ماينزيك شياني ليس فقط بلا مأوى، بل هو شخص مثير للشفقة إلى أبعد الحدود، بعد أن قرّر الإقامة في صدع بجدار وسط مدينة جوهانسبورغ. ومنذ أن وصل شياني إلى المدينة، قادماً من «كينغ وليام» في المنطقة الشرقية، لم يجد سوى شرخ في جدار على شارع المفوضية، قبالة مركز شرطة جوهانسبورغ المركزي، ليتخذه مسكناً، يقول إنه مريح.• يعود التشرّد في جنوب إفريقيا إلى فترة الفصل العنصري «أبرتايد». لا يبدو المارة مهتمين كثيراً بحالة الرجل المثيرة للشفقة، لكنه قال إن موقف الناس تجاهه لا يزعجه، وإن كل ما يهمه هو راحته. ويقضي شياني معظم وقته ملتحفاً بطانية صفراء زاهية الألوان، ويترك فقط «غرفته» عندما يريد شراء الطعام، أو الاستحمام، أو الاستماع إلى محطته الإذاعية المفضلة. وإضافة إلى علبة التبغ، يمتلك الرجل بعض الأغراض الأخرى، التي وضعت بعناية في زوايا الحفرة؛ وتشمل حقيبة ظهر وساعة رقمية، وسواراً مقلداً. ويعبر شياني عن فخره بجهاز الراديو الذي يعمل بالبطارية، ونسخة من كتاب هويته، الذي يملأه بصور الجنود وملصقات الأفلام الحربية. وعن حياته داخل الشرخ، يقول الرجل: «أستيقظ في الثانية مساء، وأذهب إلى محطة التعبئة مع إنائي لجلب الماء، ثم أذهب إلى الاستحمام في الزاوية بعيداً عن الأنظار»، متابعاً «وبعد أن أشتري الطعام، عند الساعة الثالثة، أتفرغ للاستماع إلى الراديو وأغاني سندر جرينز، إلى أن يحين وقت العودة إلى (غرفتي) في الساعة السادسة مساءً». وعندما سئل شياني عن سبب مغادرة مدينته ليأتي إلى هنا، قال إنه لا يستطيع أن يشرح ما أتى به إلى جوهانسبورغ، لكنه وصف نفسه بأنه رجل مؤثر في عشيرته و«قائد للجنود». ويعود التشرد في جنوب إفريقيا إلى فترة الفصل العنصري «أبرتايد». وتشير الدراسات إلى أن البطالة، ونقص المساكن بأسعار معقولة، والتفكك الاجتماعي والسياسات الاجتماعية والاقتصادية، سبب رئيس للتشرّد.
مشاركة :