استنكر عدد من القضاة والمفتين والدعاة في لبنان، الحادث الإجرامي الذي قامت به الميليشيات الحوثية ضد المصلّين في مسجد كوفل بصرواح في محافظة مأرب، والذي راح ضحيته العشرات من المصلين الآمنين، ما بين شهيد وجريح، واتفقوا -في تصريحات لهم- على أن ذلك العمل الإجرامي يندرج ضِمن مسلسل إفلاسهم، وهذا المستوى الذي وصلوا إليه لا يصل إليه إلا المفلسون. مفسدون في الأرض في البداية، أوضح قاضي طرابلس الشرعي، سمير كمال الدين الشيخ، أن هذه ليست أول جريمة للحوثيين المجرمين الإرهابيين الذين يقتلون الآمنين المسلمين سواء بالقصف العشوائي أو في قصف المساجد، وهذا يبدو من صميم إجرامهم وإرهابهم، ولعل هذا يكشف وجههم ونيتهم الإفساد في الأرض، وليس الإصلاح كما يزعمون. وأبان أنه جاء في الحديث النبوي: (من أعان على قتل مؤمن ولو بشطر كلمة، لَقِيَ الله -عز وجل- مكتوب بين عينيه: آيس من رحمة الله)؛ فكيف بمن يرتكب هذه الجرائم المروعة بحق المسلمين الأبرياء السنة في اليمن وغير اليمن؛ سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يكشفهم، وأن يدفعوا ثمن إجرامهم بحق المسلمين. مكر خبيث وقال مفتي عكار بشمال لبنان، زيد بكار زكريا: "ليس بمستغرب على هذه المجموعة التي تتبع إيران أن تقوم بهذه الجريمة، وهي التي تجرّأت على بيت الله الحرام، وعلى بلد الله الحرام، ومن ثم لم يكن مستغرباً أن يفعلوا ما فعلوه تجاه المصلين الآمنين". وأشار إلى أن هذا العمل الإجرامي يندرج ضمن مسلسل إفلاسهم؛ فلم يجدوا شيئاً يقومون به، وهذا المستوى الذي وصلوا إليه لا يصل إليه إلا المفلسون؛ فهم لم يجدوا شيئاً بعد انكشاف مخططاتهم التي يقومون بها تجاه بلدهم أولاً وهو اليمن الذي له المكانة في قلوب الناس ومكانة في قلوب كل العرب والمسلمين، ومكرهم الخبيث سيكون بأمر الله تعالى أوهى من بيت العنكبوت. وشدد "زكريا" على أنهم أفلسو ولم يجدوا شيئاً يقومون به؛ ففعلوا هذه الجريمة النكراء، كما هو دأبهم وشأنهم من زعزعة استقرار البلدان التي يدخلونها؛ فهم لا يدخلون للإعمار والبناء، ولا لينفتحوا على أهلها وشعوبها؛ وإنما يتنكرون، وهذا نراه في البحرين والعراق وعدد من البلدان، وهذا مِن تنكّر الأصول وإشاعة الفوضى؛ ولكن لا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. جريمة إنسانية من جهته، قال الداعية، سامر شحود: "ما حصل في الأسبوع الماضي من قتل للمصلين الآمنين في صلاة الجمعة، هو قبل أن يكون جريمة دينية؛ فهو جريمة إنسانية؛ فلم يعرف التاريخ أحداً يعتدي على مصلٍّ أو على شيخ في صومعته، وهذه سياسة الإسلام رسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان يرسل أي سرية من السرايا؛ ألا يعتدوا على طفل، ولا على شيخ في صومعته، ولا يروّعوا آمناً، ولا يقتلوا امرأة. وأردف يبيّن حقيقتهم فقال: "إن الحوثيين قد هتكوا كل معالم الحضارة والإنسانية والتدين، وفِعلهم هذا غير مستغرب؛ إذ إنهم قد أزالوا الأقنعة التي يتسترون بها بحجة أنهم يدافعون عن الحق، أو أنهم يتسموْن بأسماء ربما تصبغهم بصبغة خارجية أنهم أنصار للحق، وما فعلوه أزال هذا القناع، وأعاد الأمور إلى حقيقتها وواقعها، وكشفت الأقنعة عن وجوههم أنهم لا يمتون إلى الإسلام بصلة، ولا إلى الإنسانية بصلة. خلف سيئ وتابع: "الحوثيون حلقة في سلسلة طويلة لهم أصول فيها قديماً وحديثاً؛ ففرعون اعتدى على الناس وقتلهم، وهذه السلسة مشت بعد ذلك من أبي لهب، ثم بعد ذلك قام وحمل هذا اللواء القرامطة، والباطنية عبر التاريخ؛ فقتلوا الناس في بغداد، وروّعوا الآمنين في دمشق، وتعاونوا مع أعداء الأمة ضد أهل السنة والجماعة؛ فالحوثيون خلَف سيئ لسلف أسوأ؛ فهم يتبعون سنة أجدادهم، وعداء أهل الباطل لأهل الحق أمر متأصل ومعروف". ودعا "شحود" جميعَ المسلمين إلى التكاتف تحت قيادة المملكة العربية السعودية، ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب عامة، وإرهاب الحوثيين خاصة؛ لدفع كيدهم عن الآمنين في اليمن وإعادته إلى أمنه وأمانه، ودفع كيدهم عن بلاد الحرمين، وعن باقي بلد الإسلام.
مشاركة :