المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، لأول مباراة له كمدرب دائم لمنتخب انجلترا، وأكد على أن الركائز الآن معدة لتضييق الهوة مع خصمه الألماني، وأن التفكير بعقلية "العزلة" يجب أن يختفي. وفاز المنتخب الإنجليزي بثلاثة أهداف مقابل هدفين على غريمه الألماني، حامل لقب كأس العالم، في برلين في مارس/آذار الماضي، ما دفع مدرب انجلترا الأسبق، روي هودغسون، إلى وصف الفوز بـ "أروع لحظة" مر بها خلال تدريبه المنتخب. لكنه استقال بعدها في يونيو/حزيران، في أعقاب أدائه المتواضع في دور 16، وخروجه أمام أيسلندا في بطولة أمم أوروبا (يورو) 2016. ويواجه ساوثغيت، الذي حلّ محل المدرب المؤقت سام ألارديس بعد أربع مبارايات فاز فيها جميعا، اختبارا صعبا في دورتموند، يوم الأربعاء، قبل لقاء ليتوانيا في ويمبلي، يوم الأحد، في إطار تصفيات كأس العالم. ويقول ساوثغيت (46 عاما) إن الخطط معدة الآن لوضع منتخب انجلترا في مكانة تأهله في النهاية للنيل من غريمه الألماني صاحب الانتصارات المتواصلة. وأضاف: "بعض هذه الخطط بدأ بالفعل، مثل إصلاح الأكاديميات الكروية وإيلاء تركيز أكبر على التدريب، وهي العملية التي خضع لها الفريق بالفعل." وتابع: "ربما لدينا بعض المهام التي يتعين علينا إنجازها من حيث العلاقة التي تربط الاتحاد الألماني لكرة القدم والدوري الألماني (بوندسليغا)، والتي تتسم بالقوة. وهناك فرصة للاعبين الألمان الشباب للعب في ذلك الدوري، فثمة تكامل حقيقي في ذلك، ويعود ذلك في جزء منه إلى طريقة امتلاك الأندية." وقال: "لتوضيح الفارق، لقد أجّل الاتحاد الألماني انطلاق الدوري لأن لديهم فريقا مشاركا في دورة الأولمبياد. أما نحن فلا نملك حتى فريقا في الدورة. هذا هو التعاون الذي يتمتعون به." ومع ذلك، أضاف ساوثغيت: "نحن مختلفون. علينا الخروج من دائرة العزلة، وأن نتعلم من مصادر أخرى. لدينا نقاط قوة كبيرة، وإذا ما دمجنا بعضا من هذه النقاط بالسمات الأخرى، ربما نكون أكثر قوة من أي فريق آخر، لكن يجب علينا بذل الكثير من الجهود لبلوغ هذه المرحلة." كما اعترف ساوغيث بأن غياب أي نجاح كروي كبير مؤخرا لانجلترا هو "القطعة المفقودة" لحافظة الرياضة في البلاد. وقال: "لست متأكدا من أننا ننظر دائما لأنفسنا في المرآة بالقدر الذي نحتاج إليه، وهذا ما نحتاج إليه كأمة كروية." ومضى قائلا: "لدينا نجاحات في كل الأنوع الرياضية الأخرى في بلادنا... ربما تكون (كرة القدم) أصعب نوع لتحقيق نحاح فيها، وإذا حققنا هذا النجاح، فستكون (كرة القدم) صاحبة التأثير الأكبر على بلادنا وشعبنا."مصدر الصورةGetty ImagesImage caption لويس هولتبي لعب 42 مباراة مع توتنهام هوتسبر قبل انتقاله إلى هامبورغ واتفق لاعب خط الوسط الألماني، لويس هولتبي، الذي يلعب الآن في هامبورغ بعد اللعب في توتنهام وفولهام في الدوري الانجليزي، على أن الاتحاد الانجليزي لكرة القدم بدأ مهمة اللحاق بركب نظيره الألماني، وقال إن "وقت انجلترا سيأتي". وأضاف: "النظام المتبع مع اللاعبين الشباب في ألمانيا هو الأفضل في العالم. التدريب والمديرون الفنيون والمنشآت، كل هذا كان رائعا للغاية عندما كنت ألعب هناك. والآن، يشهد كل هذا تطورا أكبر." وتابع: "في انجلترا، يتطور اتحاد الكرة بالتأكيد. يمكنك أن ترى حجم اللاعبين الشباب المشاركين في المنتخب الوطني، وحجم الآفاق التي تلوح من خلال (مشاركة) كثير من المواهب. فهناك ماركوس راشفورد (مهاجم مانشستر يونايتد)، وديلي ألي (في توتنهام) الذي يعد مستقبل خط الوسط في انجلترا، وهاري كين (مهاجم توتنهام) الذي يتصدر قائمة تسجيل الأهداف في الدوري الانجليزي." ومضى قائلا: "لكن ألمانيا دائما ما تكون في صدار الإعداد للبطولات، وإدراك متى تكون مستعدة لها. كل التقدير للاتحاد الألماني على العمل الجيد الذي ينجزه على مدار السنوات الماضية في هذا الاتجاه." وتابع: "أسمع كثيرا عن تطلعات جماهير انجلترا إزاء النظام المتبع مع اللاعبين الشباب في ألمانيا، على أمل أن يكونوا مثلهم، لكن الاتحاد الانجليزي يحاول أن يشق طريقه الخاص." وقال: "وقتهم سيأتي. إذا واصلوا المضي قدما في هذا الطريق فلن تواجههم مشاكل." ويعتبر ساوثغيت من أكثر المعجبين بالنظام الكروي في ألمانيا، "ويمكننا التعلم من طريقة تفكيرهم. عندما نلعب أمام الفرق الألمانية نجدهم يؤمنون بالطريقة التي يلعبون بها." وأضاف: "أشاهد غاري كاهيل والكرة بين قديمه، فهو يتمتع بهذا الإيمان والثقة في الطريقة التي يُطلب منه اللعب بها."
مشاركة :