عزز المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون موقعه كأوفر المرشحين حظاً في الفوز في انتخابات الرئاسة الفرنسية في مناظرة تلفزيونية أمس (الاثنين) اشتبك خلالها مع منافسته الرئيسة، الزعيمة اليمينية المتطرفة مارين لوبن، في شأن الهجرة وأوروبا. وأظهر استطلاع فوري للرأي أن ماكرون، وهو وزير اقتصاد سابق لم يترشح مطلقاً لمناصب عامة من قبل، كان الأكثر إقناعا بين المتنافسين الخمسة الرئيسيين في مناظرة ماراثونية استمرت حوالى ثلاث ساعات ونصف الساعة لكنها لم توجه الضربة القاضية لأي منهم. وقال ماكرون للوبن عندما تحدثت عن زيادة «التشدد الإسلامي» في فرنسا: «أنت تخذلين الناخبين»، مضيفاً أنه يؤيد لباس «البوركيني»، والذي أثار جدلاً كثيراً في فرنسا الصيف الماضي. وفي مرحلة لاحقة من المناظرة سخرت مرشحة «الجبهة الوطنية» لوبن من ماكرون بالقول إن تعليقاته «خاوية تماماً من المضمون»، موضحة: «أريد أن ألفت انتباه الشعب الفرنسي إلى حقيقة أنك في كل مرة تتحدث فيها تقول قليلاً من هذا وقليلاً من ذاك ولا تقرر أبداً». وأظهر مسح فوري على الإنترنت أجرته مؤسسة «إيلاب» مع اقتراب المناظرة من نهايتها أن 29 في المئة من المشاهدين عبروا عن اعتقادهم بأن ماكرون كان الأكثر إقناعاً، متقدماً على اليساري جان لوك ملينشون الذي حصل على 20 في المئة بينما حصلت لوبن والمحافظ فرنسوا فيون على النسبة ذاتها في المركز الثالث، وتذيل الاشتراكي بينوا هامون القائمة. ويخضع فيون، وهو رئيس وزراء سابق وكان في وقت سابق المرشح الأوفر حظاً في الفوز والذي تراجع بسبب فضيحة في شأن عمل زوجته مساعدة برلمانية، لتحقيق رسمي في سابقة هي الأولى من نوعها لمرشح رئاسي فرنسي. لكن الفضيحة، التي هيمنت على الحملة على مدار أسابيع، شغلت وقتاً قليلاً نسبياً في المناظرة. ولمَّح فيون نفسه للفضيحة قائلاً: «ربما ارتكبت بعض الأخطاء... لدي عيوب، ومن ليس لديه عيوب؟ لكن لدي الخبرة». وتعرض ماكرون للانتقاد بسبب تلقي حملته تبرعات خاصة عندما أشار هامون إلى أنه قد يقع تحت تأثير جماعات ضغط في صناعة الدواء أو المصارف أو النفط. ورد ماكرون بالقول إنه المرشح الوحيد الذي لم يحصل على تمويل عام إذ إن حزبه جديد ولم يستفد مطلقاً من الدعم الحكومي. وأضاف «أتعهد بألا أقع تحت سيطرة أحد»، مضيفاً «الأحزاب التقليدية التي فشلت لعقود في حل مشكلات الأمس لن تتمكن من فعل ذلك اليوم أيضاً». وكررت لوبن في المناظرة معارضتها الاتحاد الأوروبي قائلة إنها لا تريد أن تصبح فرنسا «إقليماً مبهماً» في التكتل. وأضافت «لا أريد أن أكون نائب المستشارة الألمانية أنغيلا مركل». وكانت المناظرة أكثر المواضيع متابعة على «تويتر» في فرنسا حتى قبل أن تبدأ. وتعتبر المناظرة ومناظرتان أخريان ستعقدان قبيل الجولة الأولى من الانتخابات في 23 نيسان (أبريل) عاملاً حاسماً في انتخابات يقول حوالى 40 في المئة من الناخبين فيها إنهم ليسوا متأكدين من سيدعمون. ويخوض مرشحان فقط جولة الإعادة التي ستكون في السابع من أيار (مايو) وتظهر استطلاعات الرأي أن ماكرون سيتغلب فيها بسهولة على لوبن.
مشاركة :