جولة جديدة من مفاوضات جنيف على خلفية تصعيد عسكري في سوريا

  • 3/23/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق تصر على أن مكافحة الإرهاب هي المدخل الوحيد لتسوية النزاع الذي تسبب منذ انطلاقه قبل ست سنوات بمقتل أكثر من 320 الف شخص.العرب  [نُشر في 2017/03/23]معارك تعد الأكثر عنفاً منذ عامين في شرق دمشق جنيف - تنطلق الجولة الخامسة من مفاوضات السلام حول سوريا في جنيف رسمياً الخميس وعلى جدول أعمالها أربعة عناوين رئيسية، في وقت يبدد التصعيد العسكري على جبهات عدة أبرزها دمشق الآمال بامكانية تحقيق اختراق جدي. ووصل وفدا الحكومة السورية والهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف واسعة من المعارضة السياسية والعسكرية إلى جنيف الاربعاء، مستبقين وصول المبعوث الدولي الخاص ستافان دي ميستورا الذي يجري جولة خارجية شملت موسكو، أبرز حلفاء دمشق، ويختتمها الخميس في أنقرة الداعمة للمعارضة. وقال أعضاء في وفد الهيئة العليا للمفاوضات إن لا لقاءات مقررة الخميس في مقر الأمم المتحدة، وسيزور مساعد المبعوث الخاص رمزي عز الدين رمزي الوفد في مقر إقامته ظهراً. ومن المتوقع أن يزور رمزي صباحاً وفد الحكومة السورية في مقر إقامته، في انتظار عودة دي ميستورا الى جنيف واستقباله الوفود المشاركة في المفاوضات في الأمم المتحدة بدءاً من الجمعة. وانتهت جولة المفاوضات الأخيرة في الثالث من الشهر الحالي بإعلان دي ميستورا الاتفاق للمرة الأولى على جدول أعمال "طموح" من أربعة عناوين رئيسية على أن يجري بحثها "في شكل متواز"، هي الحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الإرهاب. وأضيف البند الأخير بطلب من دمشق التي تصر على أن مكافحة الإرهاب هي المدخل الوحيد لتسوية النزاع االذي تسبب منذ انطلاقه قبل ست سنوات بمقتل اكثر من 320 الف شخص. ويؤكد عضو الوفد الاستشاري المواكب للهيئة العليا للمفاوضات يحيى العريضي "الإصرار على أولوية الانتقال السياسي" موضحاً في الوقت ذاته "نحن ملتزمون ببحث السلال الأربع، لكن مسألة محاربة الإرهاب متعلقة بالانتقال السياسي". وتتمسك المعارضة بمطلب رحيل الرئيس بشار الاسد، فيما تعتبر دمشق ان المسألة غير مطروحة للنقاش اساساً. تقويض مساعي الحل ومن المقرر أن يتم بحث العناوين الأربعة الرئيسية في جدول الأعمال بشكل متواز. ويوضح العريضي أن "مناقشة مسألة معينة لا تعني اطلاقاً إغلاق الباب على السلال الأخرى، لكن عندما نقول ان إنجاز موضوع ما يجب ان ينتظر إنجاز كل الملفات الأخرى، فلا احد يمكنه ان يقتنع انه يمكن مثلاً انهاء ظاهرة الارهاب على الساحة السورية، لأن الارهاب مسألة عالمية". وقال العريضي "لا يعقل ان يناقش عشرون شخصاً كل هذه المسائل في وقت واحد"، ما يجعل الآمال بتحقيق تقدم "ضئيلة جداً". من هنا أهمية تشكيل لجان، وهو أمر لم يحصل بعد. ويزيد التصعيد الميداني الذي تشهده جبهات عدة خصوصا في دمشق ومحافظة حماة (وسط) من التعقيدات التي تحيط أساساً بالمفاوضات. وتدور منذ الاحد معارك تعد الاكثر عنفاً منذ عامين في شرق دمشق، إثر شن فصائل اسلامية ومقاتلة ابرزها جبهة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفيلق الرحمن هجوماً مباغتاً على مواقع قوات النظام. كما شنت فصائل عدة بينها ايضاً هيئة تحرير الشام مساء الثلاثاء هجوما ضد قوات النظام في ريف حماة الشمالي وتمكنت حتى الان من السيطرة على 11 قرية وبلدة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال دي ميستورا الاربعاء بعد لقائه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو ان التطورات الاخيرة "تثير القلق"، مشدداً على أهمية "التوصل الى عملية سياسية بأسرع وقت ممكن". وترى دمشق في هذا التصعيد محاولة "لتقويض" مساعي الحل السياسي. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية الخميس عن مصدر في الوفد السوري في جنيف أن "تصعيد الاعتداءات من قبل التنظيمات الإرهابية داعش وجبهة النصرة والمجموعات التابعة لها ضد الأحياء المدنية في دمشق وحماة وغيرها من المدن السورية، توضح بما لا يدع مجالاً للشك، أن تلك المجموعات والدول المشغلة لها تسعى إلى مواصلة استخدام الإرهاب كسلاح سياسي وتقويض أي فرصة لإيجاد حل ينهي الحرب ويوقف سفك الدم السوري". دفاع عن النفس في المقابل، تضع المعارضة ما يجري على الأرض في اطار "الدفاع عن النفس" تجاه "استمرار النظام في خرق وقف إطلاق النار واستراتيجية التجويع أو التركيع". ومن جانب آخر، "هي رسالة للنظام بأنه لن يستقر وأن ادعاءه بأن الأمور انتهت وهم". ويرى محللون في هذه الهجمات محاولة لتحسين شروط المعارضة في ظل ضغوط دولية تتعرض لها. ويقول الباحث في مركز كارنيغي للشرق الاوسط يزيد صايغ لوكالة فرانس برس ان هذه الهجمات "هي على الأرجح مجرد شكل من (التفاوض بالنار) في وقت يسعى النظام الى اخضاع المعارضة عبر ما يسمى باتفاقات المصالحة" التي يعقدها تدريجياً في محيط العاصمة. ويضيف "ربما تكون أيضاً وسيلة لدعم هامش المناورة لدى المعارضة في ظل الدبلوماسية المعقدة المحيطة بمحادثات جنيف"، لافتاً في الوقت ذاته الى ان "افتقار الفصائل للقدرة على مواصلة هذا الهجوم في دمشق وكذلك تحقيق مكاسب استراتيجية". ويعتبر صايغ ان "مفاوضات جنيف اشبه ببديل في الوقت الضائع. لم تكن جنيف أبدا المكان الذي سيجري التوصل فيه الى اتفاق ولن تكون كذلك".

مشاركة :