سلطان: الإنسان ثروتنا ومحور التنمية المستدامة

  • 3/23/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، أن إمارة الشارقة أولت بناء الإنسان والتنمية المستدامة أهمية خاصة، ووضعتهما على سلم اهتماماتها، ووضعت الخطط والرؤى التي تركز على الفرد خلال مرحلة حياته لأنه الثروة الحقيقة، والاستثمار الأمثل للمجتمعات، مشيراً سموه إلى أن الدول التي تسعى لتحقيق تنمية شاملة، وعادلة، ومستدامة عليها أن تهتم بمواطنيها، وأن تحفز الشراكة الاجتماعية بشتى السبل، وأن تهتم بكبار السن الذين قدموا للمجتمع أهم سنوات حياتهم. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسية التي ألقاها سموه في حفل افتتاح الدورة السادسة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي «مشاركة مجتمعية.. تنمية مستدامة» الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في مركز إكسبو الشارقة.استهل صاحب السمو حاكم الشارقة كلمته بالترحيب بضيوف المنتدى الذين تكبدوا عناء السفر ليقدموا خلاصة فكرهم، ومعرفتهم في خدمة الإنسانية البشرية، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً سموه أن إمارة الشارقة تستفيد من هذه المعرفة والتوصيات المقدمة لخدمة مجال الاتصال الحكومي. وبين سموه أن إمارة الشارقة تبنت خطة عنوانها «خدمة الإنسان»، بدأت منذ أكثر من 30 سنة، فاهتمت بالتنشئة الاجتماعية في الصغر، وأنشأت حضانات للأطفال، حيث أمر سموه بإنشاء 66 حضانة تُعنى بالطفل منذ بدايته الأولى لينشأ تنشئة صحيحة وسليمة، مع الأخذ في الاعتبار حاجة الطفل إلى حنان الأم. وتطرق سموه إلى تجربة إمارة الشارقة في برنامج برلمان الأطفال الذي يبدأ من سن الخامسة، وحتى الثانية عشرة، وشملت التجربة عدداً من الإيجابيات، منها أنها علمت أطفالنا الجرأة، والمسؤولية، والشجاعة، والانحياز للحق، وتعليمهم على بعض الأمور التي ستخدمهم في المستقبل، مثل الترشيح الحر، والانتخابات المباشرة. ثم تحدث سموه عن تجربة تأسيس مراكز الأطفال التي تعنى بالأطفال حتى سن الثانية عشرة، وقال سموه في هذا السياق إن مشروع الاهتمام بالطفل بدأ منذ أكثر من ثلاثين عاماً عبر تأسيس مراكز للأطفال التي تعتبر مراكز علمية، وثقافية، وروحية، هدفها بناء وتعزيز الشخصية الاجتماعية الملتزمة بقضايا، ومصالح الوطن. وتناول سموه في السياق ذاته، تأسيس ناشئة الشارقة التي ينتقل إليها الأطفال عندما يصبحون في سن الثانية عشرة، مؤكداً أن هذه المراكز تتبنى منهاجاً تعليمياً أوسع من منهاج مراكز الأطفال للتطوير على ما اكتسبوه من خبرات في تلك المراكز، ولتهيئهم للانتقال إلى الجامعات والمعاهد. وشدد سموه على أهمية التعليم والبحث العلمي في بناء الكوادر والمهارات اللازمة لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، كما أوضح سموه أن جامعات الشارقة خصصت 1200 منحة دراسية سنوياً لطلبة الجامعات، وقدمت 350 منحة لطلبة الماجستير، و120 لطلبة الدكتوراه، ودعمت حكومة الشارقة برامج البحث العلمي، حيث خصصت 120 مليون دولار أمريكي لها. كما أكد سموه أن إمارة الشارقة عنيت بكبار السن، واهتمت بهم، وبصحتهم، وقدمت لهم الخدمات الطبية والرعاية الاجتماعية المجانية، مبيناً سموه أن جميع من هم فوق سن 60 يتمتعون برعاية طبية مجانية مباشرة من دون الحاجة إلى وساطة شركات التأمين، إضافة إلى المبادرة التي أمر بها سموه بتوفير عيادات طبية متنقلة تخدم كبار السن في بيوتهم، معتبراً أن من يريد التنمية المستدامة فليبنِ الإنسان منذ صغره، وليرعَه في كبره.واعتبر صاحب السمو حاكم الشارقة أن المشاركة الاجتماعية اللازمة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لا تزال غائبة، وأنه بالرغم من وجود مساهمات قليلة من بعض الشركات إلا أنها غير كافية. رئيسة البرلمان ومدير الدائرة تحدث صاحب السمو حاكم الشارقة، في كلمته، عن تجربة برلمان الأطفال الذي يبدأ من سن الخامسة وحتى سن ال 12 عاماً، وتجري فيه عملية الترشيح والانتخاب بشكل حر لرئيس، أو رئيسة البرلمان، كأنه برلمان حقيقي بشكل كامل، وقال سموه: حتى نغذي هذه التجربة طلبنا من الدوائر الحكومية حضور جلسات البرلمان، ومناقشة الأطفال، والاستماع إلى ملاحظاتهم، وأسئلتهم.وقال سموه: «أخبرني مدير إحدى الدوائر الذي حضر إلى البرلمان، أنه عند إجابته عن أسئلة الأطفال، تردد في الكلام، وإذا برئيسة البرلمان وكانت بنتاً، تضرب على الطاولة، و«تنهره»، وتقول له: «لا تلف، ولا تدور، نريد إجابة مباشرة، وواضحة».يقول المدير لسموه: «أصدقك الحديث يا صاحب السمو، اهتزيت».وتابع سموه: كيف ستكون هذه البنت، أو هذا الصبي اليوم بعد التجربة الطويلة في البرلمان.. بعض ممن يعملون في هذا المنتدى اليوم ممن درسوا وتعلموا في برلمان الأطفال.

مشاركة :