أفادت مصادر عراقية لقناة الجزيرة، بمقتل نحو مئتي مدني في الغارات الجوية والقصف على منازل بأحياء منطقة الموصل القديمة، بينما نقل مسؤولون وشهود عيان أن المئات من جثث المدنيين لا تزال تحت الأنقاض وأن جهودا تُبذل لانتشالها.وقال مدير بلدية مدينة الموصل، عبدالستار حـبو: إن نحو 150 جثة لمدنيين من سكان حي الموصل الجديدة لا تزال تحت الأنقاض بعدما تهدمت عليهم منازلهم نتيجة الغارات الجوية التي تنفذها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وقصف الجيش العراقي. كما نقل شهود عيان وناشطون أن عدد الجثث تحت الأنقاض قد يصل إلى ثلاثمئة، مشيرين إلى أن بعضها تم انتشاله، وأن عمليات البحث والانتشال لا تزال جارية. في سياق متصل، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أمس الخميس: إن ما يقدر بنحو 400 ألف عراقي محاصرون في الحي القديم بغرب مدينة الموصل العراقية في ظل نقص الغذاء وتفاقم حالة الذعر نتيجة القصف، ما قد يطلق موجة خروج جماعي. وأضافت: أن الكثير من المدنيين يخشون الهرب بسبب قناصة تنظيم الدولة وألغامه لكن 157 ألف شخص وصلوا إلى مركز استقبال مؤقت منذ بدأت الحكومة العراقية حملتها بغرب الموصل قبل شهر. وقال برونو جيدو، مندوب المفوضية في العراق: «الأسوأ لم يأتِ بعد... لأن وجود 400 ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس تلك، ربما يؤدي حتماً إلى تفجر الوضع في مكانٍ ما وفي وقتٍ ما لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد على نطاق هائل». ويتراجع مقاتلو التنظيم حاليا في حين يتعرض معقلهم في سوريا للهجوم كذلك. لكنهم ما زالوا يسيطرون على ما يقدر بنحو %40 من غرب الموصل وقد تستغرق المعركة لاستعادة هذا الجزء أسابيع. وقال جيدو: إن المدنيين يخرجون من المنطقة بمعدلات متزايدة وصلت حاليا إلى ما بين ثمانية آلاف و12 ألفا يصلون يوميا لمركز استقبال في منطقة حمام العليل. وأضاف متحدثا من الموقع الذي يقع على بعد 20 كيلومترا جنوبي الموصل؛ حيث يخضع القادمون لفحوص أمنية: «سمعنا روايات كذلك عن أناس يفرون تحت جنح الضباب في الصباح الباكر وآخرين يهربون ليلا أو يحاولون الهرب في أوقات الصلاة؛ حيث تكون المراقبة عند نقاط تفتيش داعش أقل». وقال: إن النازحين تحدثوا عن وضع «مأساوي» في المدينة القديمة مع نقص الغذاء والوقود والكهرباء. وأضاف «بدأ الناس يحرقون أثاثا وملابس قديمة ومنتجات بلاستيكية وأي شيء يمكنهم حرقه للتدفئة أثناء الليل؛ لأن الأمطار ما زالت غزيرة ودرجات الحرارة تنخفض كثيرا أثناء الليل». وأوقفت الحكومة عملياتها أمس الخميس بسبب الطقس الغائم الذي يصعب معه توفير دعم جوي. وقال جيدو: «كلما قل الغذاء زادت حالة الذعر والرغبة في الفرار. وفي الوقت نفسه يزيد (عدد الفارين) لأن قوات الأمن تتقدم وأصبح المزيد من الناس في وضع يسمح لهم بالفرار مع انحسار المخاطر».;
مشاركة :