الكتاب: الربيع المؤلف: خالد جميل شموط الناشر: المؤسسة العربية 2014 سبق للمؤلف خالد شموط أن أصدر عدة مؤلفات (عن الدار نفسها) منها: من الذاكرة حتى الأمل دراسة في قصص غسان كنفاني، آية. وعن هذه الرواية يقول المؤلف: يقولون «أن تضيء شمعة لهو خير من أن تشتم الظلام». وكأي عربي ينتمي إلى هذا الوطن الممتد من المحيط إلى الخليج ينبض قلبه بنبضات هذا الوطن، ويشاطره همومه وحنانه، أردت من هذه الرواية أن تكون شمعة، عسى أن يدعمها آخرون بشموعهم كي يستنير هذا الوطن من المحيط إلى الخليج. «..ظهر فارس فجأة من وراء المنعطف في وسط الشارع، لم ينتبه إلى المسدس بيد فارس وحاول أن يتفاداه إلا أن فارس كان سبّاقاً إذ اخترقت رصاصته زجاج السيارة الأمامي لتستقر بين عينيْه. انحرفت السيارة يساراً وتوقفت بعد أن اصطدمت بشجرة كبيرة. ركض فارس إلى السيارة وأطلق ثلاث رصاصات أخرى كي يتأكد من نهايته. لم يشعر فارس في حياته كلها بسعادة أو انشراح أكثر من تلك اللحظة التي أفرغ فيها رصاصته الرابعة. كان يشعر كمن يملك العالم كله، أراد أن يصرخ بأعلى صوته ليحرر الكبت الذي كان يحتويه في صدره على مدى سنوات وسنوات. فعندما كان طفلاً، اندلعت حرب التحرير من الاستعمار الغربي ولم تستثن المعارك أية مدينة أو قريةفكلٌّ كان يقاوم ويقاتل ويجاهد من أجل حياة حرة وكريمة. لم يشارك فارس في تلك المعارك لصغر سنه، ولكن عندما قامت ثورة الفلاحين اكتشف أن القتال يحتاج لذخيرة وخبرة في القتال والتصويب. فالثورة قامت على حين غرة ولم يكن يملك سوى بضع رصاصات. حمل بندقيته والرصاصات وانطلق يومها للمشاركة في القتال. وكان يصوب على حرس الدخلاء وبلطجيتهم ولكن لم يسقط أي واحد منهم صريعا».
مشاركة :