ساهمت الهجمات الإسرائيلية في سوريا، والهجمات الصاروخية المضادة من النظام في تعميق حدة التوتر في المنطقة. ومن المرجح أن كلاً من طهران وحليفها حزب الله اللبناني، يقفان وراء هذه الحرب الخطيرة بين الجهتين. في الحقيقة، تحولت سوريا إلى ساحة مواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث جسدت عمق التجاذبات بين الطرفين والحرب غير المعلنة التي كانت تدور بينهما. ومن خلال تغريدة قصيرة ودون الخوض في الكثير من التفاصيل، أعلن الجيش الإسرائيلي على حسابه في موقع التويتر رسمياً عن العملية التي قام بها مساء 16 مارس/آذار 2017، على الأراضي السورية. وقد ورد في التغريدة ما يلي "في هذه الليلة، شنّت طائرات حربية إسرائيلية غارات جوية على عدة أهداف في سوريا، تم التصدي لها من خلال صواريخ مضادة للطائرات".حرب بيانات ونفي من جهتها، أكدت دمشق أن 4 طائرات حربية إسرائيلية "قد اقتحمت المجال الجوي السوري عن طريق الأراضي اللبنانية، واستهدفت أحد المواقع العسكرية السورية قرب مدينة تدمر". فضلاً عن ذلك، أصدر الجيش السوري بياناً ورد فيه أن "قوات دفاعنا الجوية أسقطت طائرة وأصابت أخرى وأجبرت الباقي على الفرار"، حسب ما جاء على لسان الوكالة العربية السورية للأنباء. في المقابل، نفى الجيش الإسرائيلي على الفور كل هذه الادعاءات، حيث أكد أن "الجهات السورية قد أطلقت صواريخ مضادة للطائرات باتجاه المقاتلات الإسرائيلية، إلا أن ذلك لم يحدث أي ضرر يذكر، حتى أننا تمكننا من اعتراض أحد الصواريخ السورية من خلال "نظام الدفاع المضاد للصواريخ، "سهم 3"، مع العلم أننا قد استخدمنا هذا النظام للمرة الأولى خلال هذا الاشتباك". في الواقع، تعتبر هذه العملية سابقة من نوعها، حيث أقدمت سوريا للمرة الأولى على الرد على إحدى الغارات الإسرائيلية ضد أراضيها. والجدير بالذكر أنه، ومنذ سنة 2013، شنّ الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات التي كانت تستهدف غالباً مستودعات الأسلحة والذخيرة والصواريخ التابعة لحزب الله اللبناني الموالي لإيران في سوريا. من جانب آخر، قتل العديد من المقاتلين التابعين لحزب الله، خلال سنة 2015، على إثر غارات مماثلة. وقد كان من بينهم ابن أحد قادة الحزب وبعض الشخصيات البارزة على غرار سمير القنطار وأحد قادة حرّاس الثورة الإيرانية. وفي الأثناء، كانت هذه العمليات العسكرية تستهدف الجولان أو ضواحي دمشق. وعلى الرغم من كل ذلك، لم تُبد الجهات السورية أية ردة فعل أمام هذه الانتهاكات الواضحة لسيادة بلادها.اشتباكات خطيرة في ظل توترات متزايدة ويعكس هذا الهجوم الإسرائيلي الأخير وردة الفعل السورية، تصاعد التوتر بين إيران من جهة، وإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى. وفي الأثناء، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الهدف من هذا الهجوم هو دحر عدوه الأول، قدر الإمكان من الحدود الإسرائيلية، المتاخمة للبنان وفي منطقة الجولان السورية. و في 17 شباط/ فبراير الماضي، أدى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو زيارة رسمية إلى واشنطن، حيث التقى مع الرئيس الأميركي الجديد، دونالد ترامب. وفي أعقاب هذه الزيارة، سارع دونالد ترامب بالتنديد بعملية إطلاق الصواريخ الباليستية التي قامت بها إيران، علماً وأنه قد سبق وأن أعرب عن رغبته في إبطال الاتفاق النووي الإيراني المبرم مع سلفه أوباما. وفي هذا الإطار أفاد ترامب في إحدى المناسبات، أن "إيران تلعب بالنار. إنهم لا يدركون كم كان الرئيس أوباما لطيفاً معهم.أما أنا فلا أشبهه بتاتا". فضلاً عن ذلك، التقى نتنياهو، في 9 آذار/مارس، بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، للتحاور حول النفوذ الإيراني الممتد في المنطقة. وحينها أقر نتنياهو بمساهمة روسيا في "محاربة الإرهاب السني المتشدد"، إلا أنه أعرب للرئيس الروسي عن قلقه بخصوص "استبدال الارهاب السني المتطرف في المنطقة بإرهاب "شيعي متشدد" بقيادة إيران". كما أقر نتنياهو، إثر زيارته للكرملين، أنه قد ناقش مع الرئيس الروسي العديد من المسائل الشائكة على غرار "الجهود الإيرانية للاستقرار عسكرياً في سوريا"، بما في ذلك "بناء ميناء على سواحل البحر الأبيض المتوسط". كما تطرق الطرفان إلى الحديث عن جهود إيران الحثيثة لتسريب معدات عسكرية متطورة للغاية إلى حزب الله عبر سوريا". "هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Geopolis الفرنسية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .
مشاركة :