اغتيل النائب الروسي السابق، دنيس فورونينكوف، الذي لجأ إلى أوكرانيا، ويُلاحَق في بلاده بتهمة «الاحتيال»، أمس الخميس في وسط كييف، في عملية قالت كييف إنها تحمل بصمات الكرملين، الأمر الذي وصفته موسكو بأنه «سخيف». واتهم الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو روسيا بالمسؤولية عن قتل نائب روسي سابق في كييف الخميس، معتبراً أنه «عمل إرهابي»، تقف وراءه موسكو. وقال بوروشنكو إن «عملية القتل الغادرة» للنائب الروسي السابق دنيس فوروننكوف، الذي تلقى -بحسب قوله- تهديدات من الأجهزة الأمنية الروسية، تندرج ضمن «إرهاب الدولة» الروسي، على ما نقل عنه المتحدث الرئاسي سفياتوسلاف تسيغولكو، في تعليق على موقع فيسبوك. من جانبه قال قائد شرطة كييف أندري غريشتشنكو للصحافيين إن فورونينكوف كان مع مرافقه أمام فندق برومييه بالاس عندما فتح مجهول النار سبع أو ثماني مرات. وأضاف أن النائب السابق أُصيب إصابات قاتلة، ثلاث أو أربع مرات في المعدة والعنق، موضحاً أن الشرطة تنظر في فرضية الاغتيال المدبَّر. وتابع أن القاتل والمرافق أُصيبا في تبادل إطلاق النار، ونقلا إلى المستشفى. لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف نفى سريعاً اتهامات كييف «السخيفة»، معرباً عن الأمل في العثور على المجرم، والجهات المخططة للاغتيال. وكان فورونينكوف يستعد للقاء المعارض إليا بونوماريف، النائب الروسي الوحيد الذي صوَّت ضد ضم شبه جزيرة القرم لروسيا في 2014. شاهد ضد يانوكوفيتش وقال رئيس المحققين أولكسندر فاكولينكو «نظراً إلى هوية الضحية نعتبر أن الفرضية الأولى هي عمل روسي يرمي إلى تصفية شخص قدم أدلة مهمة لتسلسل الأحداث في أوكرانيا، خلال انتفاضة مؤيدي أوروبا في ساحة الاستقلال في فبراير 2014». وفي أكتوبر 2016 فرَّ النائب الشيوعي السابق إلى أوكرانيا، برفقة زوجته ماريا ماكساكوفا النائبة في الحزب الحاكم في روسيا «روسيا الموحدة»، ومغنية الأوبرا. وفي ديسمبر حصل على الجنسية الأوكرانية، بعدما أدلى بشهادة ضد يانوكوفيتش، الذي أطاحت به انتفاضة مؤيدة لأوروبا في وسط أوكرانيا في فبراير 2014، ولجأ إلى روسيا. وأعلن فورونينكوف في حديث لموقع إعلامي أوكراني «أعتبر أن من واجبي أن أساعد بلادي وأكشف أفعال هذا الوغد». متهم بالاحتيال والنائب السابق نأى بنفسه من ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، رغم أنه كان صوَّت لصالح ذلك، وشبَّه روسيا الحالية بألمانيا النازية، وسأل في المقابلة نفسها: «روسيا دولة تعمد إلى تصفية الأشخاص، ماذا علينا أن نفعل، أن نعيش في خوف دائم؟». وهذه التصريحات التي أثارت استنكاراً في روسيا، هي في رأيه سبب اتهامات الاحتيال الموجهة إليه من قِبَل لجنة التحقيق الروسية. ورغم نشرها في بيان في فبراير، تتعلق هذه الاتهامات بوقائع تعود إلى عامي 2010 و2011. وأضاف أن هذه الاتهامات خاطئة ودوافعها سياسية. كما اتهم النائب السابق بالفساد، من قبل صندوق مكافحة الفساد، برئاسة المعارض الروسي الكسي نفالني، الذي استغرب أن يتمكن من شراء خمس شقق، وخمس سيارات، ومنزل لقضاء الإجازات براتبه كنائب. وكانت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية حذرت فورونينكوف من التهديدات على حياته كما قال. وأضاف «عندما سمعت بالأمر أخذت ذلك على محمل الجد، إذا عدت إلى روسيا سيتم توقيفي على الفور، ليس لدي أي أوهام في هذا الخصوص».;
مشاركة :