ما أحوجنا اليوم لسماع أخبار رياضية مُفرحة، بعيداً عن مشاكل الأندية السعودية التي تعج بها البرامج الرياضية والتي وصلت لحد الصراخ فيما يُشبه (صراع الديكة) بين المُحلّلين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، مع انقسام الجمهور الرياضي حول الأحداث الراهنة، أجد نفسي مُلزماً بذات الديباجة التي يبدأ بها (مذيعو البرامج الرياضية) غالباً بالدعوات لمنتخبنا الوطني بالتوفيق في مباراته اليوم أمام تايلند في مشوار كأس العالم، قبل أن يُساهموا ببرامجهم في زيادة الانقسام بين الشباب الرياضي وإشعال المزيد من الحرائق بأخبارهم وتعليقاتهم المُزعجة، في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى أن تجمعنا الرياضة، وتبعث في شبابنا الإيجابية بالأمل والسعادة والحماس.. لن أتحدث عن أزمة الاتحاد، ولا عن انهيار الشباب، ولا عن حظوظ غير الهلال في الحصول على دوري جميل، ولا عن نكبات النصر التي تُطارده حتى وصلت إلى فتح باب الترشيح لرئاسة النادي دون قيد أو شرط (العبارة الأخيرة) لطشها بعض الرياضيين نتيجة تقمص دور مُذيعي نشرات الأخبار... إلخ. ما سأتحدث عنه هو خبر رياضي نحتاج أن نشاهد ونقرأ مثله كثيراً في كل وسائل الإعلام الرياضية، إنه تكريم نجم الهلال السابق مبارك عبدالكريم (كخبر يتيم) في خضم أحداث رياضية مُتلاطمة، ما زال الجمهور الحالي بدفع ثمن التعصب فيها..! أعتقد أنَّ نسبة قليلة جداً من جماهير السويشال ميديا والمُشاركات السنابية الشابة يذكرون اسم النجم الرياضي السابق مبارك عبدالكريم، الذي كان من (جيل الطيبين)، ولكن ما يهم هنا هو تكريمنا لأحد (رموز الرياضة السابقين) حتى نصنع وحدة رياضية مجتمعية حقيقة تُساهم في (وأد) التعصب المقيت ومُحاربته، بصناعة مثل هذه الأخبار الإيجابية. علينا الالتفات وبقيادة هيئة الرياضة لتكريم من بقي على قيد الحياة من نجوم الرياضة السعودية، جيل السبعينات والثمانينات والتسعينات وبداية الألفية الجديدة الذين قدموا كل شيء لإسعاد أجيال بأكملها، دون أن يكون لهم نصيب من (عشرات الملايين) التي تتساقط من السماء في جيوب (نجوم من ورق) ساهموا وساعدوا في إذكاء التعصب الرياضي فضائياً وفي المُدرجات. تكريم الرواد، وتذكر نجوم الرياضة السابقين الذين (يئنُّ) معظمهم من الحاجة والعوز، هو أول حلول مواجهة التعصب الرياضي - برأيي -. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :