تفرض المدة الزمنية القصيرة، التي تفصل بين مواجهتي المنتخب السعودي أمام منتخب تايلاند غداً الخميس، ثم العراق مساء الثلاثاء المقبل، الكثير من المسؤولية الوطنية الحضارية الواعية على الأصعدة الجماهيرية والإعلامية، تجاه التعاطي مع النتيجة في المباراة الأولى، وقبيل اللقاء الثاني، مهما تؤول إليه هذه النتيجة، ففي حال الانتصار "الأخضر" -بإذن الله- من المهم تناسي نشوة الانتصار، وعدم الإفراط في الفرح، لمنح نجوم المنتخب المزيد من التركيز، والكثير من الاهتمام، نحو جاهزية عالية في تحضيراتهم لمواجهة العراق، قبل فترة التوقف المقبلة التي تسبق مواجهة استراليا والتي تمتد لأكثر من شهرين، إذ ستكون المساحة الزمنية متاحة للجماهير والإعلام، لممارسة النقد، وتحليل الموقف بصورة أفضل، قبل المواجهات الثلاث الأخيرة من التصفيات. نتيجة التعثر بالتعادل أو الخسارة، أيضاً في حال حدوثها -لا قدر الله- للمنتخب السعودي أمام نظيره التايلاندي، يجب التعامل الجماهيري والإعلامي مع تداعياتها وقت حدوثها فقط، من دون مبالغة قد تؤثر على موقف "الأخضر" أمام العراق الثلاثاء المقبل. التعامل مع بداية مشوار المنتخب في مستهل مواجهات الدور الثاني من التصفيات النهائية، نحو الوصول إلى مونديال روسيا 2018، من المهم أن يكون في مستويات معقولة وحذرة، لدعم اللاعبين وقبلهم جهود الأجهزة الفنية والإدارية، فالمنتخب للجميع والطموح واحد لا يتجزأ، وهناك متسع من الوقت بعد المواجهتين لقول كل شيء وأي شيء. الهدوء هو الآن المطلب الاستراتيجي في هذا التوقيت، فحلم الوصول إلى هذا الحدث الرياضي العالمي، ليس انتصاراً للاعبين فقط، ولا للمسؤولين لوحدهم، بل هو انتصار للمجتمع السعودي كافة، الجميع مثل ما سيتألمون للتعثر، سيفرحون بالانتصار، فالمهمة مهمة وطنية بامتياز، لا تقبل الخروج عن النص، من إفراط في الفرح، أو بث الإحباط قبل النهاية. وسائل الإعلام السعودي بكل منصاته المتنوعة، ومعها الجماهير السعودية، شركاء بلا شك في دعم منتخب الوطن، لتحقيق الطموح المنتظر، بالوقفة الصادقة والمؤازرة الفاعلة، وبث التفاؤل، في بقية المشوار أمل الجميع أن يستمر وقبل ذلك نبذ الفرقة، ومعها شعارات الأندية جانباً، والبعد عن تقريع الللاعبين، أو التقليل من جهود الأجهزة الإدارية والفنية، على الخصوص في هذا التوقيت المهم، الذي يحمل ست نقاط ثمينة للمنتخب السعودي، ستمنحه الكثير من الدافعية والثقة الكبيرة، للمضي نحو معانقة المجد الكروي الجديد، ورفع راية التوحيد خفاقة، في أهم محفل رياضي عالمي تنشده كل منتخبات العالم وشعوبها.
مشاركة :