توقع فهد الهاجري، الرئيس التنفيذي لشركة إيفولف أن تشكل السحابة الافتراضية أحد أهم ركائز نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة خلال العام الحالي والمقبل، لافتاً إلى أن السحابة مكنّت بعض الشركات التي تأسست في الدولة بالفعل من تعزيز تنافسيتها والانتقال إلى الأسواق الإقليمية وحتى العالمية. واعتبر الهاجري في تصريحات خاصة للبيان الاقتصادي أن الشركات في الإمارات أصبحت من الأكثر جاهزية للتحول للسحابة للإلكترونية في المنطقة، بفضل البرامج الحكومية مثل رؤية 2021 وتمهيد الطريق لمشاريع التحول الرقمي من قبل المؤسسات الحكومية الكبيرة. وتعتبر «إيفولف»، مشروع مشترك بين علي بابا كلاود ومراس القابضة، وتقوم بتشغيل مركز البيانات، الذي أطلقته الشركة من دبي نوفمبر الماضي. وأضاف الهاجري: «تظهر أبحاث إيڤولڤ على السوق الإماراتية نمو الحلول السحابية عاماً تلو الآخر من حيث اعتماد الشركات والمؤسسات للخدمات السحابية، كما تظهر الأبحاث قرب انتهاء الاعتماد على مراكز البيانات التقليدية. وتعزز دراية الشركات بفوائد الحلول السحابية التي لا تعد ولا تحصى للشركات من جميع الأحجام من نمو الطلب عليها. كما لا يمكن إنكار ما تقدمه الحلول السحابية من مرونة للشركات من تخفيض التكاليف الإجمالية للملكية وحماية للبيانات من أي ضرر أو هجمات إلكترونية. فوائد وحول الفوائد التي يمكن للشركات أن تجنيها من جراء نقل بياناتها إلى السحابة، أفاد الهاجري بأن هناك العديد من الفوائد التي يمكن للشركات أن تجنيها من الانتقال للسحابة، ويعتمد ذلك على حجم الشركة والقطاع الذي تعمل فيه. لكن أحد أكبر الفوائد هو تقليل التكاليف من ناحية الدفع بحسب الاستخدام فقط. وأضاف: «تسمح الحوسبة السحابية للشركات باستغلال البنية التحتية المتوفرة واختيار التطبيقات والخدمات المدارة التي تتماشى مع أعمالهم بدون أي تكاليف إنشاء. أما من ناحية الأداء، فتسمح السحابة للأعمال بأن ينجزوا المهام بسرعة ومرونة أكبر وتناسب جميع احتياجات الأعمال، فهي مفيدة للشركات الناشئة والضخمة على حد سواء. فتقديم هكذا بنية تحتية للشركات الصغيرة تزيد من قابليتها على المنافسة في السوق مع الشركات الضخمة. مما يفسر زيادة عدد الشركات الناشئة في الفترة الأخيرة، مثل «جروبون» groupon وكريم careem، التي بدأت كشركة صغيرة مع عدد موظفين قليل ولكن ذات قدرات إنتاجية عالية بفضل الحوسبة السحابية التي أمدّتهم بالتنافسية وأدت إلى نجاحهم. وحول ما يميز خدمات «إيفولف» السحابية عن باقي الشركات، قال الهاجري: «تعمل إيڤولڤ عبر خمس فئات رئيسة مكملة للحوسبة السحابية وهي وثيقة الصلة بأية مؤسسة أو شركة تتطلع إلى تحويل أعمالها، وهي: السحابة الإلكترونية، والخدمات المدارة، والتحول الرقمي، ودمج الأنظمة المتكاملة، والاستشارات. والخطوة الأولى هي رسخ أنفسنا داخل أعمال وعمليات العملاء لمعرفة أيّاً من فئات منتجاتنا هي المناسبة لهم والتي ستساعدهم على دفع أعمالهم إلى الأمام. تحديات وحول أهم التحديات التي تواجه استخدام السحابة الإلكترونية في المنطقة، قال الهاجري إنها نفاذ المساحات المتاحة. وأضاف: «نواجه في إيڤولڤ هذا التحدي بقوة، وتساندنا سمعة «علي بابا كلاود» القوية، وهي السحابة ذاتها التي تخزّن عليها بيانات وأعمال موقعalibaba.com للتجارة الإلكترونية، أي يتم في السحابة ما يقارب من 540 مليون معاملة وأكثر من 2.3 مليون عميل بدون رصد أية وقائع لنفاذ مساحات. ومن الصعوبات الأخرى هي عدم سماح بعض مزودي السحابات بالتشغيل المتداخل للخدمات، حيث لا يمكن لأي نظام برمجيات أن يعمل على السحابة سوى ذلك الذي يقدمه مزود الخدمات. مما يصعّب على الشركات ذات البنية التحتية التقنية المتواجدة مسبقاً أن تنقل أعمالها إلى سحابة إلكترونية. إضافةً إلى ذلك ونظراً لعدم توفر مراكز بيانات محلّي في المنطقة من قبل، فقد خشيت الشركات أن تفقد السيطرة على بياناتها وشعرت بنقصان الأمن والخصوصية». وسائل ولفت الهاجري إلى أن السحابة الإلكترونية توفر التكاليف على الشركات بأربعة وسائل، هي أولاً، توفير «مرفق مركز البيانات» الذي يغني عن وجود إدارة عقارية للشركة، أو أي تكاليف كهروميكانيكية وخلافه كاستهلاك الكهرباء وكل ما هو متعلق بالبنية التحتية. ثانياً، تكاليف الأجهزة: بدلاً من أن تضطر الشركة لتحمل التكاليف المتعلقة بالخوادم ومراكز البيانات، وبنية تحتية معلوماتية كاملة، فإن حل الانتقال إلى سحابة يتخلص من ذلك نهائياً. ثالثاً، تكاليف البرمجيات: لا توجد تكاليف نظام التشغيل أو رسوم الترخيص، وفي حالة تقديم البرمجيات كخدمة فليس هناك ما يدعو للقلق حيال تراخيص للتطبيقات. وليس هناك إدارة برامج مطلوبة على الإطلاق لرصد النظام بأكمله، وبالتالي فإنه يلغي المزيد من التكاليف أو الاستثمارات في هذا الصدد. رابعاً، القوى العاملة: مع مرور الوقت، فإن القوى العاملة الوحيدة المطلوبة لإدارة المتطلبات المعلوماتية من السحابة لدى المستهلك، ستكون إستراتيجيي تكنولوجيا المعلومات ومهندسي التطبيقات لأي تطبيق معين يستخدمه العملاء.
مشاركة :