مقتل 7 وإصابة العشرات بتفجير انتحاري في العاصمة الصومالية

  • 3/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لقي، أمس، سبعة أشخاص مصرعهم على الأقل وأصيب العشرات في أحدث هجوم انتحاري بسيارة مفخخة في وسط العاصمة الصومالية مقديشو، تسبب في دويٍّ هائل أعقبه إطلاق نار، وبينما خَيَّمَت سحابة من الدخان على موقع الانفجار. وأعلنت الشرطة المحلية أن سيارة ملغَّمَة انفجرت عند نقطة تفتيش تبعد أقل من كيلومتر واحد عن المجمع الرئاسي في العاصمة، مشيرة إلى أن انتحارياً كان يقود السيارة المفخخة صدم نقطة تفتيش بالقرب من المسرح الوطني القريب من مجمع الرئاسة الذي يخضع لحراسة مشددة، والمعروف باسم «فيلا الصومال»، ويضم أيضاً وكالات حكومية أخرى. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث، لكن عادة تتهم الحكومة ميلشيات حركة الشباب المتطرفة المتصلة بتنظيم القاعدة بالتورط في تفجيرات وهجمات بالأسلحة النارية في العاصمة. وتبنَّتْ الحركة في السابق تنفيذ تفجيرات مميتة مماثلة، على الرغم من خسارتها معظم أراضيها لصالح قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي التي تدعم الحكومة الصومالية. وتسعى الحركة لطرد قوات حفظ السلام الأفريقية، وإسقاط الحكومة الصومالية المدعومة من الغرب وفرض تفسير متشدد للإسلام في منطقة القرن الأفريقي. وتعَهَّد الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله فرماجو، بسحق الحركة، ونصحها بـ«الاستسلام»، بينما ردَّت الحركة عليه في المقابل باعتباره مرتداً، وتعهَّدَت بمواصلة قتال القوات الحكومية دون هوادة. وأدى فرماجو الذي يحمل الجنسية الأميركية، اليمين الشهر الماضي بعد أن تغلب في الانتخابات على الرئيس السابق حسن شيخ محمود الذي واجهت إدارته انتقادات محلية وغربية لتورُّطِ أفرادها في فضائح فساد، كما تعهد بمواجهة المجاعة والتصدي للفساد والعنف. وفيما بدا أنه بمثابة تمهيد لتسلم الصومال قيادة قوات حفظ السلام الأفريقية، جرى تنظيم «تدريب الاتفاق المبرر 2017»، وهو الأول من نوعه الذي يتم في إثيوبيا، بشكل مشترك بين القوات المسلحة الإثيوبية والأميركية، حسبما أفادت به مصادر عسكرية أميركية. ويشارك في التدريب عناصر في «أميصوم» من جيبوتي وكينيا وأوغندا وإثيوبيا، بالإضافة إلى جنود صوماليين، علما بأن التدريب يتم بتسهيلات من الولايات المتحدة وهولندا وبريطانيا والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة. وقال البريجادير جون إيه يانسن نائب قائد القوات الأميركية في أفريقيا: «تجمّع 100 مشارك تقريبا من إجمالي 8 دول هنا لإحلال السلام وحمايته في منطقة شرق أفريقيا». وأضاف: «سوف نقضي أسبوعاً هنا لبحث سيناريو محدَّد، في هذا الأسبوع سيكون السيناريو المحدَّد بالنسبة لنا هو بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال». ويهدف التدريب لإنهاء المهمة العسكرية لـ«أميصوم» في النهاية، وإعادة مسؤولية التعامل مع «الشباب» إلى الصومال وحدها، وفقاً لمسؤولين عسكريين. وقال الكولونيل الإثيوبي الياس سيوم إن التدريب سوف يتبعه تدريب ميداني العام المقبل، لافتاً إلى أن «الهدف هو تغيير قيادة مهمة (أميصوم) إلى قيادة تابعة للحكومة الصومالية بحلول عام 2020». وأوضح: «لكن هذه ليست استراتيجية خروج»، مشيراً إلى أن هذا الإجراء لن يعنى تسليم جميع العمليات إلى الحكومة في مقديشو. وأكد أن «القدرة القتالية لحركة الشباب انخفضت بنسبة تصل إلى 40 في المائة في السنوات الأخيرة، ولكن قدرتها على استخدام الهجمات الانتحارية قد ازدادت». وتضم «أميصوم» نحو 22 ألف فرد في الدولة الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي، وتعمل على مساعدة الحكومة في الحرب ضد جماعة «الشباب» التي تسببت مساعيها منذ عقد من الزمن لإقامة دولة أصولية في مقتل آلاف الأشخاص. من جهة أخرى، أعلنت ولاية جوبا لاند، جنوب الصومال، أن 26 شخصاً على الأقل لاقوا حتفهم بسبب الجوع، بينما حثَّ وزير داخلية الولاية عبد الرحمن حسن، المجتمع الدولي، على تقديم مساعدات طارئة للحد من المجاعة التي تعصف بالبلاد. وطبقاً لما أعلنه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، فإن قرابة ستة ملايين شخص في الصومال في حاجة ماسَّة للمساعدات الغذائية. وحذرت الأمم المتحدة أخيراً من «أسوأ أزمة إنسانية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية»، مع خطر حدوث مجاعة تشهدها مناطق أخرى، مثل جنوب السودان والصومال واليمن ونيجيريا، حيث تهدد المجاعة نحو عشرين مليون شخص. لكن بالنسبة للصوماليين، ما زالت ذكرى مجاعة 2011 التي أودت بحياة 250 ألف شخص حية في ذاكرتهم. وُلِدَت مسلمة كوسو مع المجاعة قبل 25 عاماً ونجت من تلك التي حدثت في 2011. لكن الجفاف هو الذي أجبرها هذه السنة للمرة الأولى على ترك بيتها. فقد غادرت قرية روبي مطلع هذا الشهر، ومشت أربعة أيام باتجاه الشمال مع أولادها الستة، لتصل إلى بيداوة. وعندما سُئِلَت عن السبب قالت وهي تومئ بيدها إلى فمها: «العطش... الجوع». ويبدو أصغر أبنائها عصيبة (سنتان) شاحباً ونحيلاً ولا يملك القدرة على رفع رأسه.

مشاركة :