تنطلق اليوم الدورة الرابعة والعشرون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب جامعةً بين ظاهرتين، الأولى هي الشاعر أبو الطيب المتنبي الذي تحمل الدورة اســمه بصفته الشخصية المحورية في المعرض، والثانية هي الأدب السويدي المعاصر بصفته ضيف الشرف، وسيكون هذا الأدب الآتي من أوروبا الشمالية ضيفاً حقيقياً نظراً إلى البرنامج الحافل الذي سيتمثل به. ويشهد المعرض السنة حركة تحديث كما أشار الكاتب علي بن تميم، مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، عبر المنهج الجديد المعتمد هذه السنة. فهيئة أبوظبي التي تنظم المعرض، تسعى إلى ترسيخ هذا الحدث الثقافي وفق منهجية تمنحه أبعاداً خلاقة وتضفي عليه مزيداً من الحيوية والجاذبية. ومن هذا المنطلق ارتأت الهيئة أن تؤســس لتقليد جديد في المعرض بدءاً من هذه السنة، بحيث يحتفي المعرض بشخــصيات ثقافية بارزة؛ تُطلق أســـماؤها على كل دورة من دوراته، على أن يتمحور حولها جزء من البرنامج الثقافي المرافق، فيتم تقديم الشخصية تقديماً شاملاً وتناقش أعمالها وأثرها في ندوات تلقي المزيد من الضوء عليها. وعن اختيار شخصية أبو الطيب المتنبي، «مالئ الدنيا وشاغل الناس»، شخصية محورية لهذا العام، يقول بن تميم: «لا يزال هذا الشاعر العظيم الذي عاش في القرن الرابع الهجري حاضراً في يومياتنا، وملهماً في مفاصل كثيرة من الواقع الذي نعيشه، ليس فقط من خلال شــعره الذي يلامس الواقع بل أيضاً في شخصيته الطموحة والمتحفزة ونظرته الواسعة للعالم. فالكثير من الدراسات الأدبية ترى أن المتنبي هو أعظم شعراء العرب لبلاغته الفريدة التي قدم من خلالها شعر الحكمة والفلسفة والحياة، ونحن بدورنا نسعى إلى تكريم المتنبي عبر البحث في تراثه وإعادة تقديمه في المعرض». وسيعمد المعــرض إلى إلقاء الضــوء على شــخصية المتنبي الملهم، من خلال إقامة جناح خاص به، يحــتوى مكتبة عالمية متخصصة جُمعت فيها المــؤلفات التي كُتــبت عن المتــنبي ودواوينــه الشــعرية وبعض الرسائل الجامعية التي أعدت عنه باللغات العربية والإنكــليزية والفرنسية والروسية والإسبانية وسواها. وفي «مجلس المتنبي» ستقام محاضرات وندوات يومية تستعيد ســيرة الشاعر كإنسان، مثل تتبع رحلة اكتشــاف بيت المتنبي في مدينة حلب، ومشروع تحويله إلى متحف. وسيتم تقديم عرض واف عن مشروع «واحة المتنبي»، وهو موقع متخصص يضم كل ما له صــلة بأبي الطيب المتنبي من شعر ومعلومات، مدعمة بعشرات الشروح القديمة والحديثة، ويتم الكشف أيضاً عن حقيقة «معجز أحمد» وهو أحد شروح ديوان المتنــبي المنسوبة إلى أبي العلاء المعري. ويقام معرض فني تشــكيلي طوال أيام المعرض من وحي شخصية المتنبي وشعره، يشارك فيه فنانون إماراتيون، يقدمون فيه رؤى فنية مختلفة عن الشاعر وأعماله. أما الأدب السويدي، ضيف الشرف، فيتم الاحتفاء به عبر ندوات ولقاءات مع كتاب سويديين معاصرين سيحضرون ويلتقون الجمهور. وستقدم سفارة السويد في جناحها صورة بانورامية عن السويد حضارة وأدباً وفناً وابتكارات... وسيتعرف زوار المعرض على كارل فون لين الذي أطلق الأسماء على الزهور قبل ما يقارب الثلاثمئة سنة. وسيُناقش أدب الجريمة السويدي مع كاتبة الرواية البوليسية الشهيرة كريستينا أولسن. وسيلتقي الجمهور كتاب القصص الأكثر مبيعاً للأطفال مثل مارتن ودمارك وستينا ورسن، ويُناقش فن الطهو السويدي مع طهاة مشهورين مثل طاهي وليمة جائزة نوبل ستيفان ايركسون. ويمكن زوار الجناح السويدي المشاركة في مشروع الكتابة التجميعي «كن كاتباً ليوم». وقرر معرض أبوظبي كعادته في الدورتين السابقتين إعفاء دور النشر السورية من رسوم الاشتراك في الدورة الحالية دعماً للكتاب السوري إزاء الأزمة التي يعانيها اليوم. وتشارك في المعرض سبعون دار نشر سورية. واللافت هذه السنة أن حفلة الافتتاح ستكون عرضاً موسيقياً مستلهماً من حياة المتنبي وشعره عنوانه «المتنبي... مسافراً أبداً» تحييه الفنانة اللبنانية عبير نعمة بمصاحبة مجموعة من أمهر العازفين العرب. ومعروف أن معرض أبوظبي الدولي للكتاب يعد من أكثر معارض الكتب تطوراً في العالم العربي وتشهد الدورة الحالية تزايداً في مشاركات دور النشر بنحو 15 في المئة عن العام الماضي، وتشارك في المعرض 1050 دار نشر عربية ودولية. ومن المتوقع أن يجتذب المعرض هذا العام اهتمام المهتمين بصناعة الكتاب نظراً للبرنامج المهني المرافق الذي تم إعداده، وهو يركز على أحدث التطورات في عالم نشر الكتب والصناعات المتعلقة به. ويقدم المعرض برنامجاً ثقافياً غنياً يستضيف بعض أهل الفكر والأدب والثقافة، إضافة إلى لقاءات حوارية مع الفائزين بجائزة الشيخ زايد للكتاب والمرشحين لجائزة البوكر العربية. المعرض الدولي للكتاب (كتاب)
مشاركة :