يسعى المرشحون للانتخابات الرئاسية إلى إقناع جموع المترددين والمشككين من خلال حملة طغت عليها حتى الآن قضايا فساد، وذلك قبل شهر من الجولة الأولى التي تشير استطلاعات الرأي إلى تصدر اليمين المتطرف لها. ولم يحدد 40 بالمئة من الناخبين الفرنسيين حتى الآن لمن سيصوتون في 23 أبريل/ نيسان، وهي نسبة قياسية لهذا الاقتراع المهم، لكن اهتمامهم يبقى شديدا حيث تابع نحو عشرة ملايين، أي 48 بالمئة من المشاهدين، الإثنين المناظرة التلفزية الأولى بين المرشحين الأساسيين الخمسة التي استمرت ثلاث ساعات ونصف، في سابقة قبل جولة أولى. وقالت قناة «تي إف 1» الخاصة التي نظمت المناظرة، إنها أفضل نسبة مشاهدة هذه السنة. وتركزت المناظرة التي كانت موضع ترقب، على البرامج أكثر منها على القضايا، مع بعض السجالات خصوصا بين المرشحين اللذين يعتبران الأوفر حظا في الدورة الأولى، زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، والوسطي إيمانويل ماكرون. وفي أحد أهم السجالات، اتهم ماكرون (39 عاما)، لوبن بـ«تقسيم المجتمع»، بعد أن تحدثت عن البوركيني. أما مرشح اليمين فرنسوا فيون (63 عاما)، فقد أخذ على مرشحة اليمين المتطرف رغبتها في جر البلاد إلى «الفوضى» بمشروعها للخروج من منطقة اليورو. رأت الصحف في افتتاحياتها أن المناظرة شهدت تنوعا في القضايا التي عرضت، من المستقبل الاقتصادي لفرنسا إلى الهجرة والأمن وأوروبا. وعرض كل من المرشحين الخمسة بدوره برنامجه. ولذلك فان النقاش قد لا يكون له تأثير حاسم، بحسب الصحافة الفرنسية مع وجود خمسة مرشحين للمرة الأولى تمنحهم الاستطلاعات نوايا تصويت تفوق 10 بالمئة.«تعفف» .. الدعاوى القضائية التي تشهدها الحملة منذ أشهر طرحت بالكاد في المناظرة. لكن هذه المسألة عادت بقوة إلى الساحة صباح الثلاثاء مع اتهامات بالمحسوبية ضد وزير الداخلية الاشتراكي برونو لورو، المقرب من الرئيس فرنسوا أولاند، والذي كان عين في ديسمبر/ كانون الأول 2016. وكشف برنامج تلفزيوني الإثنين، أن لورو وظف ابنتيه مساعدتين برلمانيتين في الجمعية الوطنية عندما كانتا طالبتين في المدرسة الثانوية ثم في الجامعة. وسيكون عليه أن يوضح الأمر الثلاثاء مع رئيس الوزراء برنار كازينوف، وسط تساؤلات عن بقائه في الحكومة. وقال مصدر قضائي، إن النيابة الوطنية المالية التي كانت وراء التحقيق مع فيون ولوبن، «تدرس العناصر التي كشفتها الصحافة» حول الوزير. وتذكر هذه الشبهات بتلك التي طالت فيون قبل اتهامه في قضية وظائف وهمية مفترضة لزوجته واثنين من أطفاله. ولم تشهد المناظرة الإثنين إثارة هذه المسألة مع فيون، ولا لوبن، التي لديها هي الأخرى قضية وظائف وهمية في البرلمان الأوروبي. لكن مرشح اليسار المتشدد جان لوك ميلانشون، قال، «أعجبت بتعففكم حين تقولون أن النقاش لوثته قضايا بعضنا. لكن عفوا هذا الأمر لا يشملني»، داعيا الناخبين إلى «مكافأة السياسيين النزهاء». ويدافع إيمانويل ماكرون، الذي يقدم باعتباره الأقدر على هزم اليمين المتطرف في الجولة الثانية في 7 مايو/ أيار، على «التجديد» السياسي مع «مشروع يحمل الأمل». ويبدو أنه نجح في أول مناظرة كبيرة له، بحسب الصحافة، كما حصل الثلاثاء على دعم مهم من مستشار مقرب من أولاند، هو بيرنار بوانين، الذي قال، إنه لا يمكنه دعم بينوا آمون، بسبب «تمرده» على الرئيس. في الأثناء قال رئيس الوزراء اليميني الأسبق جان بيار رفاران، والمؤيد لفيون، «بخلاف ما يقال، لم يفز ماكرون، حتى الآن». وتراجع فيون إلى المرتبة الثالثة في نوايا التصويت منذ مشاكله القضائية، لكن قاعدته الانتخابية أقل تذبذبا من قاعدة ماكرون، بحسب الاستطلاعات. وبين المرشحين اليساريين العدوين ممثل الجناح المتطرف جان لوك ميلانشون (65 عاما)، والاشتراكي بنوا آمون (49 عاما)، يبدو أن ميلانشون كان أكبر الرابحين من المناظرة، بحسب بعض وسائل الإعلام.لكن رغم اجتماعتهما الناجحة في نهاية الأسبوع الماضي، فإنهما يجدان صعوبة في إضفاء زخم على حملتيهما.أخبار ذات صلةتأجيل استعادة «جماجم الثوار الجزائريين» .. خشية مناورات الانتخابات الفرنسيةاليورو يتجاوز 1.08 دولار بعد مناظرة رئاسية فرنسيةهجوم مركّز على لوبان في أول مناظرة لانتخابات الرئاسة الفرنسيةشارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :