أنهى المهاجم لوكاس بودولسكي مشواره مع منتخب ألمانيا لكرة القدم بأجمل سيناريو، إذ سجل له هدف الفوز على ضيفه الإنجليزي (1-صفر) بتسديدة صاروخية رائعة في دورتموند في مباراة دولية ودية.وهذا أول فوز لألمانيا على أرضها في مواجهة غريمتها منذ 30 عاماً أي منذ 1987، علماًَ بأن إنجلترا سحقت «المانشافت» 5-1 في ميونيخ عام 2001 بثلاثية للمهاجم مايكل أوين.وكانت المباراة بمثابة التكريم لبودولسكي الذي حمل شارة القائد في مباراته ال130 الأخيرة مع «ناسيونال مانشافت» وشارك 84 دقيقة، قبل أن يدخل بدلاً منه سيباستيان رودي في الدقائق الأخيرة ويقوم بمعانقة زملائه ومدربه يواكيم لوف.وسجل «بولدي» هدفه الدولي ال49 منتصف الشوط الثاني بتسديدة صاروخية جميلة جداً، علماً بأنه يحتل المركز الثالث على لائحة هدافي المنتخب التاريخيين بعد ميروسلاف كلوزه (71) وغيرد مولر (68).وبودولسكي هو اللاعب الثالث الأكثر تمثيلاً لمنتخب ألمانيا بعد لوثار ماتيوس (150 مباراة) وكلوزه (137).وغاب عن ألمانيا حارس بايرن ميونيخ مانويل نوير لإصابته في ربلة ساقه، ولعب بدلاً منه حارس برشلونة مارك اندريه تير شتيغن والذي قدم مباراة كبيرة وحرم المنتخب الإنجليزي الطرف الأفضل في الشوط الأول من التسجيل أكثر من مرة. كما غاب لاعبو وسط بوروسيا دورتموند ماركو رويس وماريو غوتزه وأرسنال مسعود أوزيل وباريس سان جيرمان يوليان دراكسلر ومهاجم فولفسبورغ ماريو غوميز بسبب الإصابة، ومدافع بايرن ميونيخ جيروم بواتنغ .ودفع لوف بتشكيلة أساسية تكونت من تير شتيغن وجوشووا كيميش وانطونيو روديغر وماتس هوملس ويوناس هكتور في الدفاع، وطوني كروس ويوليان فايغل ويوليان براندت ولوروا سانيه وبودولسكي في الوسط وتيمو فيرنر في الهجوم.وفي الطرف الإنجليزي، زج المدرب ساوثغايت بالحارس المخضرم جو هارت ومايكل كين وكريس سمولينغ وغاري كايهل وراين برتران وكايل ووكر في الدفاع، وجايك ليفرمور وأريك داير وديلي آلي وآدم لالانا في الوسط وجيمي فاردي في الهجوم.وأصبح ليفرمور أول لاعب ميدان من وست بروميتش ألبيون يحمل ألوان إنجلترا منذ ستيف هانت عام 1984.وبعد المباراة، أكد بودولسكي أن المنتخب الألماني (مانشافت) كان بمثابة الواحة الآمنة والمريحة له على مدار 13 عاماً شارك فيها مع الفريق وحتى أنهى مسيرته. وعن الهدف الذي سجله في المباراة، قال بودولسكي: «أعلم قدمي اليسرى، ربما منحتني العناية الإلهية إياها، إنه هدف له أهمية خاصة بالنسبة لي».وعن شعوره، قال بودولسكي: «رائع، لست بحاجة دائماً لذرف الدموع من أجل إظهار المشاعر، أشعر بهذا في قلبي وبداخلي، معنوياتي كانت في أعلى مستوياتها بعد هذا الوداع الرائع لمسيرتي مع المانشافت».ولدى سؤاله عن الشعبية التي حظي بها على مدار مسيرته الدولية مع المانشافت، أجاب بودولسكي: «أعلم أنني قدمت العديد من الأشياء الجيدة، وكنت صادقاً دائماً، وكان إسعاد الجماهير هو هدفي دائماً... تواجدي مع المانشافت كان يسعدني ويريحني دائماً، كان كل شيء ؛ الجماهير والفريق وجميع المدربين، على أفضل ما يرام... قضيت وقتاً طويلاً مع المانشافت، وكان لابد من الاعتزال في ذلك التوقيت».من جهته، قال المدرب يواخيم لوف عن الهدف الخرافي لبودولسكي: «هو بمثابة علامة مسجلة، اللاعبون المميزون يستحقون ختاماً مميزاً».