صحيفة المرصد : أجرى فريق من الباحثين من جامعة بنسلفانيا الأمريكية، دراسة هي اﻷولى من نوعها حول تطوير رؤية جديدة حول تحديد العوامل التي تسهم في تطور شكل الأنف لدى الإنسان، ويبدو أن المناخ الذي نشأ فيه أسلافنا قد لعب دورًا في تحديد عرض أنوفنا. ويمكن القول إن السمة الأبرز في وجوهنا هي الأنف، وعلى الرغم من أن أنوف بعض الناس تبدو أكثر وضوحًا عن غيرهم إلا أن شكلها يمثل شيئًا فريدًا للإنسان. أنف الإنسان يقوم بعدد من الأدوار الهامة فبجانب بعض الأدوار الواضحة مثل المساعدة في استنشاق الهواء واشتمام الروائح يعمل الأنف على ترطيب الهواء الذي نتنفسه وضمان أن يكون الهواء دافئاً ورطباً في الوقت الذي يصل فيه إلى الرئتين. كما أن تجويف الأنف يساعد على منع الالتهابات ويعمل الشعر داخل الأنف على حجز الجزيئات الكبيرة ومسببات الأمراض التي نستنشقها في الهواء، بالإضافة إلى ذلك يقوم المخاط اللزج داخل الأنف باحتجاز الميكروبات الأخرى غير المرغوب فيها ثم تقوم الأهداب بالتخلص من هذه الميكروبات بعد ذلك. وبطبيعة الحال، فإن شكل أنفك يعتمد على شكل أنوف والديك وأجدادك، ولكن هل هناك عامل آخر وراء الاختلاف في أشكال الأنوف حول العالم ؟. منذ أكثر من قرنين أشار عالم التشريح والأنثروبولوجي البريطاني، آرثر طومسون، إلى أن الأنوف الطويلة والرفيعة تنمو أكثر في المناطق الباردة والمناطق الأكثر جفافًا، في حين أن الأنوف القصيرة والعريضة تظهر في كثير من الأحيان في المناطق الحارة والأكثر رطوبة وتعرف هذه النتائج التي توصل إليها العالم البريطاني باسم قاعدة طومسون. وعلى الرغم من أن قاعدة طومسون راسخة إلا أنها لا توضح ما إذا كانت الاختلافات في شكل الأنوف يأتي كرد فعل للانجراف الوراثي. تم تحليل النتائج التي توصل إليها طومسون عن طريق دراسة الجماجم، ولكن لأول مرة تم اختبار هذه النظرية باستخدام تصوير ثلاثي الأبعاد للوجه، حتى يتمكن الباحثون من كشف ما إذا كان حجم الأنف يتطور بالتكيف مع المناخ. وقام فريق بقيادة أرسلان زيدي ومارك شرايفر المتخصصين في علم الوراثة، بفحص بعض الأشخاص المنحدرين من غرب أفريقيا وشرق وجنوب آسيا وأوروبا الشمالية. ونشرت نتائج بحثهم في الجريدة العلمية “PLOS Genetics”، حيث قام الفريق بقياس عرض فتحة الأنف لكل فرد والمسافة بين فتحتي الأنف وارتفاع الأنف وبروز الأنف ومنطقة الأنف الخارجية وفقا لـ”إرم”. وخلص الفريق إلى أن عرض فتحة الأنف وطولها بالنسبة للأشخاص المنحدرين من هذه المناطق لا يمكن تفسيره عن طريق الصدفة وحدها . ووجد الباحثون، أن فتحة الأنف الواسعة مرتبطة أكثر بالسكان الذين عاش أجدادهم في مناطق أكثر دفئاً ورطوبة، وهذا يشير إلى أن المناخ كان عاملاً رئيساً في تطور شكل الأنف.
مشاركة :