مريم المهيري: شغفي بالبيئة دافعي لمواصلة المشوار

  • 3/24/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

حوار- محمد حمدي شاكر لا شيء مستحيل في الإمارات التي يسهر حكامها على دعم وتحفيز وتشجيع أبناء الوطن في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتربوية والتعليمية وغيرها. بهذه الكلمات بدأت المهندسة مريم محمد سعيد حارب المهيري، وكيل الوزارة المساعد لقطاع شؤون البيئة والمحافظة على الطبيعة في وزارة التغير المناخي حديثها مع «الخليج»، لتؤكد أن حبها لمجال تخصصها جعلها تتميز في عملها بالقطاع البيئي وتبرز قدراتها في هذا المجال.وتعتبر المهيري من النساء اللاتي خرجن بطموحاتهن عن المألوف؛ إذ عشقت البيئة وطبيعتها وفضلت المحافظة على مواردها ومقدرتها حتى كسبت صداقتها، ووضعتها أيضاً أمام مسؤوليات كبيرة وأمام عدد من المهام في وزارة التغير المناخي والبيئة.تؤمن المهيري بمقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن الإنسان هو محور العمل الحكومي وتحقيق رفاهيته وسعادته هو الغاية والهدف، فنالت مؤخراً وسام مجلس الوزراء للموظفين المبتكرين، الذي يترجم ثقة الحكومة بأبنائها ودعمها لهم أكثر وأكثر لمتابعة مسيرة التميز التي هي دائمة التطور.التقينا المهيري في حوار لتتحدث عن عملها ومبادراتها في مجال البيئة وأهم النقاط الرئيسية في حياتها المهنية. } متى بدأت علاقتك بالعمل البيئي وما أهم المناصب التي عملتِ بها؟ بدأت مسيرتي في المجال البيئي منذ الصغر انطلاقاً من حبي وشغفي في المحافظة على البيئة. وكانت هوايتي في المرحلة الإعدادية هي ركوب الخيل، وتربية الحيوانات، والاهتمام والحفاظ على الطبيعة. وفي المرحلة الثانوية قررت دخول المجال الهندسي وحصلت على البكالوريوس والماجستير في الهندسة الميكانيكية من جامعة «رينتش ويستفاليش التقنية» بألمانيا. تميزت في المجال الهندسي والبيئي بخبرة مهنية تزيد على 10 سنوات اكتسبتها من خلال تعاملي مع منظمات رائدة في هذا المجال في الإمارات وألمانيا. وفي 2003 كان أول منصب أشغله مهندس أول للشؤون الفنية في سيروبير بمدينة آخن- بألمانيا لمدة 4 سنوات، وفي 2007 أنشأت شركة الإمارات للاستشارات الإدارية، وبعدها شغلت منصباً في مجموعة الإمارات للبيئة البحرية. وتمحور عملي هناك في القيام بعمليات الغوص للتعرف إلى غنى بيئة الإمارات البحرية، ثم عُينت خبيراً رئيسياً ومشرفاً على مكتب إدارة المشاريع، ومدير إدارة التثقيف والتوعية في وزارة التغير المناخي والبيئة 2013، ووضعت الاستراتيجية الوطنية للتوعية والتثقيف البيئي التي تنفذ من 2015 إلى 2021، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي بين مختلف الجهات المعنية، كإدارة النفايات وجودة الهواء والمياه، وتغير المناخ والتنوع البيولوجي، لتغيير سلوك أفراد المجتمع الإماراتي، وصولاً لضمان بيئة مستدامة. وفي 2015 تمّ تعييني وكيلاً مساعداً لقطاع الموارد المائية والمحافظة على الطبيعة في الوزارة، حيث أشرفت على عدد من المشاريع الضخمة مثل مشروع مركز الشيخ خليفة للأبحاث البحرية في أم القيوين، ومشروع الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة في الإمارات الشمالية، بهدف تحويلها إلى طاقة؛ لذا أرى أن شغفي بالبيئة منذ الصغر كان مصدر القوة والإلهام لمواصلة المسيرة عندما كبرت. } أهم إنجازاتك ومبادراتك في المجال البيئي؟ ساهمت في دعم جهود الوزارة بشكل فعال في ملف إدارة النفايات في الدولة، وجلبت أفضل الممارسات في هذا المجال، كما ترأست اللجنة الوطنية لاستدامة البيئة. وأطلقنا مبادرة عالمية في مجال الاستزراع السمكي بمنطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع معرضي أكوانور في النرويج، وأكواسور في تشيلي. كما ساهمت في تدشين جدار المعرفة البيئي؛ أول استخدام للأجهزة اللوحية (آيباد) في مجال التوعية البيئية. وساهمت في إطلاق مبادرة القرقور الذكي الذي يقي من هدر الأرصدة السمكية، وهناك مبادرة الإرث الخضراء في أسبوع الابتكار الحكومي لوزارة البيئة والمياه آنذاك. } ما أهم الجوائز التي حصلتِ عليها مؤخراً؟ حصلت على جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب، 2012 في فئة أفضل مشروع ابتكاري ناشئ، وهو نادي «نكست جينيريشن للتدريب» ضمن قطاع الخدمات المتميز بدبي، كما حصلت على جائزة رواد الأعمال للسيدات 2015 المقدمة من مؤسسة «ستريت ميديا». ومؤخراً حصلت على وسام مجلس الوزراء للموظفين المبتكرين. } ما التحديات والصعوبات التي واجهتك في مجال عملك وكيف تغلّبت عليها؟ مررت بأوقات عصيبة في حياتي، وواجهت بعض التحديات في مجال العمل خصوصاً فيما يتعلق بالموازنة بين تطبيق القوانين البيئية مع الأخذ في الاعتبار تلبية مطالب الصيادين وتخفيف معاناتهم من الأعباء المادية والاجتماعية. وتعد قضية كيفية الحفاظ على الحيوانات والنباتات المنقرضة شغلي الشاغل. كما واجهت التحدي المتمثل في إتقان أكثر من لغة إلى جانب العربية فتفوقت في الإنجليزية والألمانية والعربية والفرنسية. } ما فاعلية جهود الدولة في المجال البيئي والاستدامة؟ لا شيء مستحيل في الإمارات التي يسهر حكامها على دعم وتشجيع أبناء الوطن في مختلف المجالات، ونحن ملزمون بتغيير أساليب حياتنا المعتادة، والعمل على مواجهة التحديات المناخية وتحويلها إلى فرص تضمن مستقبلاً مشرقاً ومزدهراً للأجيال المقبلة. والاستدامة ليست أمراً جديداً في الدولة؛ إذ مارسها أجدادنا لسنوات طويلة. وأشير هنا إلى الاهتمام المبكر الذي أولاه القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، لتلك القضية. } كيف توازنين بين العمل والحياة الشخصية؟ تأتي أهمية الموازنة بين العمل والعائلة والحياة الشخصية على رأس أولوياتي في الحياة، حرصاً مني على إعطاء كل من عملي وابني وحياتي الشخصية الوقت الكافي، فالحياة الناجحة تتطلب الموازنة بين العمل الوظيفي، وتلبية الاحتياجات الأسرية، وأي خلل في ذلك التوازن سيكون على حساب طرف دون آخر. ولذلك أحرص على قضاء كثير من الوقت مع ابني كل يوم، وممارسة العديد من النشاطات الرياضية والترفيهية والواجبات المدرسية، كما أمارس الرياضة قبل الانطلاق إلى العمل، إلى جانب هواياتي مثل السفر، والعزف على البيانو، والتنس، وركوب الخيل، والغوص.

مشاركة :