مورينيو: أصبحت أكثر نضجاً في مانشستر يونايتد

  • 3/23/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قال جوزيه مورينيو إنه الآن أصبح أكثر نضجا بصفته مدربا عما كانت الحال عليه في بداية مسيرته بمجال التدريب، وأعرب عن اعتقاده أنه قادر على نقل هذا الهدوء والصفاء إلى لاعبي مانشستر يونايتد. جدير بالذكر أن الفترة الثانية التي قضاها مورينيو في تدريب تشيلسي انتهت على نحو فظ عندما تعرض للطرد في ديسمبر (كانون الأول) 2015، إلا أنه في أعقاب فترة بداية صعبة داخل مانشستر يونايتد، نجح فريقه في المضي قدما دون هزيمة منذ أكتوبر (تشرين الأول)، ويحتل المركز الخامس في جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز. وخلال مقابلة حصرية أجرتها معه مجلة «فرنس فوتبول» الأسبوعية تحدث المدرب البالغ 54 عاما عن أهمية إقرار حالة من «السلام والحب» في صفوف الفريق. وقال: «يحاول مورينيو الإنسان أن يكون على النقيض مما عليه المدرب، فهو يحاول التزام الهدوء والتحفظ. وفي محاولة للفصل بين الاثنين، يمكنني أحيانا الذهاب إلى المنزل والامتناع عن مشاهدة مباراة لكرة القدم، وعدم التفكير في كرة القدم. في الواقع، بإمكاني فعل ذلك. إلا أنه في بداية مشواري المهني، لم يكن بمقدوري ذلك، وإنما كنت منهمكا في كرة القدم طيلة 24 ساعة يومياً. وكان لزاما علي الوصول إلى درجة من النضوج. اليوم، أشعر بالارتياح تجاه شخصيتي الراهنة كإنسان». وأضاف: «لقد نضجت وأصبحت أشعر بسلام أكبر بداخلي الآن. ولم يعد الفوز يمثل غاية المنى بالنسبة لي، ولم تعد الهزيمة تعني السقوط في الجحيم. وأعتقد أن بمقدوري نقل هذا الهدوء إلى الأشخاص الذين يعملون معي، خصوصا اللاعبين. ومع أنه لا تزال لدي ذات الطموحات السابقة ونفس الانغماس في العمل وذات المستوى من المهنية، لكنني الآن أصبحت أكثر قدرة على السيطرة على مشاعري». جدير بالذكر أن مورينيو فاز ببطولة الدوري الممتاز خلال الموسم الثاني له في «ستامفورد بريدج»، لكن علاقته باللاعبين بدت متوترة في أعقاب الخلاف الذي وقع بينه وبين طبيبة الفريق إيفا كارنيرو مطلع موسم 2015 - 2016. وعند اللحظة التي تعرض خلالها للطرد من النادي، كان تشيلسي في المركز الـ16 بالدوري الممتاز، وخسر تسع مواجهات من المباريات الـ16 السابقة. داخل مانشستر يونايتد، يبدو أن مورينيو أصبح يرتبط بعلاقات أفضل مع أفراد فريقه. وقال: «يتعين على المدرب التكيف مع واقع النادي الذي يعمل به واحتياجاته ومطالبه. ويعني ذلك تحلي المرء بالذكاء... وتكمن الأولوية في بناء علاقات من الحب والسلام داخل المجموعة وخلق حالة من الاستقرار. والملاحظ أن مانشستر يونايتد لم يعد في صفوفه الآن نجوم فائقون من طراز غيغز وسكولز وروي كين». إلا أنه استطرد بقوله: «لكن لا يزال روني وكاريك في الفريق، ويعتبران آخر ما تبقى من ذلك الجيل. وهناك أيضا مجموعة جديدة من اللاعبين يتعين عليها التكيف مع الأوضاع الجديدة. لهذا، كان من المهم ضم زلاتان إبراهيموفيتش إلى صفوف الفريق. وجوده في مانشستر يونايتد، ومع أنه غير إنجليزي وغير مطلع على الثقافة السائدة داخل النادي، فإنه يملك الشخصية والمظهر اللذين يؤهلانه، لأن يكون أكبر من مجرد لاعب». وخلال المقابلة، اعترف مورينيو بأن الدوري الإنجليزي من بين جميع كبرى بطولات الدوري الممتاز على مستوى العالم، الأصعب من حيث اقتناصه نظرا لمشاركة كثير من الأندية به تملك القدرة المالية اللازمة للاستعانة بأفضل اللاعبين. وقال: «داخل إنجلترا، تتمتع الأندية بقوة اقتصادية كبرى تجعل السوق مفتوحة أمام الجميع. انظر، على سبيل المثال، إلى بايرن ميونيخ في ألمانيا، هل تدري متى يبدأ مشوار فوزهم ببطولة الدوري الممتاز كل عام؟ من الصيف السابق. عندما اشتروا أفضل لاعبي بوروسيا دورتموند، غوتزه، ومن بعده ليفاندوفسكي في العام التالي، ثم هوملز العام الماضي». واستطرد بقوله: «بالنسبة لي، فقد انضممت إلى ناد يملك تاريخا عظيما وعريقا، لكن لم يعد بإمكانه تيسير الأمور على النحو الذي يرغبه. ولم يعد باستطاعة أي ناد داخل إنجلترا - سواء كان مانشستر يونايتد أو ليفربول أو مانشستر سيتي - الهيمنة على الساحة إلى الأبد. لقد أصبحت القوة مقسمة فيما بين الأندية، في الوقت الذي ازدادت الصعوبة في كل شيء: الشراء والفوز والبناء». يذكر أن مانشستر يونايتد فاز بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ووصل دور الثمانية ببطولة كأس الاتحاد الإنجليزي، وكان من بين آخر ثمانية أندية مشاركة في الدوري الأوروبي. من جانبه، اشتكى مورينيو من ازدحام جدول المباريات الذي أدى إلى خوض مانشستر يونايتد مباراة الاثنين أمام تشيلسي، وأخرى الخميس أمام روستوف وأخرى في ظهيرة الأحد (ميدلسبره) قبل العطلة الدولية. وأعرب مورينيو عن اعتقاده بأنه خلق روابط قوية مع اللاعبين بما يكفي، وسوف يساعدهم على التغلب على أي من هذه الصعوبات. كما أشار إلى أنه تعلم كيفية التعامل مع الأنماط المختلفة من اللاعبين للحصول على أفضل ما لديهم، مشيرا إلى أن فريق إنتر ميلان الذي فاز به ببطولة دوري أبطال أوروبا عام 2010 استجاب بصورة جيدة إلى أسلوبه الحاد في التعامل، بينما تستجيب مجموعة أخرى من اللاعبين على نحو أفضل لأسلوب مختلف في التعامل. وأضاف أنه «من وجهة نظر سيكولوجية، كلما زادت مشاعر التعاطف داخل صفوف مجموعة ما، زادت قوة الرابطة بين اللاعبين وزاد استعدادهم لخوض المواجهات. وتعتبر الألعاب الذهنية التي يجري من خلالها التأثير على شخص ما عبر وسائل الإعلام، وتعد أكثر فاعلية عندما يكون لديك فريق مليء بالشخصيات القوية ولديه استعداد لاستيعاب هذا النمط من الخطاب». وقال مورينيو إنه «داخل إنتر ميلان، كنت مثل سمكة داخل الماء من هذا المنظور. وكان لدي ماتيراتزي وإبراهيموفيتش وميليتو وثياغو موتا... إنهم لاعبون كانوا على استعداد ليتبعوني أينما ذهبت. إلا أن الأمر يختلف عند التعامل مع ناد لا يملك لاعبوه المواصفات ذاتها. وعليه، فإنه قبل الانطلاق في هذا الاتجاه، يتعين على المرء أولا تفهم طبيعة الأشخاص الذين يعمل معهم». من جهة أخرى، قال مورينيو إنه يفضل الفوز بالدوري الأوروبي على إنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل في الدوري الإنجليزي، لكنه أشار إلى أن فريقه سيبذل كل ما في وسعه لتحقيق الهدفين. وأبلغ مورينيو موقع النادي على الإنترنت «إذا كان لي أن أختار فإنني أفضل الدوري الأوروبي على إنهاء الموسم رابعا، لأنها ستعطينا نفس النتيجة.. اللعب في دوري الأبطال». وتابع: «إنها بطولة تمنح النادي جائزة رفيعة. تعني خوض مباراة كأس السوبر الأوروبية العام المقبل». وأقر المدرب البرتغالي بأهمية إنهاء الموسم بين الأربعة الأوائل، لكنه قال إن منافسي ناديه يملكون أفضلية، لأنهم لا يلعبون على جبهتين في الدوري الممتاز ومسابقتي أوروبا قبل دخول المرحلة الحاسمة من الموسم. وأضاف: «تشيلسي وتوتنهام وليفربول وآرسنال ومانشستر سيتي لا يلعبون في أوروبا ويخوضون مباراة واحدة أسبوعيا. لكننا سنقاتل مثلما فعلنا أمام ميدلسبره». جدير بالذكر أن الديربي بين مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي أقر موعده في الخميس الموافق 27 أبريل (نيسان) الثمانية مساء.

مشاركة :