يشهد مضمار ميدان العالمي، بدءاً من الرابعة إلا ربع من عصر اليوم، أغنى وأقوى أمسية لسباقات الخيول في العالم، هي كأس دبي العالمي في النسخة 22 من الحدث الكبير، الذي تحتضنه دانة الدنيا دبي وتحديداً في درة مضامير العالم وأكبرها على الإطلاق وهو التحفة المعمارية ميدان.ويبلغ مجموع جوائز الأشواط التسعة التي تشكل أمسية الليلة، 30 مليون دولار، فيما تشهد سباقات اليوم مشاركة واسعة من أقوى خيول العالم التي أتت لتشارك في مختلف أشواط الخيول المهجنة الثمانية للحفل بجانب الشوط المخصص للخيول العربية.واستقطبت سباقات اليوم صفوة الخيول في العالم بشهادة التصنيفات العالمية من حيث النوع بدءاً من متصدر القائمة العالمية «آروجيت» على الرمل، و«بوستبوند» على العشب، وإعلان مشاركة عددية دولية تنافسية قوامها 115 خيلاً، 49 منها تحمل شعار الإمارات بينها 13 تمثل جودلفين، فيما جاء من خارج الدولة 70 خيلاً لتتنافس في تسعة أشواط.وتمتاز لائحة المشاركين بانتشارهم الجغرافي الواسع عبر 20 دولة في قارات أمريكا الشمالية والجنوبية وآسيا وأوروبا وأفريقيا، جذبتهم جوائز مالية مجموعها 30 مليون دولار هي الأعلى في العالم في يوم واحد، لمنافسة تقام في المضمار الأكثر إبهاراً في العالم ميدان برعاية كوكبة من أفضل المؤسسات والشركات الوطنية والعالمية، وبحضور رسمي ورياضي وجماهيري هو الأعلى لحدث رياضي في دولة الإمارات، واهتمام إعلامي عالمي متنوع الوسائط قلّ أن يحظى به حدث رياضي خارج الدول الغربية والدورات الأولمبية والألعاب القارية، في عاصمة الإبداع والابتكار دبي، ودولة العطاء والريادة والحداثة الإمارات، وفي أجواء يتوقع أن تكون مثالية.في السباق الرئيسي كأس دبي العالمي، سنجد أنه واصل استقطابه الخيول الأفضل في أمريكا، وبعد انتهاء حقبة حصان العام مرتين «كاليفورنيا كروم»، تسلم الراية البطل الأصغر سناً الذي تغلب عليه مرتين «آروجيت» بشعار الأمير خالد بن عبد الله آل سعود، الذي أبدى حرصاً واضحاً على إشراك الجواد في كأس دبي العالمي، لاسيما أنه سبق للأمير أن حاول الفوز في الكأس بخيول أوروبية لم يكتب لها النجاح.ويحتل «آروجيت» مكانة مرموقة في الوقت الحالي، كأفضل الخيول في الساحة ويتصدر القائمة العالمية، خاصة بعد عدم خسارته عقب المشاركة الأولى، وتسجيله أرقاماً قياسية، وتطور مستواه إلى درجة يصعب على مدربه بوب بافيرت إبقاءه بعيداً عن السباقات.وسينضم إلى «آروجيت» في دبي ثلاثة منافسين من أمريكا نفسها، أعلاهم شأناً «اوبورتيونتي» الذي حل ثالثاً في كأس دبي العالمي العام الماضي بإشراف بافيرت نفسه، و«كين آيس» في محاولة ثانية للفوز بكأس دبي العالمي بعد أن قدم أداء جيداً في كأس بيجاسوس العالمي، ولكن «جن رنر» صاحب المركز الثالث في كنتاكي داربي بإشراف ستيف أسموسين، و«نيوليثيك» ذا الملكية القطرية، بإشراف تود بليتشر، لم يحضرا لدبي للتنزه، ويتوقع أن يضطرا البطل لاستخراج كل ما في مخزونه من قدرات.وعلى الرغم من السيطرة الأمريكية على الترشيحات والتوقعات في سباق كأس دبي العالمي، إلا أن المنافسة على اللقب لا تبدو أنها ستكون أمريكية خالصة في ظل إشراك أكبر قوة من اليابان تشارك في كأس دبي على الإطلاق، وسبق لليابان أن فاجأت العالم بشغلها المركزين الأول والثاني في هذا السباق، وممثلها الفائز مؤخراً بسباق فبرواري ستيكس «جولد دريم» يعد الأخطر، ولو استعاد «لاني» خطورته التي مكنته من الفوز بداربي الإمارات، سيكون حاضراً في النهاية، وأما دولة الإمارات فيمثلها أربعة يتقدمها صاحبا المركز الأول والثاني للجولة الثالثة من بطولة آل مكتوم «لونج ريفر» لسمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، بإشراف سالم بن غدير، و«سبيشال فايتر» لسمو الشيخ منصور بن محمد آل مكتوم، بإشراف المدربة ماريا ريتشي، علاوة على «موف أب» لجودلفين بإشراف المدرب العالمي سعيد بن سرور، في اختبار ثان على الرمل، وتبقى الإشارة إلى أن وصيف السباق العام الماضي «مبتهج» لسمو الشيخ محمد بن خليفة آل مكتوم، بإشراف مايك دي كوك، سيكون أكثر جاهزية لتقديم الأداء الأفضل بعد أن حلّ وصيفاً في كيرلين هانديكاب.ولا يمكن استبعاد الفرس «فيوريا كروزادا» ممثلة أذربيجان، الفائزة بالجولة الثانية من بطولة آل مكتوم، بإشراف إروين شاربي. «برايز موني» يواجه «بوستبوند» مجدداً يصنف سباق دبي شيماء كلاسيك في المركز التاسع من بين أفضل 100 سباق على مستوى العام، واستقطب هذا العام سبعة مشاركين فقط، لكنهم من ذوي الوزن الثقيل، يتقدمهم حامل اللقب «بوستبوند» أحد أعلى الخيول تصنيفاً في العالم، وجواد جودلفين الفائز في آخر منافسة تحضيرية جمعت بينهما «برايز موني» بإشراف سعيد بن سرور، والأيرلندي «هايلاند ريل» الفائز في بريطانيا وأمريكا وهونج كونج، وأشرك أوبراين أيضاً بطلة ايريش أوكس ويوركشاير أوكس «سيفنث هيفن» ويبدو أن خطته تتمثل في تقدم «هايلاند ريل» لسرقة السباق، وإذا أخفق تكون الفرصة ممهدة لابنة «جاليليو».كما يشارك منافسون آخرون من اليابان والإمارات وأيرلندا وبريطانيا، ولجودلفين مشارك ثان هو «جاك هوبس» الذي يتوقع منه مدربه الإنجليزي جون جوسدن أن يكون جاهزاً في هذه المشاركة الأولى في الموسم، وهذا ما يجعل من السباق محطة عالمية مهمة لإعادة ترقيم قائمة التميز في سباقات المسافات المتوسطة في أوروبا في العام 2017. «فيري سبيشال» تقود دبي تيرف مواجهة إماراتية يابانية فرنسية تلوح في أفق سباق دبي تيرف وتضم منافسين من نوع جديد منهم «فيفلوس» الفائزة بالفئة الأولى في اليابان، ودوليين يتقدمهم الجواد الذي استعد بالإمارات وفاز بشكل مبهر بالسباق التحضيري في ميدان، وهو صاحب النسب النبيل «زراك» لأغا خان، فيما تكتسب المنافسة بعداً إماراتياً بثنائي جودلفين أولهما «ريبشيستر» الفائز بسباقات الفئة الأولى بإشراف الإنجليزي ريتشارد فاهي، و«فيري سبيشال» لجودلفين، بإشراف المدرب العالمي سعيد بن سرور، وثنائي المدرب أوبراين «ديوفيل» الفائز بالفئة الأولى في أمريكا، و«كوجر ماونتين» الذي جانبه الحظ في مهرجان الأمير في قطر، ولكن «متكيف» لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، و«ريبشيستر» لجودلفين يبدو أنهما أكثر خطورة وجدارة لوضع بصمتهما على هذا السباق، رغم عدم خوضهما منافسة تحضيرية.وتتعزز المنافسة بالجواد الكويتي الفائز بشكل حاسم بسباق جبل حتا في سوبر ساترداي «ديكوريتد نايت»، علاوة على «موندياليست» ابن «جاليليو» أيضاً الفائز في آرلنغتون مليون (ج1). «مُعرب» يدافع عن لقب جولدن شاهين 14 خيلاً تمثل اليابان وأمريكا وأيرلندا وهونج كونج والإمارات في سباق دبي جولدن شاهين، وفي هذا العام يحمل الشعار الأمريكي ثلاثة خيول أخطرها «مايند يور بيسكيتس» الذي يجيد الركض سريعاً منذ البداية ولا يكترث بالرمل المتطاير.وتشكل خيول الإمارات تحدياً قوياً هذا العام، وتحديداً الثلاثي المكون من «رينالدو ذا ويزارد» الفائز بالسباق من قبل وقدم أداء قوياً في مشاركته الوحيدة في الكرنفال، و«كول كاوبوي» الذي قدم أداء تنافسياً في اثنتين من المشاركات التي خاضها على السرعة بعد انتقاله اليها من الميل، وممثل إسطبلات جبل علي «مروج» الفائز في جبل هلي سبرينت ومهب الشمال بميدان، وأخيراً بطل السباق في العام الماضي «مُعرب» الذي انتقل إلى إشراف عميد المدربين علي راشد الرايحي.وتتطلع هونج كونج الفائزة بالسباق من قبل إلى إنجاز آخر مع «دندونيل» و«نوت ليسن تو مي»، ومنافسين آخرين من اليابان وروسيا والصين «ارتجال» يواجه ثنائي جودلفين في القوز تبرز قوة الخيول الإماراتية بوضوح في سباق القوز للسرعة، حيث ترجح كفة الإمارات في هذه البطولة، من خلال «ارتجال» لسمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، بإشراف علي راشد الرايحي وصيف نسخة العام الماضي، حينما كان السباق على مسافة 1000 متر، الذي أظهر مستوى أكثر تطوراً هذا العام، ولكن يبقى أن يحدد مدى قدرته على تقديم نفس الأداء على المسافة الجديدة للسباق «1200 متر»، ولكن للإمارات جوادا آخر مجربا على مسافة 1200 متر، وسجل بها أداء مبهراً في مشاركته الماضية، هو «جنجل كات» لجودلفين، بإشراف شارلي أبلبي، وإلى جانبه رفيقه في الإسطبل «بكارات»، ولكن المرشح الدولي البارز البريطاني «ليماتو» سيكون حاضراً وله مؤهلات رفيعة في أفضل سباقات السرعة مثل فوزه في دارلي جولاي كب، وفوزه في سباق بري لا فوريه في يوم الآرك الفرنسي وكلاهما من الفئة الاولى، وإلى جانبه جوادان آخران من بريطانيا أبرزهما نجم الكرنفال «مديشيان مان».كما يملك القادم من هونج كونج «أميزنج كيدز»، والفرنسيان «ذا رايت مان» و«فينسبري سكوير»، وبينما رمى المدرب أوبراين بالجواد «واشنطن دي سي»، فإنه مشهور عنه أنه يرسل خيولاً جاهزة إلى المنافسات، لا سيما إن كانت دولية. «ثندر سنو» يواجه الأقوياء في الداربي تعززت مكانة سباق داربي الإمارات، وصار أكثر استقطاباً للخيول العالمية، حيث يحظى الفائز به بمشاركة مدفوعة التكاليف، فضلاً عن جائزته المالية السخية، واكتسابه صفة السباق التحضيري الرسمي لكنتاكي داربي.واجتذبت هذه النسخة حصة كاملة قوامها 16 خيلاً، من بينها ثنائي المدرب الأيرلندي ايدان أوبراين الفائز بهذا السباق من قبل، وهما صاحب النسب الأمريكي «لانكاستر بومبر» الذي حل ثانياً في ديوهيرست ستيكس مع «شيرشل» وثانياً أيضاً في سباق بريدرز كب للأمهار الناشئة على العشب، و«سبيريت أوف فالور» وينتمي أيضاً للفحل الأمريكي «وار فرونت» ولم يخرج من المراكز الثلاثة في مشاركاته التي خاضها العام الماضي في أيرلندا.ومن المثير للاهتمام أن اثنين من المنافسين قدما من أمريكا نفسها لخوض هذه التجربة وحجز مكان سريع في كنتاكي داربي، وأشرك جودلفين ثلاثة منافسين أبرزهم بطل جينيس الإمارات وأعلى الخيول الناشئة تصنيفاً في بريطانيا «ثندر سنو» بإشراف سعيد بن سرور، وهو جدير بأن يكون المرشح الأول وله سابق تجربة على الأرض، فيما يمثل الإمارات الجواد غير المحظوظ في سوبر ساترداي «فوري» الذي طرح فارسه أرضاً، وعادت اليابان بخيلين على أمل الدفاع عن فوزها بسباق العام الماضي، وتشتد المنافسة مع مشاركة بطل البستكية الروسي «كوزمو شارلي» ووصيفه «قطرمان» ومشاركين محللين آخرين. «وزير أباد» ينشد الاحتفاظ بالكأس الذهبية اصطفت أفضل خيول التحمل في الساحة الأوروبية لسباق كأس دبي الذهبية، والمرشحون الأوائل سبق لهم الفوز في سباقات تحمل من الفئة الأولى، ويتقدمهم حامل اللقب في العام الماضي «وزير أباد» بشعار المالك أغا خان، وقد استعد للسباق هذه المرة بخوض تجربة تحضيرية في دبي، حلّ بها ثانياً خلف فرس جودلفين «بيوتيفول رومانس»، ولكن يتوقع أن يكون أكثر جاهزية الآن، ومنهم نجم التحمل «شيخ زايد رود»، رغم أنه لم يقدم الأداء المرتجى في التجربة التحضيرية بدبي، وأخطر الفرص الإنجليزية يمثلها «بيج أورانج» بإشراف مايكل بيل لو استطاع العودة لمستواه في العام الماضي الذي أهله للفوز في جودوود، كما لا يمكن استبعاد «فيماس كيد» لجودلفين بإشراف بن سرور.وتتعزز درجة المنافسة بمشاركة وصيف آسكوت جولد كب الأيرلندي «كينج فيشر» بإشراف ايدان أوبراين، فيما يستهل المدرب الإنجليزي الصاعد هوجو بالمر مشاركته في حفل كأس دبي العالمي بالجواد «وول أوف فاير» الفائز في آخر مشاركتين على مسافة 14 فيرلونج. «نورث أمريكا» في مواجهة «هيفي ميتال» في المايل خمسة من الخيول الدولية القادمة من أمريكا واليابان وكوريا وألمانيا وروسيا، تواجه ثمانية من الخيول إماراتية التدريب في سباق جودلفين مايل، ولكن يبدو أن السيادة والغلبة في السباق ستكون للمجموعة المحلية، وعلى رأسها الجوادان المتخصصان على مسافة الميل «هيفي ميتال»، بإشراف سالم بن غدير الذي أحرز عدداً من الانتصارات المتعددة والسهلة، وإلى جانبه مباشرة «نورث أمريكا» أحد أكثر الخيول تطوراً في الكرنفال، وأفضل خيول مزاد جودلفين الذي طوره ساتيش سيمار إلى نجم على الرمل، بعد أن أخفق على العشب في مشاركاته قبل البيع، وبالنظر إلى تطور أداء كلا الجوادين وتحقيقهما فوزاً سهلاً على منافسيهما، يصعب الفصل بينهما قبل هذا السباق، ولا يمكن استبعاد كل من «لي برناردين»، و«سكند سمر» و«اتجاه». «فوكون» يتحدى «مثمون» رغم جاهزية وجدارة «مثمون»، الفائز بسباق دبي كحيلة كلاسيك العام الماضي للدفاع عن لقبه في نسخة هذا العام من السباق، يبدو أن الأمور لن تكون سهلة هذه المرة، في ظل وجود الجواد الخطير «فوكون دلوب» للمدربة الفرنسية إليز جين ويبدو أن أسلوب ركضه وانتقاله الشرس خلال السباق هو مصدر خطورته التي رأيناها في الجولة الثانية من بطولة آل مكتوم، والتي سجل فيها فوزاً بفارق 11 طولاً، وفي زمن قياسي للمضمار، رفع تصنيفه من 116 إلى 123، وبالتالي يقل نقطة واحدة عن «مثمون»، وتجدر الإشارة إلى أن أربعة من خيول الإنتاج الإماراتي مشاركة في هذا السباق الذي اجتذب ثلاثة مشاركين من قطر، والمنافسة تضم الخطيرة «لورا» الفائزة بسباق جوهرة التاج بأبوظبي، ولكن على أرضية عشبية.
مشاركة :