محللون لـ "الاقتصادية": مستوى مخزونات مايو كلمة السر في تجديد اتفاق خفض الإنتاج

  • 3/21/2017
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

عادت أسعار النفط الخام لتسجيل مكاسب عقب فترات تراجع سابقة، وتلقت الدعم الأكبر من توقعات بتمديد منظمة أوبك اتفاق خفض الإنتاج خلال الاجتماع الوزاري المقبل للمنظمة في فيينا يوم 25 أيار (مايو) المقبل؛ لإضافة ستة أشهر جديدة لعمر الاتفاقية، الأمر الذي اعتبرته السوق محاولات جادة لاستعادة الاستقرار والتوازن، خاصة أنه تزامن مع تراجع في سعر صرف الدولار الأمريكي، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام.وعرقل تحقيق مكاسب سعرية أكبر المخاوف من بقاء مستويات المخزونات النفطية الأمريكية مرتفعة لهذا الأسبوع، كما شهدت السوق مخاوف أخرى من تباطؤ استجابة المنتجين المستقلين الأحد عشر المشاركين في اتفاقية خفض الإنتاج في تنفيذ حصص الخفض على النحو السريع والمأمول.وتوقع مختصون أن يسفر اجتماع اللجنة الوزارية الخماسية لمراقبة اتفاق خفض الإنتاج في الكويت يوم السبت المقبل عن تقدم في رصد مستويات التزام الدول من خارج "أوبك" بخفض حصص الإنتاج، الذي لم يصل بعد إلى المستويات المرجوة من أداء المنتجين المستقلين بقيادة روسيا.وفي هذا الإطار، أكد ألان ماتيفاود مدير أبحاث شركة توتال العالمية للطاقة لـ"الاقتصادية"، أن التزام "أوبك" بخفض الإنتاج كان قويا وسريعا رغم كل العوامل المعرقلة وفي مقدمتها نشاط الإنتاج الأمريكي وبقاء مستويات المخزونات مرتفعة، مشيرا إلى أن إنتاج دول أوبك انخفض في شباط (فبراير) الماضي إلى مستوى 32 مليون برميل يوميا، وذلك لأول مرة منذ عامين على الرغم من أن اتفاق خفض الإنتاج نصّ على أن يكون إنتاج دول أوبك – بعد الخفض - عند مستوى 32.5 مليون برميل يوميا.وأشار إلى أن تجاوز الخفض المقرر في الاتفاق بحجم كبير، وهو 500 ألف برميل يوميا يعكس قناعة دول "أوبك" بضرورة الإسراع في علاج تخمة المعروض النفطي وبذل كل الوسائل المتاحة لاستعادة التوازن في السوق وتضييق الهوة السابقة بين العرض والطلب نظرا للحاجة إلى بقاء أسعار النفط الخام عند مستويات ملائمة لاستمرار الاستثمار وبالتالي تأمين الإمدادات.وأضاف أن إنتاج النفط الصخري حصد كل المكاسب حتى الآن من تحسن مستويات الأسعار، حيث سارع في زيادة أنشطة الحفر لتعويض الخسائر السابقة، وهو ما قوض كثيرا من جهود "أوبك" لتعافي الأسعار، ورغم ذلك فإن دول "أوبك" لم تعد إلى سياساتها القديمة القائمة على إطلاق العنان للإنتاج بلا ضوابط في صراع قد يكون صعبا على الحصص السوقية، ما قد يقود إلى انخفاضات سعرية حادة، بل على العكس أبدت دول "أوبك" استعدادها لمد العمل باتفاقية خفض الإنتاج لستة أشهر جديدة وحتى نهاية العام الجاري.من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" للاستشارات المالية لـ"الاقتصادية"، إنه من غير المنطقي الحديث عن تمديد اتفاق خفض الإنتاج، بينما نسبة الالتزام بخفض حصص الإنتاج خارج "أوبك" لم تتجاوز 64 في المائة، كما أن المنتج الأكبر خارج "أوبك" وهو روسيا لم تصل بعد إلى الوفاء بكامل حصتها وقدرها 300 ألف برميل يوميا، ولن يتحقق ذلك قبل نهاية نيسان (أبريل) المقبل بحسب تأكيدات وزارة الطاقة وشركات روسية بارزة.وأضاف أنه ليس من الطبيعي أن تقوم دول "أوبك" وحدها بتمديد الاتفاقية، أو أن تبقى بمفردها صاحبة الالتزام الواسع بخفض الإنتاج، مشيرا إلى أن تمديد الاتفاقية يتطلب التزاما كاملا من الدول الإحدى عشر من خارج "أوبك"، ومن الأفضل ضم دول أخرى عند تجديد الاتفاقية ومحاولة ترجمة التفاهمات الأخيرة مع الشركات الأمريكية لتتم تهدئة السوق وإبطاء وتيرة الإنتاج لمصلحة الصناعة والاقتصاد الدولي بشكل عام.ونوه إلى أنه ليس من مصلحة أحد أن يقوض طرف جهود الطرف الآخر، مشيرا إلى أن عودة الأسعار شديدة الانخفاض ليست في مصلحة أحد، وستكون لها تداعيات واسعة على السوق، وعلى أمن الإمدادات، كما أن الشركات الأمريكية التي تشهد انتعاشا حاليا من المؤكد أنها لن تستمر على الوتيرة نفسها إذا تسببت في عودة الأسعار شديدة الانخفاض، وقد تدخل في حالة ركود وانكماش أصعب مما حدث في العامين الماضيين.من ناحيته، قال مفيد ماندرا نائب رئيس شركة "إل إم إف" النمساوية للطاقة لـ"الاقتصادية": إن مستوى المخزونات في أيار (مايو) المقبل سيكون كلمة السر في تحديد الموقف النهائي من مد الاتفاقية، وهو ما أكده كل من المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي ونظيره الروسي ألكسندر نوفاك.وأضاف أنه بالطبع الجميع يدرك أن سحب الفائض من المخزونات المتراكم في السنوات الماضية، الذي يتجاوز 300 مليون برميل ليس مهمة سهلة، وأن فترة ستة أشهر تعد قصيرة نسبيا في علاج تلك المشكلة المزمنة، خاصة أن مستوى المخزونات في الدول الصناعية لا يزال كبيرا، كما أن الطلب بها يشهد تباطؤا ملموسا، منوها إلى ضرورة أن تتخلى الشركات الأمريكية عن زيادة الإنتاج بعدما أغراها على هذا الأمر زيادة العائدات بشكل كبير منذ بدء تطبيق اتفاقية خفض الإنتاج في يناير الماضي.من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، صعدت أسعار النفط أمس مدعومة بتوقعات بتمديد العمل باتفاق تقوده منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لخفض الإنتاج بعد حزيران (يونيو) المقبل، لكن مخاوف من بقاء مخزونات الخام عند مستويات مرتفعة حدت من مكاسب الخام.وأكدت مصادر في "أوبك" أن هناك ميلا متزايدا من أعضاء المجموعة لتمديد الاتفاق، لكنهم يريدون دعم المنتجين المستقلين الذين لم يلتزموا بالكامل حتى الآن بالخفض المتفق عليه بالفعل.وبحلول الساعة 0907 بتوقيت جرينتش زاد خام القياسي العالمي مزيج برنت 42 سنتا إلى 52.04 دولار للبرميل متعافيا من أدنى مستوى بلغه في ثلاثة أشهر عند 50.25 دولار للبرميل، لكنه أدنى من الذروة التي بلغها في كانون الثاني (يناير) الماضي فوق 58 دولارا للبرميل في أعقاب خفض الإنتاج.وارتفعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس في طريقها صوب تحقيق أول مكسب خلال أربعة أيام، بفعل آمال تمديد اتفاق خفض الإنتاج العالمي بعد حزيران (يونيو) القادم، بالتزامن مع هبوط الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات.وبحلول الساعة 09:20 بتوقيت جرينتش ارتفع الخام الأمريكي إلى مستوى 49.35 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 48.98 دولار وسجل أعلى مستوى 49.45 دولار، وأدنى مستوى 48.93 دولار.ونزل خام برنت إلى مستوى 52.10 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 51.77 دولار وسجل أعلى مستوى 52.20 دولار، وأدنى مستوى 51.77 دولار. وتراجع مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من العملات بنسبة 0.4 في المائة، مسجلا أدنى مستوى في ستة أسابيع 99.72 نقطة، الأمر الذي يصب في مصلحة ارتفاع أسعار السلع كونها مقومة بالدولار وتنخفض قيمتها بالنسبة لمستهلكي العملات الأخرى.وتشير توقعات مخزونات الخام في الولايات المتحدة، التي يصدرها معهد البترول الأمريكي، إلى انخفاض المخزونات للأسبوع الثاني على التوالي، وتصدر اليوم البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.من جانب آخر، تراجعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 49.18 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 49.36 دولار للبرميل في اليوم السابق.وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس: إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني تراجع له على التوالي، وأن السلة بقيت تقريبا عند مستوى الأسبوع السابق نفسه، الذي سجلت فيه 49 دولارا للبرميل.Image: category: النفطAuthor: أسامة سليمان من فييناpublication date: الاربعاء, مارس 22, 2017 - 20:18

مشاركة :