السعودية تكشف إستراتيجية خصخصة الأندية الرياضية يترقب رجال الأعمال المعنيون بالاستثمار الرياضي في السعودية بدء خطوات خصخصة الأندية الرياضية التي أعلنت عنها الهيئة العامة للرياضة. ويرى محللون أنها خطوة كبيرة في إطار برنامج التحول الوطني، الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد وزيادة قدرته التنافسية.العرب [نُشر في 2017/03/23، العدد: 10580، ص(10)]صناعة كبيرة تثري الناتج المحلي الإجمالي الرياض – كشفت الهيئة العامة للرياضة في السعودية عن ملامح المراحل الأولى لخصخصة الأندية الرياضية في إطار برنامج يمتد لثلاث سنوات، لتدخل بذلك عصرا جديدا يتلاءم مع خطط الحكومة لتنويع الاقتصاد وزيادة الإيرادات. وتأتي الإجراءات ضمن خطط واسعة النطاق يقودها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لإعادة هيكلة الاقتصاد وزيادة قدرته التنافسية للتأقلم مع عهد النفط الرخيص. وأكد رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد الثلاثاء، أن الهيئة بصدد البدء في تفعيل قرار خصخصة الأندية الرياضية خلال الأشهر المقبلة، كما ستصدر تراخيص المراكز الرياضية المخصصة للنساء خلال شهر. وقال رئيس الهيئة خلال جلسة في المؤتمر السعودي الثالث للاستثمار والأوراق المالية الذي تنظمه غرفة الرياض إن “الإعلان عن اللوائح والأنظمة القانونية لتأسيس قاعدة الاستثمار في المجال الرياضي وبما يتفق مع رؤية 2030 سيكون خلال الشهرين المقبلين”.الأميرة ريمة بنت بندر: خصخصة الأندية ستكون حجر الأساس لمستقبل السعودية الاقتصادي وأشار إلى أن بلاده ستقوم بخصخصة 14 ناديا سعوديا، هي عدد أندية دوري المحترفين، خلال ثلاث سنوات. وقال إن “خصخصة الأندية السعودية مستقبل واعد ومغر للمستثمرين”. وأوضح أن التخصيص الرياضي سيبدأ من خلال 5 أندية بحلول نهاية العام الجاري ومن ثم سيتواصل التخصيص بحسب إمكانات كل ناد وبحسب تجارب الأندية المخصخصة، على أن يتم الانتهاء من العملية بحلول عام 2020. وأكد رئيس الهيئة أن شركة واحدة ستعمل على تنفيذ عملية البيع وستقوم بتملك الحقوق التجارية لجميع الأندية لتسويقها، لكنه لم يكشف عن اسمها، مشيرا إلى أن هناك نية أيضا لطرح العلامات التجارية للأندية السعودية في سوق الأسهم. وكان مجلس الوزراء السعودي قد أعطى الضوء الأخضر في نوفمبر الماضي، لخصخصة الأندية الرياضية التي تشارك في بطولة الدوري السعودي لأندية الدرجة الممتازة لكرة القدم (دوري المحترفين). ووفق ما ورد في محضر لجنة التوسع في الخصخصة، فقد وافق المجلس أيضا على تحويل الأندية الرياضية التي تتم خصخصتها إلى شركات بالتزامن مع بيعها وتتولى الهيئة العامة للرياضة منح تلك الشركات تراخيص وفقا لشروط تضعها لذلك. ويقول اقتصاديون إن الأندية السعودية تمتلك مقومات النجاح متى ما تم تسييرها وفق خطط إستراتيجية وتسويقية محترفة كما أنها ستساهم بشكل كبير في زيادة الناتج المحلي الإجمالي مستقبلا باعتبارها ستصبح صناعة تحقق إيرادات كبيرة للنشاط الاقتصادي وخزينة الدولة. وتكشف الخطوة بوضوح أن السعودية تعي جيدا أن الرياضة بإمكانها المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد دون أن تثقل كاهل الدولة إذ تحرر خصخصة الأندية الرياضية الحكومة من الإنفاق عليها. ويتوقع أن تبدأ أسعار صفقات الاستحواذ على الأندية الشهيرة، وهي الاتحاد والهلال والنصر والأهلي، من 100 مليون ريال (26.7 مليون دولار)، لكن بالنسبة إلى بقية الأندية لم يكشف رئيس الهيئة عن قيمتها المحتملة. الأمير عبدالله بن مساعد: خلال شهرين سنعلن عن اللوائح والأنظمة القانونية لتحويل الأندية إلى شركات وتقوم هيئة الرياضة حاليا بتحديث الدراسات المتعلقة بأسعار العقارات ومنشآت الأندية نظرا إلى الزيادة التي طرأت في إيرادات أو مصروفات الأندية خلال العامين الماضيين بسبب تراجع أسعار النفط. كما عينت الهيئة مستشارين ماليين وقانونيين ومن ثم سيتم عرض ما تتوصل إليه الهيئة على مجلس الاقتصاد والتنمية. وكانت الأميرة ريمة بنت بندر بن سلطان، وكيل رئيس الهيئة العامة للرياضة النسائية، قد كشفت خلال فعاليات منتدى مسك الذي احتضنته الرياض في نوفمبر الماضي، أن بلادها ستؤسس صندوقا بقيمة 660 مليون دولار لتطوير القطاع الرياضي وخصخصة أندية كرة القدم. ومن بين أهداف الصندوق، الذي سيوفر 40 ألف فرصة عمل، تقديم القروض والتسهيلات للأندية سواء التي سيتم بيعها أو بقية الأندية الأخرى على أن تودع فيه محصلات بيع الأندية في المراحل كافة. ووصفت الأميرة ريمة خصخصة أندية كرة القدم بأنها “حجر الأساس لمستقبل السعودية” وهي خطوة تاريخية ورئيسية في سياق مواكبة التغيرات العالمية ولا سيما في طرق صناعة الأرباح. وتهدف الهيئة العامة من قرار التخصيص بالدرجة الأولى إلى الحد من مديونيات الأندية وحل مشكلاتها الهيكلية وجلب رؤوس الأموال والكفاءات وستقتصر في المرحلة الأولى على المستثمرين السعوديين على أن يتم النظر في ما بعد في إمكانية دخول مستثمرين أجانب. وأعلنت الهيئة في يونيو الماضي، رسميا عن قيمة الديون المسجلة على الأندية الرياضية في السعودية والتي بلغت أكثر من 375 مليون دولار. واحتل نادي الاتحاد قائمة أكثر الأندية ديونا بنحو 80 مليون دولار، بينما بلغت ديون النصر أكثر من 70 مليون دولار، وحل الأهلي في المركز الثالث بديون تبلغ نحو40 مليون دولار ثم الهلال بديون بلغت 36 مليون دولار. ومنذ إعلان إستراتيجية التحول الوطني في أبريل الماضي، فتحت الرياض ورشة كبرى لإصلاح الاقتصاد في كافة القطاعات وإشراك القطاع الخاص في خططها التي ترمي إلى إنهاء حقبة الاعتماد على الريع النفطي.
مشاركة :