"كلمة وفكرة" مشروع أدبي مشترك بين الكويت وسلطنة عمان

  • 3/22/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الكتاب تجربة تنطلق من جانب لغوي وأدبي لاكتشاف الدلالات المتباينة للكلمة والصور الذهنية المختلفة للمفردة الواحدة.العرب  [نُشر في 2017/03/22، العدد: 10579، ص(15)]فكر وبوح مسقط - “كلمة وفكرة” كتاب جاء في مئة وعشر صفحات، استطاع -وفي سابقة أدبية- أن يجمع بين طياته فكر وبوح اثنين وعشرين كاتبا وكاتبة من بينهم ثلاثة عشر من دولة الكويت هم أحمد مبارك البريكي، واستبرق أحمد، وباسمة العنزي، وحمد الحمد، وحمود الشايجي، والرازي البديوي، وعائشة عدنان المحمود، وعباس يوسف الحداد، وفتحية الحداد، وليلى العثمان، ومنى الشافعي، ومنى الشمري، ومي الشراد. وتسعة كتاب من سلطنة عمان وهم بشرى خلفان، وجوخة الحارثية، وخميس قلم، وزهران القاسمي، وسليمان المعمري، وعبدالله خليفة عبدالله، وعزة القصابية، ووليد النبهاني، ويونس البوسعيدي. صدر هذا الكتاب عن بيت الغشام للصحافة والنشر بالتعاون مع النادي الثقافي العُماني. عن الفكرة التي كانت خلف طباعة هذا الكتاب الكويتي العماني، تقول الكاتبة الكويتية فتحية الحداد “إن فكرة الكتاب جاءت بعد متابعة لمشروع لغوي فرنسي يعنى بالفرانكفونية لنشر اللغة والثقافة الفرنسيتين أيضا تحت مُسمى ‘قل لي عشر كلمات‘، حيث يقوم المشروع الفرنسي على اكتشاف عشر كلمات على مدى عام كامل وفي كل سنة تكون هناك حلقة نقاش تنظم أسباب اختيار تلك الكلمات والمفاهيم التي تمر عبر رحلة أدبية وعلمية أو إنسانية بشكل عام”. وتضيف الحداد أن المشروع انبثقت منه تجربة جديدة ومختلفة إلى حد ما في الكويت؛ فكرة تقوم على تحدي الكتابة كنشاط ذهني، يقوم غالبا على موقف يحدث صدفة أو من فكرة تولد من الخيال أو سيرة ذاتية تركت بصماتها على الكاتب، بينما المطلوب هنا استنطاق تسع كلمات متفرقة لتكون هي الهيكل الأولي لبناء نص أدبي. وتوضح الكاتبة أن هذه التجربة خاضها أكثر من كاتب وخرج الكتاب الأول تحت مسمى “امنحني تسع كلمات” عام 2015، وقد ضم نصوصا مختلفة. ومن المؤلفين من عاد إلى نص له كان في سبات، فأعاد إليه الحياة بزرع تلك الكلمات في حقل مناسب من النص القديم. تقول الحداد “التجربة المشتركة أتاحت فرصة الاستثمار في الكلمة فكان المجال متاحا لأكثر من خيال، وعندما اقترحنا كلمة مثل ‘عصابة‘ وجدنا إمكانية تطويع الكلمة فأخذها بعض الكتاب لتكون ‘عصابة رأس‘ بينما استغلها آخرون لتشير إلى ‘عصابة من المجرمين‘ في نص آخر”. ولأن الأفكار يمكن أن تشي بأخرى قد تثير اختلافا ينتج ثراء كبيرا، فقد تم طرح فكرة تحلّق كتاب من الكويت وعُمان حول كلمة واحدة يكتبون فيها نصوصا توحي بها هذه المفردة. وفي البدء يدلي كل أديب بدلوه، ومع إصدار الكتاب يأخذ كل قارئ بنصيبه حسب ذائقته أو ما يفرضه الفضول لحظة تصفح كتاب “كلمة وفكرة – من الكويت إلى سلطنة عمان”.من أهداف لمبادرة تفعيل التواصل الثقافي بين الكويت وعُمان من خلال العمل على مفردة بذاتها والخروج بنتاجات تُثري الساحة الأدبية في الخليج وإن كانت الأفكار أو المبادرات لا تجد دائما من يصغي إليها، فإن مجلس إدارة النادي الثقافي بالسلطنة كانت له وجهة نظر شجعت على تنفيذ الفكرة، تشجيعا لم يأت محض صدفة إنما هي رؤية تبدو واضحة المعالم ونحن نقرأ كلمة النادي الثقافي المثبتة في كتاب “فكرة وكلمة” التي جاء فيها أن “المشروعات الكتابية وما تتأسس عليه من ثيمات ثقافية لها أبعاد تنموية تستهدف الفكر عامة والمبدعين بشكل خاص، لما لها من أهمية في رفد المجتمعات بالمبدعين وتأصيل انتماءاتهم المعرفية والفكرية والتعرف على طرق إبداعاتهم وأنساق فكرهم، كونهم من بيئات مختلفة ومتعددة، فكيف إذا كانوا في منطقة جغرافية مشتركة ومحددات حضارية وفكرية مشتركة، فهنا ستكون تلك المشروعات ذات أبعاد معرفية لا تنشد رصد وتأصيل التراث الثقافي فحسب بل تـتعداه إلى استشراف مستقبل ذلك الفكر الثقافي في أنساق تعمد إلى ترسيخ القيم الحضارية الأصيلة”. والمبادرة تقدمت بها الكاتبة الكويتية فتحية الحداد التي ذكرت في مقدمة الكتاب “من أهداف هذه المبادرة تفعيل التواصل الثقافي بين الكويت وعُمان من خلال العمل على مفردة بذاتها والخروج بنتاجات تُثري الساحة الأدبية في الخليج”. وتتابع الكاتبة قائلة “التجربة تنطلق من جانب لغوي وأدبي لاكتشاف الدلالات المتباينة للكلمة والصور الذهنية المختلفة للمفردة الواحدة، والنصوص تأخذ مجراها في القصيدة وكتابة اليوميات والنقد والمقال، وهو ما قد يجعل من التجربة فرصة يستثمرها النقاد والتربويون أيضا في توصيل ذائقة اللغة والأدب والحث أيضا على البحث في الجانب التوثيقي كلما أمكن ذلك”.

مشاركة :