قفز الجنيه الاسترليني إلى أعلى مستوى في شهر مقابل الدولار، أمس، بعد أن جاءت مبيعات التجزئة البريطانية أعلى كثيراً من المتوقع، مما هدأ المخاوف من تراجع ثقة المستهلكين في بريطانيا، بينما تستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي.زادت أحجام مبيعات التجزئة البريطانية في فبراير/ شباط 1.4 في المئة عن يناير/ كانون الثاني، بينما توقع اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم أن ترتفع المبيعات 0.4 في المئة. جاء ذلك بعد تراجع المبيعات لثلاثة أشهر متتالية.وارتفع الاسترليني إلى 1.2528 دولار مسجلاً أعلى مستوياته منذ 24 فبراير/ شباط، ثم قلص مكاسبه ليلامس 1.2505 دولار، بزيادة 0.2 في المئة عن الإغلاق السابق.وزادت العملة البريطانية 0.4 في المئة لتسجل 86.20 بنس لليورو.من جهة ثانية أظهرت بيانات رسمية، أمس، تراجع مبيعات التجزئة البريطانية في الأشهر الثلاثة حتى فبراير/ شباط، مسجلة أكبر انخفاض لها في نحو سبع سنوات، بفعل تآكل الدخل المتاح للإنفاق، جراء ارتفاع أسعار الوقود. بدأ التضخم البريطاني يتسارع في أعقاب تراجع حاد للجنيه الاسترليني، بعد تصويت يونيو/ حزيران لصالح الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتوقع الاقتصاديون أن ينال من الطلب الاستهلاكي المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد البريطاني.وفاقت أحجام مبيعات فبراير/ شباط وحده توقعات جميع الاقتصاديين في استطلاع أجرته رويترز؛ حيث قفزت 1.4 في المئة، مقارنة مع يناير/ كانون الثاني، لكنها لم تكفِ لتعويض أثر الطلب الضعيف في الأشهر السابقة، حسبما ذكر مكتب الإحصاءات الوطنية.وتراجعت أحجام المبيعات للأشهر الثلاثة حتى فبراير/ شباط 1.4 في المئة، بعد انخفاض نسبته 0.5 في المئة للأشهر الثلاثة حتى يناير/ كانون الثاني، وذلك أكبر انخفاض منذ مارس/ آذار 2010. وقال مكتب الإحصاءات، إن تأثر النمو الاقتصادي للربع الأول من العام يبدو حتمياً، ما لم يشهد مارس/ آذار قفزة غير مسبوقة في المبيعات.كانت بيانات رسمية صدرت في وقت سابق هذا الأسبوع، أظهرت قفزة إلى 2.3 في المئة بتضخم أسعار المستهلكين، ليسجل أعلى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات، في حين ارتفع مؤشر التضخم الأضيق نطاقاً الذي يستخدمه مكتب الإحصاءات لحساب نمو مبيعات التجزئة إلى أعلى مستوياته، منذ مارس/ آذار 2012 عند 2.8 في المئة.وقالت كيت ديفيز الخبيرة الإحصائية في المكتب: «الاتجاه العام ينبئ بأن ارتفاع أسعار البنزين كان له أثر سلبي بوجه خاص في الحجم الإجمالي للسلع المشتراة، على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة».ومقارنة بها قبل عام تكون أحجام مبيعات فبراير/ شباط قد زادت 3.7 في المئة - متجاوزة توقعات بارتفاعها 2.6 في المئة - بعد أن نمت واحداً في المئة فقط على أساس سنوي، في يناير/ كانون الثاني. (رويترز)
مشاركة :