عين الشباب الفرنسي على اليمين المتطرف لانتشاله من الإحباط الاقتصادي على الرغم من ارتفاع حظوظ مرشح الوسط إيمانويل ماكرون في استطلاعات الرأي، لا سيما عقب المناظرة التلفزيونية التي جمعت أبرز المرشحين للرئاسة الفرنسية، فإن مرشحة اليمين المتطرّف زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن مازالت في صدارة هذه الاستطلاعات، على نحو يجعل من مآلات هذه الانتخابات ضبابية لا تبتعد عن مفاجآت البريكست البريطاني وانتخاب دونالد ترامب في الولايات المتحدة. ويعتبر الدارسون لليمين المتطرف الفرنسي أن لوبن استطاعت تحديث النسخة التي يعمل بها حزبها عن تلك التقليدية المتطرفة التي وسمت صورة الحزب في عهد والدها المؤسس جان ماري لوبن. ففيما التصق خطاب لوبن الوالد بعقائد اليمين المتطرف غير البعيد عن النازية والفاشية، فإن لوبن الابنة تخلّصت من والدها داخل صفوف الحزب كما من إرثه العقائدي، وعملت على إبعاد شبهة التطرف عن الحزب وتطعيم قياداته بشخصيات يأتي بعضها من صفوف اليسار. ويلاحظ الباحثون أن جمهور حزب الجبهة الوطنية الحالي يختلف عن جمهور الحزب سابقا، من حيث أن الشرائح الداعمة لمارين لوبن هي شبابية تنتمي إلى مختلف الشرائح الاجتماعية، فيما يأتي بعضها من الكتل العمالية التي كانت في السابق حكرا على اليسار ونقاباته. ويرى هؤلاء أن قلق الأحزاب السياسية الفرنسية يأتي من كون لوبن هي الوحيدة القادرة على اختراق الكتل الناخبة المنافسة مستفيدة من كون حزبها هو الوحيد من بين الأحزاب الوازنة والذي لم يشارك في السلطة، ومستفيدة كذلك من التقلبات الدولية اللافتة التي أنتجت مفاجأتي البريكست وترامب. سراب/12
مشاركة :