على شاطئ البحر الأحمر وفي موقع أخر على ضفاف الخليج العربي وبسواعد وعقول سعودية وبنفس الأدوات المتوافرة لكل الوزارات وبشركات وطنية وتحت مظلة حكومة لا تألو جهداً لرفعة وعزة هذا الوطن وتصدره في المحافل العالمية وقبل أربعين عاماً ظهرت الهيئة الملكية للجبيل وينبع كثورة صناعية عملاقة سبقت عصرها واكبها مشاريع اسكانية سعت لرفاهية الإنسان وتقديم الخدمات الكفيلة بزيادة انتاجيته وتطوير قدراته وملامسة حاجاته الجسدية والنفسية فكانت المشاريع البترولية العملاقة التي ذاع صيتها في كل الأرجاء وكانت مبعث فخر لنا كسعوديين ..هناك في تلك المساحات القفر التي لم تكن صالحة حتى لرعي الدواب فضلاً عن معيشة إنسان القرن الواحد والعشرون .. على تلك السهول الساحلية التي فتكت الملوحة بأرضها فخلقت منها ” سبخة ” لا تنبت مرعى .. في تلك الربوع البائسة حيث الأرض الجرد قامت نهضة عمرانية هائلة حوت العديد من الأحياء السكنية النموذجية المبنية على أعلى طراز عالمي بمرافقها الرائعة بأسواقها ومساجدها وحدائقها الغناء ..لم تتوقف عجلة الإنشاء والتطوير بل لا زالت في حراك دائم لتخلق لنا مدينتين غاية في الروعة تضاهي المدن العالمية إن لم تتفوق عليها ففي كل عام أو عامين نرى أحياءً كاملة تخلق من العدم بفلل سكنية غاية في الروعة وبمواصفات عالمية ذات ذوق رفيع يليق بكافة شرائح المجتمع .. هذه المجمعات السكنية التي شيدت بطرق معمارية مبتكرة ــ قللت من تكاليف انشائها ــ تسلم بهدوء شديد لمنسوبي الشركات الصناعية وبإجراءات ميسرة دون أي تعقيدات أو بروتوكولات نظامية ودون أي صخب اعلامي فالهدف أسمى بكثير من المزايدات الإعلامية التي تضج بها وزاراتنا دون أثر حقيقي على أرض الواقع .أستحضر هذه الصورة الرائعة في موازاة ما يحدث من وزارة الإسكان التي أرقتنا بصوتها العالي وضجيجها الذي تخطى الحدود وهي تحدثنا عن مشاريعها الآنية والمستقبلية دون أن نرى على أرض الواقع سوى شبوك تضاهي تلك الشبوك سيئة الذكر التي جعلت من أرض الجزيرة العربية المترامية الأطراف مساحة صغيرة جداً تضيق بأهلها وتعجز عن إيوائهم في مساكن تحفظ إنسانيتهم وتصون كرامتهم .كم تمنيت من وزارة الإسكان ومن وزيرها الذي كان ولازال شغوفاً بالتطوير العقاري بدل إشغالنا بهذه المنتجات السكنية التي يظن المتابع لأنظمتها وقوانينها أنها تهدف لتسويق الوهم على المواطنين الشرفاء وإفقارهم وتسليمهم لقمة سائغة للبنوك وتكريس الطبقية المجتمعية بوضع ذوي الدخل المحدود في كانتونات سيئة على أطراف المدن ..كنت أتمنى بصدق التوقف عن كل هذا العبث الممنهج واستحضار تجربة مدينتي ينبع والجبيل الصناعيتين ففيهما الحل حتى لا يظن البعض بالوزير وحاشيته أن جعجعتهم الإعلامية التي بلغت الآفاق الهدف منها طحن المواطن وإهدار كرامته على أبواب وزارة الاسكان .الرأيحامد الشريفكتاب أنحاء
مشاركة :