تصدرت صورة مشجع يرفع علم الكويت خلال مباراة تايلاند والسعودية يوم أول من أمس ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم 2018 لكرة القدم في روسيا، مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وسط حسرة وآهات وتنهيدات أطلقها المئات من مشجعي «الأزرق».وحرص مشجع على ارتداء قميص باللون الأزرق، واعتمر قبعة تحمل علم الكويت في اللقاء ذاته الذي اقيم الخميس الماضي.رسالة المشجع كانت واضحة لا تحتاج تفسيرا، ولها دلالات عدة، اهمها انه ولو لم يكن «الأزرق» متواجدا في الملعب، فسيكون كذلك في المدرجات، ولو انها تعبر في الوقت ذاته عن «غصة» سببت الألم لآلاف المشجعين، كما أشارت الى ان «الجمهور يستحق ان يشاهد منتخب بلاده يواجه منتخبات القارة في المنافسة على مقعد في اقوى واكثر المسابقات العالمية إثارة».ومنذ آخر ظهور لمنتخب الكويت على مسرح المنافسات الدولية في 13 أكتوبر 2015 عندما تعادل مع ضيفه اللبناني سلباً ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة الى كأس العالم 2018 في روسيا وكأس أمم آسيا 2019 في الامارات، أي منذ 17 شهراً و15 يوما، فإن الجماهير تمني النفس كل يوم بأ يأتي الفرج وتزول غمة الإيقاف.يوما بعد يوم، يزداد الحال سوءا، خصوصا في ما يتعلق بترتيب «الأزرق» في التصنيف الشهري الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة.وبعد أن كان المنتخب في نهاية التسعينات من القرن الماضي يشغل المركز 28، يقبع حاليا في الترتيب الـ 165، وهو ما لا يتناسب مع تاريخ «الأزرق» الذي يعتبر بلا منازع زعيم الخليج.لا شك في أن الجمهور الكويتي كان يحلم بمتابعة «الأزرق» وهو يتألق على استاد جابر الدولي، او حتى على اي ملعب آخر، كيف لا وهو اول منتخب عربي يحقق لقب كأس آسيا وذلك في العام 1980.لقد اشتاق الجمهور الى «صيحات» المرحوم فهيدان و«شيلات» القبقب.يوم اول من امس، اكتفى محبو «الأزرق» وعشاقه بدور المتفرج، كما سيكتفي لاعبونا بالموقف ذاته وهم يرون نظراءهم من المنتخبات الاخرى يخوضون غمار المسابقات الخارجية.هذه الجماهير تتحسر اليوم على مستويات «متواضعة» يقدمها العديد من المنتخبات الـ 12 المشاركة في الدور الحاسم للتصفيات الحاسمة لمونديال 2018، في ضوء المستوى المشجع الذي قدمه «الأزرق» في الآونة الاخيرة، حتى أنه كان كان قريبا من التأهل، لولا قرار الإيقاف، وستتحسر أكثر عندما تشاهد منتخبات «أقل» مستوى وأداء في تصفيات كأس آسيا.اكثر من معلّق على التصفيات تغنى بـ «الأزرق» وعبّر عن مدى التأثر بغيابه عن المنافسات الآسيوية والعالمية.المدرب الوطني صالح زكريا يلخص الوضع الراهن بالقول إنه لا يشجع على متابعة أي رياضة.وبحكم السن، قرر زكريا البالغ من العمر سبعين عاما اعتزال التدريب، وقلّت متابعته للعبة مقارنة بالسابق نتيجة الأوضاع التي تمر بها الرياضة المحلية.ويضيف: «عشت أربعين عاما في مجال كرة القدم، لم أر ولم أعش أسوأ من هذه الفترة على الاطلاق. المشكلة تكمن في انه لا احد يعرف اين هي المشكلة، او من المتهم، او حتى كيفية ايجاد الحلول المناسبة. الوضع مزرٍ، ولا يساعد على متابعة اي رياضة».وأشار الى أن الجيل السابق كان يمر بالعديد من المشاكل، الا انه كان يتواجد من يمتلك الحلول المناسبة، ويهتم لأمر الرياضيين، ويحاول قدر الامكان ان يأخذ بيد الرياضة الى بر الامان، «ويفعل المستحيل من أجل تطويرها لما فيه مصلحة الجميع».واعترف بأن «غالبية الاندية تزخر حاليا بالمواهب الا ان العديد من مجالس الادارات لا تمتلك الفكر المناسب والذي من شأنه ان يفيد اللعبة في المستقبل. حاليا التفكير ينصب على المادة، على عكس السابق حين كان التفكير بالمادة آخر الهموم».وبحسب خبرته الطويلة في الملاعب، يرى ان الكويت تحتاج الى اكثر من 5 سنوات من العمل الجاد والدؤوب، حتى تعود الى سابق عهدها، ومن اجل خلق وبناء جيل جديد يتم ابعاده عن الاحداث المحلية الاخيرة، مطالبا بأن يتم تسليم «الأندية والاتحاد الى اصحاب الكفاءة والخبرة، فيكونون على قدر المسؤولية، ويعملون من أجل الرياضة فقط».الجماهير تفاعلت كثيرا مع صورة المشجع الذي حمل علم الدولة، وعبرت عن اشتياقها لـ «الأزرق» في الملاعب، وكتبت في مواقع التواصل الالكتروني ما يدور في داخلها: «اشتقنا لك يا منتخبنا، اشتقنا الى اللون الأزرق، اشتقنا إلى علم الكويت خفاقا عاليا في المحافل الإقليمية والعالمية».
مشاركة :