قوات مدعومة أميركيا تشتبك مع الجهاديين على مشارف سد الطبقة

  • 3/24/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جنيف – قالت متحدثة باسم حملة قوات سوريا الديمقراطية لطرد مقاتلي التنظيم المتشدد من مدينة الرقة الجمعة، إن هذه القوات المدعومة من الولايات المتحدة وصلت مدخل سد الطبقة حيث تشتبك مع مقاتلي التنظيم. وأنزل التحالف ضد الدولة الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة مقاتلين من قوات سوريا الديمقراطية جوا قرب الطبقة في وقت متأخر الثلاثاء بالقرب من نهر الفرات. ويوجد مقاتلون آخرون بالفعل على الضفة الشرقية للنهر. وتشكل مدينة الرقة منذ الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2016 هدفا لعملية عسكرية واسعة لقوات سوريا الديمقراطية التي تمثل تحالفا لفصائل عربية وكردية، بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن. وتمكنت قوات سوريا الديمقراطية خلال الأشهر الماضية من إحراز تقدم نحو المدينة وقطعت كافة طرق الإمداد الرئيسية للجهاديين من الجهات الشمالية والغربية والشرقية. وهي موجودة حاليا على بعد ثمانية كيلومترات من الجهة الشمالية الشرقية في أقرب نقطة لها من المدينة. ويأتي إعلان قوات سوريا الديمقراطية بينما قال بشار الجعفري كبير مفاوضي الحكومة السورية في محادثات السلام بجنيف الجمعة إن أي هجوم تدعمه الولايات المتحدة أو تركيا على تنظيم الدولة الإسلامية بمدينة الرقة في سوريا لن يكون مشروعا ما لم يجر بالتنسيق مع الرئيس بشار الأسد. وذكر الجعفري أن الدول الداعمة لجماعات المعارضة المسلحة مثل بريطانيا وفرنسا وتركيا وقطر هي من رعاة الإرهاب وأن هجوما بدأه مقاتلو المعارضة في الآونة الأخيرة يهدف إلى تقويض محادثات السلام في جنيف وآستانة. وأشار إلى أن كل الهجمات "الإرهابية" تدفع بالجميع تجاه الفشل التام في العملية السياسية والدبلوماسية، مضيفا أن وفد الحكومة السورية لن ينسحب أبدا من المحادثات. العاصمة السابقة للعباسيين والرقة التي تشكل منذ أشهر هدفا لعمليات قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن، مدينة عمرها آلاف السنين. وقد تحولت في العام 2014 إلى أبرز معاقل تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا. وبلغت مدينة الرقة أوج ازدهارها في عهد الخلافة العباسية ففي العام 722، أمر الخليفة المنصور ببناء مدينة الرافقة على مقربة من مدينة الرقة. واندمجت المدينتان في وقت لاحق. وبين 796 إلى 809، استخدم الخليفة هارون الرشيد الرقة عاصمة ثانية إلى جانب بغداد، لوقوعها على مفترق طرق بين بيزنطية ودمشق وبلاد ما بين النهرين. وبنى فيها قصورا ومساجد. وفي عام 1258، دمر المغول مدينتي الرافقة والرقة على غرار ما فعلوا ببغداد. وتتمتع مدينة الرقة بموقع استراتيجي في وادي الفرات عند مفترق طرق مهم. وهي قريبة من الحدود مع تركيا وتقع على بعد 160 كيلومترا شرق حلب وعلى بعد أقل من مئتي كلم من الحدود العراقية. وأسهم بناء سد الفرات على مستوى مدينة الطبقة الواقعة إلى الغرب منها في ازدهار مدينة الرقة التي لعبت دورا مهما في الاقتصاد السوري بفضل النشاط الزراعي. وكان عدد سكانها يبلغ نحو 240 ألفا أضيف إليهم بعد بداية الأحداث نحو 80 ألفا من النازحين خصوصا من منطقة حلب، بالإضافة إلى آلاف الجهاديين مع عائلاتهم. وفي الرابع من مارس/اذار 2013 وبعد عامين من بدء حركة الاحتجاجات ضد النظام السوري، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على مدينة الرقة لتكون أول مركز محافظة في سوريا يخرج عن سلطة النظام. واعتقل مقاتلو المعارضة المحافظ وسيطروا على مقر المخابرات العسكرية في المدينة، أحد أسوأ مراكز الاعتقال، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما تم تدمير تمثال في المدينة للرئيس السابق حافظ الأسد والد الرئيس الحالي. لكن معارك عنيفة اندلعت بين تنظيم الدولة الإسلامية ومقاتلي المعارضة وبينهم جبهة النصرة (وقتها) في بداية شهر يناير/كانون الثاني 2014 وانتهت بسيطرة التنظيم على كامل مدينة الرقة في الرابع عشر من الشهر ذاته. في يونيو/حزيران 2014، أعلن تنظيم الدولة الإسلامية إقامة "الخلافة" انطلاقا من مساحة واسعة من الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا. في 24 اغسطس/اب من السنة نفسها، بات التنظيم يسيطر بشكل كامل على محافظة الرقة بعد انتزاع مطار الطبقة من قوات النظام. وفرض قوانينه على الرقة، مستخدما كل أساليب الترهيب. في يونيو/حزيران 2015، خسر التنظيم بعض البلدات عند أطراف المحافظة، أبرزها تل أبيض وعين عيسى التي سيطرت عليها وحدات حماية الشعب الكردية. ولجأ تنظيم الدولة الإسلامية إلى الإعدامات الجماعية وقطع الرؤوس وعمليات الاغتصاب والسبي والخطف والتطهير العرقي والرجم وغيرها من الممارسات الوحشية في الرقة، ففرض سيطرته ونشر الرعب بين الناس. وحرص على استخدام كل التقنيات الحديثة لتصوير فظاعاته على أشرطة فيديو نشرها على الانترنت.

مشاركة :