هو أغنى رجل عراقي في بريطانيا حسب مجلة «Businessman» البريطانية، وكما هي عادة العراقيين فانه يُكنّى بين أبناء الجالية العربية في لندن باسم أول أولاده؛ لذا كان الناس يستغربون حين يقول: أنا «أبو أمي».. على اسم ابنتي «أمي». جحود الابن وظلم الكنة ولهذا الاسم حكاية ودروس وعبر، حيث كان والد هذا الرجل (سين) تاجر أقمشة مشهور في بغداد وكان هو طفلًا وحيدًا ومدللًا للعائلة، وبعد وفاة والده زوجّته أمه وهو في السابعة عشرة من عمره من فتاة جميلة وأقامت له حفل عرس صارت حديث الناس، ولكنه انقلب عليها بعد الزواج بتأثير من زوجته واستولى على كل ما تركه والده من أموال وعقارات وسلّم كل شيء لزوجته،ً التي صارت تأمر وتنهى في البيت وحتى أنها كانت تغلق باب المطبخ بوجه الأم كي لا تأكل، وبعد أن كانت هذه الأم الطيبة تتصّدق على الناس صارت سجينة وجائعة في بيتها. وكان الابن لا يحرك ساكنًا وقد سلبت زوجته عقله. الابن يخسر تجارته وفي أحد الأيام قال له ابنه: هل تعطيني دينارًا وأضرب جدتي؟ وعندها عرف خبث زوجته وكيف كانت تشجع أولادها على إهانة أمه، تلك المرأة الحاجة المؤمنة التي لم تكن تؤذي نملة، وعندما سأل الجيران، كان منهارًا وهو يستمع للطرق التي كانت تستخدمها زوجته في تعذيب وإذلال أمه. وهنا يقول الابن: لقد عاقبني الله وخسرت تجارتي، وباعت زوجتي كثيرًا من أملاكي وصرفتها على الذهب والماس والبذخ والتبذير، وبكيت وقتها بحرقة وقررت أن أعاقب زوجتي، لذا عملت على خداعها وقلت لها بأني سأبيع بيتنا القديم وأشتري بيتًا أكبر في واحد من أرقى أحياء بغداد، وأني سوف أسجله باسمها وأودع أمي في دار المسنين، وما عليها إلا أن تجمع ما عندها من مال ثمنًا للبيت، ففرحت للفكرة وفعلت ما طلبت منها، أما أنا فقد أخذت الأموال وسافرت بأمي إلى لندن وأرسلت لزوجتي ورقة طلاقها. النجاح الكبير في بريطانيا عند وصولنا إلى لندن كنا قد صرفنا كل ما عندنا على الرحلة؛ لذا عملت في تنظيف الزجاج والشبابيك، وكنت أقّبل يد أمي صباحًا وقبل أن أنام، وأعتذر منها وأطلب الصفح، وفي يوم قالت لي أمي: لماذا لا تعمل لحسابك الخاص وتكون صاحب عمل كما كنت في بغداد؟ وعملت بنصيحة أمي، وخلال شهر كان في شركتي التي تختص بتنظيف الزجاج عشرة عمال، ثم توسع عملي بطريقة مدهشة بفضل دعاء أمي ورضاها عني، وصرت المتعهد الرئيسي للوزارات والمؤسسات والشركات والفنادق الكبرى في بريطانيا، واشتريت أول بيت وسجلته باسم أمي، ثم اشتريت بيتًا أكبر وعمارة وفندقًا ومزرعة، واليوم وبعد 25 سنة على وصولي إلى بريطانيا صار عندي بفضل الله ودعاء أمي أكثر من 100 بيت، وتضم شركتي أكثر من 15 ألف عامل وعاملة، وتزوجت من شابة إنكليزية مسلمة ورزقني الله بنتًا أسميتها «أمي»... فهل يلومني أحد إذا ما اخترت هذا الاسم لابنتي؟ لندن – سميرة التميميتحقيقات الساعة
مشاركة :