21، العدد: 10578، ص(20)]عزف النور والأمل يبحث عن مستمع القاهرة – تجتمع نساء مصريات مكفوفات مرتين أو ثلاثا أسبوعيا بقيادة المايسترو محمد سعد باشا لصقل مهارتهن في عزف المقطوعات المكتوبة نوتتها الموسيقية بطريقة برايل. وتنتمي هؤلاء العازفات وعددهن 43 إلى أوركسترا جمعية خيرية خاصة تعرف باسم "النور والأمل"، وتتراوح أعمارهن بين الـ15 والـ45 سنة. وانطلق حلم عازفات “النور والأمل” من مقر الجمعية الرئيسي شرقي العاصمة المصرية القاهرة، التي تأسست عام 1954 وبدأن في تنظيم حفلاتهن في عام 1972. وطريقة “برايل” هي نظام كتابة أبجدية ابتكره الفرنسي لويس برايل، ليستطيع المكفوفون القراءة كل حسب لغته، حيث يجعل الحروف رموزا بارزة على الورق؛ مما يسمح بالقراءة عن طريق حاسة اللمس، وقد صدر أول منشور بهذه الطريقة عام 1837. ويرى محمد سعد باشا قائد أوركسترا “النور والأمل” أن “الموسيقى هي الهواية المفضلة للمكفوفين التي يستعيضون بها عن البصر، ويهتمون بتنميتها لتُضيئ البصيرة والروح لديهم”. ويشير إلى أنه ظهر عازفون مكفوفون شغلوا الدنيا بمعزوفاتهم وألحانهم، مثل الشيخ إمام وسيد مكاوي في مصر، وعازفة القانون خلود البطاينة وعازف الأورغ إسماعيل قدري في الأردن، وسليم كركوكلي في العراق وغيرهم. وعن كيفية تدريب الكفيفات قال محمد سعد ان “تدريبهن يختلف تماما عن المبصرين، لأنه لابد أن تُكتب المقطوعة أو المدونة الموسيقية بطريقة برايل أولا ثم تحفظها كل عازفة بشكل منفرد”.أعضاء الفرقة بعضهن طالبات بالجامعة، ومنهن من تعمل بالمؤسسة التي تحرص على توفير فرص عمل لهن فور تخرجهن وأضاف “بعدها يتم جمع كل العازفات اللائي يعزفن على آلات موسيقية متشابهة، ويتم تدريبهن بشكل جماعي، وأخيرا تجتمع أعضاء الفرقة كلها بمختلف آلاتهن الموسيقية لإجراء البروفات التي تظل مستمرة حتى تتقن كل منهن عزفها. وتستخدم الفرقة الوتريات وآلات النفخ الخشبي والنحاسي والإيقاع”. وأوضح المايسترو أن “تحديد الآلة المناسبة لكل فتاة يتم حسب البنية الجسمانية لكل منهن، فصاحبة الأصابع الطويلة مثلا تعزف بمهارة على آلة الكمان، أما صاحبة البنية الضعيفة فتكون آلة الفلوت مناسبة لها، وأخيرا صاحبة البنية الجسمانية القوية يوكل إليها العزف على الكونترباص الضخمة”. ومن أشهر العروض التي قدمتها الفرقة حفل في 21 يونيو عام 2009، وهو اليوم العالمي للموسيقى، في مدينة كوفريه بفرنسا، بالإضافة إلى تقديمهن عرضا أوبراليا بعنوان “أيام وليالي شجرة القلب” الذي ألفه الفرنسي الجزائري طارق بن ورقة في نوفمبر عام 2015 في قاعة “غافو” الشهيرة في باريس بحضور وزيرين فرنسيين وسفير مصر في باريس. وينوه باشا بأن أعضاء الفرقة بعضهن طالبات بالجامعة، ومنهن من تعمل بالمؤسسة التي تحرص على توفير فرص عمل لهن فور تخرجهن، لافتا إلى أن الفرقة الحالية هي الجيل الرابع بالأوركسترا. ويدافع عن المشروع الموسيقي للمكفوفات قائلا “هذا مشروع فريد من نوعه، لم يحدث في العالم أن يكون هناك فريق محترف كله كفيفات”. وبمشاعر دافقة يوجه الدعوة إلى الاهتمام الإعلامي والحكومي بالفرقة، وإنجازاتها المنيرة المبعدة عن دائرة الضوء. وتقول نجاة رضوان، مديرة معهد الموسيقى بجمعية “النور والأمل”، أنه بعد انتهاء الصف الأول تكون الفتاة قادرة على القراءة بطريقة “برايل” ومن ثمة يقوم المعهد بأخذ الفتيات ليلتحقن به ويتم تدريبهن وتأهليهن لفترة معينة، ثم يتم تشكيل لجنة تختبر الفتيات وتحدد من منهن يمكنها الاستمرار في الدراسة في معهد الموسيقى، ومن تجتاز الاختبار تتابع دراستها بالمعهد مع دراستها بالمدرسة، ومن لا تجتازه تستمر في الدراسة بالمدرسة فقط. وتقول شيماء يحيى (33 عاما) الحاصلة على بكالوريوس ألسن (كلية لدراسة اللغات) من جامعة عين شمس، إنها تعمل مدرسة لغة إنكليزية للمرحلة الإعدادية بمدرسة “النور والأمل”، بالإضافة إلى أنها عازفة في الأوركسترا بعد الظهر. وتروي شيماء قصتها مع العزف قائلة “ذات يوم سمعت صوتا موسيقيا بالمعهد جذبني لمحاولة الالتحاق به ونجحت في اختبار دراسة الموسيقى. كانت أمنيتي أن أعزف على الكمان، ونجحت في ذلك”. وسافرت شيماء مع الأوركسترا لأول مرة إلى كندا وكانت أصغر عازفة بينهن، حيث كانت طالبة في الصف الثاني الإعدادي. وبفخر تقول شيماء إن الأوركسترا قدمت حفلات كثيرة على أكبر المسارح في العالم، منها في كندا وفرنسا وألمانيا وسلوفينيا وسلوفاكيا والمجر والنمسا والهند وأستراليا، مؤكدة أن العازفات المصريات الكفيفات حظين بحفاوة كبيرة، وتلقين إعجابا جارفا في الدول الأجنبية التي سافرن إليها جميعها. وتطالب شيماء نقابة الموسيقيين بمصر بالسماح بانضمام أعضاء الفرقة إليها، فكما توضح “فريق الأوركسترا هذا رفع اسم مصر في أكثر من دولة عربية وأجنبية وأعضاؤه أولى بالرعاية”. كما تدعو الإذاعة المصرية الحكومية إلى بث مقطوعات من عزف فريق “النور والأمل”، قائلة “أحلم بأن أسمع يوما الإذاعة تقول والآن سنستمع لمقطوعة من عزف أوركسترا النور والأمل”.

مشاركة :