قدم حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي اعتذاره للجزائريين بعد تصريحات قال فيها إن الجنرال شارل ديغول منح الاستقلال للجزائر إرضاء للرئيس جمال عبد الناصر. وقال القاسمي في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الإماراتية: «إذا كان أخوتنا في الجزائر اعتبروا ذلك إجحافا بحقهم فأنا اعتذر ولهم كل الود والاحترام». وتابع: «لست جاهلاً بتاريخ الجزائر.. ففي 16 مارس 1986 قمت بزيارة رسمية إلى جمهورية الجزائر، ألقيت خلالها محاضرة أشدت فيها ببطولات جبهة التحرير الجزائرية ووصفت الجهاد الذي كان قائماً في منطقة الجبال ورافقته صيحات «الله أكبر»، ونقلت الصحف الرسمية والشعبية الجزائرية تلك المحاضرة». وأعرب القاسمي، عضو المجلس الأعلى وحاكم الشارقة، عن عميق تقديره واحترامه ووده لـ «الأشقاء في الجزائر». وأكد أن ثورة الجزائر، التي قامت سنة 1954واستمرت حتى سنة 1962على يد جبهة التحرير الوطني الجزائرية، سببت أزمات حادة في فرنسا، مشيراً إلى أنها كانت وراء سقوط الجمهورية الفرنسية الرابعة، ورجوع شارل ديغول إلى الحكم، والإطاحة بالحكومات الفرنسية المتتالية. وكان الموقع الرسمي لحاكم الشارقة نقل عنه الأحد الماضي بمعرض الكتاب في لندن أن «الرئيس الفرنسي شارل ديغول تمكن بفضل ثقافته من تحقيق أهدافه، دون أن يحمل أسلحة ويطلق نيرانا، باستخدام الكلمة الصادقة والتوجه الصحيح»، وضرب مثالا على ذلك القضية الجزائرية. وأضاف القاسمي: «ديغول سأل وزير ثقافته كيف أستطيع أن أكسب ود العرب الذين تُمَجِدهم؟ فأجابه بأن ترضي عبد الناصر، رحمة الله عليه، فإذا كسبته فإنك ستكسب العالم العربي بأكمله. فسأله ديغول: كيف يمكنني أن أكسب عبد الناصر؟ فرد: «عليك إعطاء الجزائر استقلالها».. واستطرد: «عمل ديغول على استقلال الجزائر».
مشاركة :