في حالة نادرة ، تٌعاني فرح بيتس، 5 سنوات ، من حالة تدعى ” بيكا “، وهو مرض يجعلها تشعر بالرغبة الشديدة في أكل المواد غير الغذائية، حيث تقوم الطفلة بأكل الملابس أو الجدران أو حتى الأثاث ، ما تسبب في الكثير من المعاناة لأسرتها التي تعيش في منازل مستأجرة، حيث اضطرت للانتقال مرتين، بالإضافة إلى دفعها تكاليف الإصلاحات المنزلية. وكانت قد لاحظت كلارا بيتس (29 عاما)، وهي والدة الطفلة، شهية ابنتها الغريبة، عندما كانت تبلغ من العمر 10 أشهر ، وقالت كلارا إن ابنتها كانت تضع قدمها في فمها باستمرار وتمصها، ولكن قيل لها إن هذا الأمر طبيعي في الأطفال وإنه ليس هناك داعٍ للقلق. وأضافت أنها لاحظت بعد ذلك لاصق حذاء طفلتها قد اختفى وعندما استبدلته اختفى مرة أخرى لتدرك أنها أكلته ، وأشارت إلى أن الطبيب أخبرها أن الطفلة تمر في مرحلة ” التسنين ” وأنها ستتخلص من تلك العادة قريبا. لكن طفلتها لم تتحسن بل بدأت في أكل حذاء أخيها أيضاً وعندما قامت كلارا بإخفاء الأحذية بدأت الطفلة في أكل الملابس. أدركت كلارا مدى سوء المشكلة عندما وجدت قطعًا من السجاد غير المهضوم في فضلات ابنتها وقالت ” سألت فرح ما الذي كنت تأكلينه فأشارت إلى السجاد وكأنها تقول لذيذ، وفجأة فهمت سبب ملاحظتي لثقوب عند حواف السجاد بجانب إطارات الأبواب والتي لم أكن أدري ما سبب ظهورها “. ومن ثم قامت كلارا بإزالة السجادة تماماً لتمنع ابنتها من أكلها، وقالت ” إن مالك الشقة غرّمها 600 دولار وطردها من الشقة “. وبحسب كلارا، فإن الأسرة اضطرت للانتقال مرة أخرى بعد عام، وذلك عندما فشلت محاولتها في تغطية الأرضيات بالبلاط، مضيفة أنها عانت من تكاليف استبدال الأحذية والملابس والفراش. وفي العام الماضي، قام استشاري في مستشفى محلي بتشخيص حالة فرح وقال إنها مصابة بحالة “بيكا” ووصف لها أدوية الفيتامين للمساعدة في كبح هذه الرغبة الشديدة في أكل المواد غير الغذائية. وقالت كلارا ” إنها حالة خطيرة يمكن أن تؤدي إلى الوفاة وأنا أقلق كثيراً ولكن للأسف لا يوجد علاج لهذا المرض، وكل ما أستطيع فعله هو مواصلة الأمل في تجاوز ابنتي هذه المرحلة، فنحن نضطر إلى الانتقال من منزل إلى آخر بسبب الأضرار التي تصيب السكن، لكنها لا تفهم ذلك ولا تستطيع التحكم في رغباتها الشديدة “.