من تعليق استيراد اللحوم في الصين وتشيلي إلى فرض قيود في الاتحاد الاوروبي، تواجه البرازيل أكبر دولة مصدرة للحوم الأبقار والدواجن في العالم، تبعات فضيحة واسعة للحوم فاسدة.وتوقع وزير الزراعة البرازيلي بلايرو ماغي أن تفقد أكثر من 30 دولة ثقتها في بلده كمصدر للحوم بسبب هذه القضية، معترفاً أن «البرازيل ستكون أمام كارثة في حال أغلق الجميع أبوابهم في وجه اللحوم البرازيلية»، بينما يشهد أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية انكماشاً تاريخياً.وقال مكتب (وكالات) التحليلات الاقتصادية «كابيتا ايكونوميكس» إن «الفضيحة التي تورطت فيها شركتان برازيليتان متعددتا الجنسية في قطاع الصناعات الغذائية يمكن أن تضر بالانتعاش الاقتصادي، لأن البرازيل تواجه خسارة محتملة في صادراتها بقيمة 3،5 مليار دولار، أي ما يعادل 0.2 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي»، وعلى أثرها أغلقت 3 مستودعات تبريد، كما ذكرت وزارة الزراعة، وتمت إقالة 33 موظفاً.وتم الكشف أخيراً عن تحقيق للشرطة يعود إلى عامين حول مزاعم بتلقي مفتشين صحيين رشاوى من أجل منح شهادات للحوم فاسدة على أنها صالحة للاستهلاك، وهو ما اصاب سمعة المصدّر الرئيسي في العالم للحوم الأبقار والدجاج في الصميم.وجاءت أكبر ضربة تجارية من العملاق الصيني، ثاني الدول التي تشتري لحوم البرازيل في العالم، فقد أوقفت بكين استيرادها بعد الإعلان عن «تفكيك شبكة تقوم بتسويق منتجات غير صالحة للاستهلاك».وقالت وزارة الزراعة البرازيلية إن «الصين لن تفرغ شحنات اللحوم المستوردة من البرازيل إلى أن تحصل على معلومات»، مشيرة إلى مؤتمر بالدائرة المغلقة سيعقده ماغي مع السلطات الصينية «لتوضيح الأمور».وكانت البرازيل قد صدّرت في العام الماضي كميات من لحوم الدواجن بقيمة 859 مليون دولار الى الصين، وبقيمة 702.7 مليون دولار من لحوم الابقار.عربياً، قال رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة المصرية إبراهيم محروس إنه «تقرر إيقاف الموافقات الاستيرادية لشحنات اللحوم القادمة من البرازيل موقتاً، إلى حين ورود الرد الرسمي من السفارة البرازيلية بالقاهرة على استفسار وزارة الزراعة حول طريقة ذبح الماشية والدواجن الحية فى المجازر البرازيلية ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية المصرية».كما علقت تشيلي، سادس دولة مستوردة للحوم البرازيلية، الاستيراد أيضاً، ما دفع بماغي بالتلويح باتخاذ إجراءات انتقامية، قائلاً «نحن أيضاً من كبار المستوردين من تشيلي، إذا كان علي القيام برد أقوى لحماية السوق البرازيلية فسأفعل ذلك».من جهته، صرح الناطق باسم المفوضية الأوروبية انريكو بريفيو أن«الاتحاد الاوروبي طلب من البرازيل أن تسحب فوراً كل المؤسسات المتورطة في عملية الغش من لائحة الشركات التي يسمح لها بالتصدير».ويشتبه بأن المخالفات ارتكبت من جانب 21 مستودعاً للتبريد، بينها 4 لديها تصاريح تصدير إلى الاتحاد الأوروبي.
مشاركة :