الغريفي: خطاب الأوطان يجب أن يكون خطاب تهدئة لا تأزيم

  • 3/25/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد عالم الدين السيد عبدالله الغريفي، في كلمة ألقاها بعد صلاة العشاءين بجامع الإمام الصادق (ع) بالقفول، مساء الخميس (23 مارس/ آذار 2017)، «إن خطاب الأوطان سواء أكان خطاب أنظمة، أم خطاب شعوب، في حاجة كبيرةٍ إلى لغة السِّلم، والأمن، والاعتدال، وليس إلى لغة الحرب، والرُّعب، والتَّطرُّف. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ إلى أنْ يكونَ خِطابَ خيرٍ، لا خِطابَ شرٍّ. خطابَ بناءٍ، لا خطابَ هدمٍ. خطابَ إصلاحٍ، لا خطابَ إفسادٍ. خطاب وِحدةٍ، لا خطابَ فرقةٍ. خطابَ تهدئةٍ، لا خطاب تأزيم. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ لأنْ يكون خطاباً لا يقتل الأملَ، ولا يزرع اليأس، ولا يسرق البَسمةَ، ولا يصنع الدَّمعة، ولا يخلق الرُّعب». وأضاف الغريفي أن «خطاب الأوطانِ في حاجةٍ كبيرة إلى أنْ يكون خطاب رفقٍ وتسامحٍ، لا خطاب عنف وتشدُّد. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ إلى أنْ يكون خطاباً قادراً أنْ يجتذب الحبَّ، والثَّناء، والرِّضا، والاطمئنان، لا أنْ يكون خطاباً يستنفِر الكراهية، والذَّمَّ، والسَّخط، والقَلق».الغريفي: خطاب الأوطان يجب أن يكون «تهدئة» لا تأزيماً... وخطاب إصلاح لا إفساد القفول - محرر الشئون المحلية قال عالم الدين السيد عبدالله الغريفي، في كلمة ألقاها بعد صلاة العشاءين بجامع الإمام الصادق (ع) بالقفول، مساء الخميس (23 مارس/ آذار 2017)، «إن خطاب الأوطان في حاجة كبيرةٍ إلى أن يكون خطابَ إصلاحٍ، لا خطابَ إفسادٍ. وخطابَ تهدئةٍ، لا خطاب تأزيم. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ أنْ يكون خطاباً لا يقتل الأملَ، ولا يزرع اليأس، ولا يسرق البَسمةَ، ولا يصنع الدَّمعة، ولا يخلق الرُّعب. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرة إلى أنْ يكون خطاب رفقٍ وتسامحٍ، لا خطاب عنف وتشدُّد. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ إلى أنْ يكون خطاباً قادراً أنْ يجتذب الحبَّ، والثَّناء، والرِّضا، والاطمئنان، لا أنْ يكون خطاباً يستنفِر الكراهية، والذَّمَّ، والسَّخط، والقَلق». وتحت عنوان «العفَافُ في حياةِ المرأةِ المسلمةِ»، قال الغريفي: «كون الصِّدِّيقةِ الزَّهراءِ (عليها السَّلام) تُمثِّلُ القِمَّة في (العَفَافِ، والحَيَاءِ، والسِّتر)، وهنا سُؤالٌ كبيرٌ يُشكِّلُ تحدِّياً صَعْباً في مواجهة بعض مفاهيم الدِّين، وخاصَّة فيما يتَّصل بأوضاعِ المرأةِ. هذا السُّؤال يقول: هل أنَّ قِيمَ (العفافِ، الحياءِ، السِّترِ، الحجابِ، ...) تصلح لهذا العصر، حيث اقتحمت المرأةُ كلَّ مواقع الحياةِ الثَّقافيَّةِ، والاجتماعيَّةِ، والاقتصاديَّةِ، والسِّياسيَّةِ، والحقوقيَّةِ، والإعلاميَّة... فأصبحتُ المرأةُ رئيسةَ دولةِ، ومستشارةَ حُكْمٍ، وفي كلِّ مواقع السُّلطة فهي الوزيرة، والنَّائبة، والقاضية، والضَّابطة، كما اقتحمت مواقع التَّعليم، والثَّقافة، والمحاماة، والإعلام بكلِّ مساراتِه، فهي في التِّلفازِ، والإذاعةِ، والصَّحافةِ، وما بقي موقعٌ من مواقعِ الاقتصادِ، والأعمالِ إلَّا وللمرأةِ حضورُها الكبير. وهكذا في كلِّ مساحات الحياةِ العصريَّة. فكيف تتلاءمُ كلُّ هذه المواقعِ والمهامِ والمسئوليَّات مع قِيَمِ (العفافِ، والحياءِ، والسِّترِ، والحجاب، ...)، فما عاد الحديثُ عن هذه القِيَم قادِرا أنْ يَجِدَ له موقعاً في ثقافةِ هذا العصرِ، بل أَصبح حديثاً من التَّاريخ، ومتنافياً مع ضروراتِ الحياةِ في مساراتِها المتجدِّدةِ، والمتغيِّرةِ، والمتطوِّرةِ... كيفَ يجيبُ خطابُ الدِّينِ على هذا السُّؤال بكلِّ إشكالاتِه، وتحدِّياتِهِ النَّظريَّة، والعمليَّة؟». وقال: «لستُ - هنا - في صددِ مناقشة الرُّؤية التي تتنافى مع الدِّين تنافياً كاملاً، وترى في أفكارِهِ وقِيَمِهِ كلَّ الجمودِ والانغلاقِ، وكلَّ التَّخلُّفِ والتَّراجع، فلهذه المناقشة موقع آخر. أنا بصدد مناقشة الرُّؤية الملتبِسَة، والتي غاب لديها الفهم الحقيقيُّ لتلك القِيم: (العفاف، الحياء، السِّتر، الحجاب، ...)، فاعتبرتها قِيَماً متنافية مع ضرورات العصر. هذه الرُّؤيةُ المُلتَبِسةُ فَهمتْ (العفاف) فهما سلبيّاً، فأصبح في منظورها عاملاً لا يسمح للمرأة أنْ تكونَ الحاضرةَ في مواقع العملِ الثَّقافيِّ، والاجتماعيِّ، والتَّربويِّ، والاقتصاديِّ، والحقوقيِّ، والسِّياسيِّ. وهذه الرُّؤيةُ المُلتَبِسةُ فَهمتْ (الحياء) انغلاقاً، وغياباً، وهُروباً، وانسحاباً من ساحاتِ العطاء في كلِّ مجالاتِ العطاء. وهذه الرُّؤية المُلتَبِسةُ فَهمتْ (السِّترِ، والحجابَ) تعطيلاً لكلِّ الأدوار والمسئوليَّات، وإجهاضاً لكلِّ القُدُراتِ والطَّاقات. هذا الفهمُ فيه الكثيرُ مِن الالتباسِ، والتَّشويش، والخللِ». وأوضح أن «العَفَافُ هو طهارةُ الرُّوح، والوجدان، ونقاوةُ المشاعرِ، والعواطف، ونظافة السُّلوك، والأخلاق، فهل هذا يمنع المرأة من أنْ تكون الحاضرة في مواقعِ العملِ الثَّقافيِّ، والاجتماعيِّ، والتَّربويِّ، والسِّياسيِّ، ويأتي مزيدٌ من الحديثِ عن (العفاف)، والحياةُ قِيمة أخلاقية عُليا لها معطياتٌ كُبرى في حياة الإنسان، وفي حياة الشُّعوب، وفي حماية الأوطان والبلدان». وتابع الغريفي «تأمَّلوا بدقَّةٍ في هذه الكلمةِ الصَّادرةِ عن رسول اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلَّم) - تتحدَّث عن الحياء، وآثاره الكبيرة جدّا -: «...، أمَّا الحياءُ، فيتشعَّب منه اللِّينُ، والرَّأفةُ، والمراقبةُ للهِ في السِّرِّ، والعلانيةِ، والسَّلامةُ، واجتنابُ الشَّرِّ، والبشاشةُ، والسَّماحةُ، والظَّفرُ، وحُسْنُ الثَّناء على المرءِ في النَّاسِ، فهذا ما أصابَ العاقلُ بالحياءِ، فطوبى لِمنْ قبل نصيحةَ اللهِ، وخافَ فضيحَتهُ، ...» (بحار الأنوار1/118، العلَّامة المجلسي)». وبين «أيُّ قِيمةٍ عظمى للحياءِ، فيما يعنيه من انفتاح على كلِّ قِيمِ الخير، وابتعادٍ عن كلِّ قيم الشَّرِّ، ممَّا جعل الأحاديث الواردةَ تعبِّر عنه بأنَّه (رأس المكارم) (انظر: ميزان الحكمة 1/716، محمَّد الريشهري). فالحياءُ بحسبِ الكلمةِ الصَّادرةِ عن رسولِ اللهِ (صلَّى اللهُ عليه وآلِهِ وسلّم) له مجموعةُ معطياتٍ تتشعَّبُ منه: المُعطى الأوَّل: اللِّينُ، وهو ضدُّ الخشونة. فكم هي أخطارُ الخشونةِ حينما تحكمُ الحياة؟، كم هي أخطارُ الخشونةِ حينما يعتمدها الزَّوج مع زوجته؟، وحينما يعتمدُها الأبُ مع أولاده؟، وحينما يعتمدُها المعلمُ مع طلَّابِهِ؟، وحينما يعتمدُها عالمُ الدِّينِ في مواعظِه، وتوجيهاته؟، وحينما يعتمدُها الحاكمُ في سياستِهِ مع شعبِهِ؟، الحياةُ كلَّ الحياة في حاجةٍ إلى (اللِّين، والرِّفق)، وليس إلى (الخشونةِ، والقسوةِ)... والمُعطى الثَّاني: الرَّأفة، وهي شدَّةُ الرَّحمةِ، (... وَأَنَّ الله رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (سورة النُّور: الآية 20). (لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) (سورة التَّوبة: الآية 128)... مأساةُ العالَمِ اليومَ غيابُ (الرَّحمة) بين أبناءِ البشر. لماذا هذا الجنونُ المدمِّرُ في كلِّ العالم؟، لأنَّ العالم أصبح لا يعرف الرَّحمة، لماذا هذا الإرهابُ المُرعبُ في كلِّ مكانٍ؟، لأنَّ صُنَّاعَ الإرهابِ لا يَعرِفُونَ الرَّحمةَ، لماذا هذه الحروبُ التي تفتك بالبشرِ، وتحرق الحَرْث والنَّسلَ، والأخضرَ واليابس؟، لأنَّ مُنْتِجِي هذه الحروبَ لا يعرفونَ الرَّحمة، لماذا هذه الصِّراعاتُ الطَّائفيَّةُ، وهذه الفتنُ المذهبيَّةُ الَّتي تزدحِمُ بها أوطانُ المسلمين؟، لأنَّ مَنْ يُؤجِّجون هذه الفتنَ والصِّراعاتِ لا يعرفون الرَّحمة، وهكذا يتدمِّرُ العالم، وهكذا تتدمَّرُ الأوطانُ، وهكذا يتدمَّرُ الإنسانُ، وذلك لموت الرَّحمةِ في حياة البشر». وتابع «المُعطى الثَّالثُ: المراقبةُ للهِ تعالى في السِّرِّ والعَلانِيَةِ، لا يُحصِّنُ الإنسانَ ضدَّ كلِّ المنزلقاتِ الطَّائشةِ إلَّا مراقبةُ اللهِ تعالى في السِّرِّ والعلانية. لا يُحصِّنُ الطَّوائف، والمذاهب، والجماعات، والمكوِّنات في كلِّ الأوطانِ ضدَّ الفتنِ والصِّراعاتِ والخلافاتِ إلَّا مراقبةُ اللهِ سبحانه في السِّرِّ والعلانيةِ. ولا يُحصِّنُ الشُّعوبَ ضدَّ الخياراتِ المنفلِتةِ إلَّا مراقبةُ اللهِ عزَّ وجلَّ في السِّرِّ والعلانية. ولا يُحصِّن البلدانُ ضدَّ التَّطرُّفِ، والعُنْفِ، والإرهابِ إلَّا مراقبةُ اللهِ تعالى في السِّرِّ والعلانية. ولا يُحصِّنُ الأنظمةَ الحاكمةَ ضدَّ الظُّلمِ، والبَطْش، والعبث بالمقدراتِ إلَّا مراقبةُ اللهِ سبحانه في السِّرِّ والعلانية. ولا يُحصِّنُ العالمَ ضدَّ الانهيارِ المدمِّرِ إلَّا مراقبةُ اللهِ عزَّ وجلَّ في السِّرِّ والعلانية. كم هي الحاجة كبيرةٌ وكبيرة جدّاً إلى مراقبةِ اللهِ سبحانه في السِّرِّ، والعلن. وهذه المراقبة واحدة من أهم معطيات ومنتجات (الحياء)». وواصل «المُعطى الرَّابعُ: السَّلامةُ، وضِدُّهَا الخطرُ، والرُّعبُ، والتَّأزُّمُ، والتَّوتُّر، فما أحوجَ العالمَ إلى إنهاءِ الأخطارِ، وجميع أسبابِ الرُّعب، والتَّأزُّم، والتَّوتُّر؛ ليحلَّ الأمنُ، والسَّلام. وما أحوجَ الأوطان إلى إنهاءِ كلِّ هذه الأخطار والأسباب التي تقتل الأمَنَ، والسَّلام. وما أحوجَ الإنسانَ في أيِّ موقعٍ من مواقعه إلى أنْ يحمي نفسه ضدَّ الأخطارِ، والمخاوفِ، والتَّأزُّماتِ، والتَّوتُّراتِ. إنَّها الحاجةُ كلُّ الحاجةِ إلى السِّلم والسَّلامة، وإلى الأمنِ والأمانِ، وإلى الاستقرارِ والاطمئنان. فكم هي الحاجة كبيرة إلى الحياء». وأضاف «المُعطى الخامسُ: اجتنابُ الشَّرِّ، وكم تحملُ مفردةُ (الشَّرِّ) من مخزوناتٍ مُدمِّرةٍ، ومُرعبةٍ، وفتَّاكةٍ. حينما يتحرَّك الشَّرُّ في الأرض، وحينما يموت الخير، فأيُّ أرضٍ تبقى هذه الأرض؟، حينما يتحرَّك الشَّرُّ في أيِّ وطنٍ، وحينما يموت الخير، فأيُّ وطن يبقى هذا الوطن؟، حينما يتحرَّك الشَّرُّ في داخل الإنسانِ، وحينما يموتُ الخير، فأيُّ إنسانٍ يبقى هذا الإنسان؟، وكم يكونُ الخطرُ أكبرَ، وأشدَّ فتكاً، وأكثرَ رُعباً، حينما يكون هذا الإنسانُ الذي تمركز فيه الشَّرُّ، ومات في داخلِهِ الخير إنساناً ليس عادياً، حينما يكون حاكماً، حينما يكون عالِماً، حينما يكون موجِّهاً، حينما يكون مربِّياً، حينما يكون مسئولاً، حينما يكون سياسيّاً، حينما يكون باحثاً، حينما يكون إعلاميّاً، حينما يكون صحافيّاً، حينما يكون ناشطاً اجتماعيّاً، حينما يكون في أيِّ موقع من مواقع التَّصدِّي؟، وكم هو الواقع كلُّ الواقع مهدَّد بالدَّمار كلِّ الدَّمار، والفساد كلِّ الفساد، والرُّعب كلِّ الرُّعب حينما يتصدَّر حَمَلَةُ الشَّرِّ، وصُنَّاع الشَّرِّ؟، وكم يكون العكس حينما يتصدَّر حَمَلَةُ الخير، وصُنَّاعُ الخير». وبين «المُعطى السَّادسُ: البَشَاشةُ، وتعني طلاقة الوجه، وحسن اللِّقاء، يقال: رجل هشٌّ بشٌّ: أي طَلِق الوجه طيِّب... وكم لهذا الخُلُق من أثرٍ كبيرٍ في تقوية الأواصر والعلاقات، وإنهاء كلِّ التَّعقيدات النَّفسيَّة التي تشكِّل - دائماً - حواجز صعبة بين النَّاس، وتشكِّل أسباب خلاف وتوتُّر وتأزُّم، وربَّما أسباب صِدام، وعِراكٍ، ومواجهات... والمُعطى السَّابع: السَّماحة، وتعني: السُّهولة، والجُود، والعطاء، ويقابلها: الشِّدَّة، والغِلْظَة، وانقباض اليد والنَّفْس، وكم للسَّماحة من دور كبير في اجتذاب القلوب، وتآلف النُّفوس، وإنتاج المحبَّة، والأُخوَّة، والصَّفاء. المُعطى الثَّامن: الظَّفَر، فمَن يحمل الحياءَ يظفر بالكثير من المعطيات الفكريَّة، والرُّوحيَّة، والاجتماعيَّة، والأخلاقيَّة. ومَنْ فَقَدَ الحياء خسر الكثير من هذه المعطيات. المُعطى التَّاسع: حُسْنُ الثَّناء على المرء في النَّاس، وكم للسُّمعةِ الطَّيِّبة من قِيمةٍ كبيرة تملأ الحياة خيراً، وطِيْباً، وحبّاً، وصفاءً، وأمناً، وعطاءً، وكم للسُّمعةِ السَّيِّئة من آثارٍ سيِّئةٍ، ومُدمِّرة». وذكر الغريفي «بعد هذا العرض لمعطياتِ (الحَيَاء) كما وردت في كلمة النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والذي لا ينطق عن الهوى، فهل يصحُّ لمتحَذْلِق أنْ يقول: إنَّ (الحياء) خُلُق ما عاد قادراً أنْ يجد له موقعاً في ثقافة هذا العصر، وإنَّه حديث من التَّاريخ، وهو سلوك يتنافى مع ضرورات الحياة في مساراتها المتجدِّدة والمتغيِّرة؟... هذا كلام زائف كلُّ الزَّيف، وخطأ كلُّ الخَطَأ، ومرفوضٌ كلُّ الرَّفض، فالحياء بكلِّ مكوِّناتِهِ، ومعطياتِه الكبيرة يشكِّل ضرورة لحركة الحياة». وأكد الغريفي حاجة خطابَ الوطنِ إلى هذه المكوِّنات، وقال: «تناولت كلمةُ النَّبيِّ (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) - المتقدِّمة - تسعة معطيات (مكوِّنات) لخصلةِ الحياء. فهذه المكوِّنات تشكِّل حاجة كبيرة لخطاب الأوطان، سواء أكان خطاب أنظمة، أم خطاب شعوب. فخطابُ الأوطان في حاجة كبيرةٍ إلى اللُّغةِ اللَّيِّنة الطَّيِّبة النَّظيفة، وليس إلى اللُّغة القاسية السَّيِّئة المُبْتَذَلة، فكم دمَّرت هذه اللُّغة الثَّانية أوطاناً وشعوباً. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ إلى (الرَّحمة، والرَّأفة)، وليس إلى الشِّدَّة والقسوة، فكم أزَّمتْ هذه اللُّغة الأخيرة أوضاعاً، ووتَّرت أجواء. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ إلى مراقبة الله تعالى في السِّرِّ والعلانية؛ لكيلا يجنح هذا الخطاب إلى الطَّيشِ، والنَّزق، والعَبَث بالحقوق والمقدرات، ولكيلا ينزلق نحو الخيارات الخاطئة. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ إلى لغة السِّلم، والأمنِ، والاعتدال، وليس إلى لغة الحرب، والرُّعب، والتَّطرُّف. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ إلى أنْ يكونَ خِطابَ خيرٍ، لا خِطابَ شرٍّ. خطابَ بناءٍ، لا خطابَ هدمٍ. خطابَ إصلاحٍ، لا خطابَ إفسادٍ. خطاب وِحدةٍ، لا خطابَ فرقةٍ. خطابَ تهدئةٍ، لا خطاب تأزيم. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ أنْ يكون خطابا لا يقتل الأملَ، ولا يزرع اليأس، ولا يسرق البَسَمةَ، ولا يصنع الدَّمعة، ولا يخلق الرُّعب. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرة إلى أنْ يكون خطاب رفقٍ وتسامحٍ، لا خطاب عنف وتشدُّد. وخطابُ الأوطانِ في حاجةٍ كبيرةٍ إلى أنْ يكون خطاباً قادراً أنْ يجتذب الحبَّ، والثَّناء، والرِّضا، والاطمئنان، لا أنْ يكون خطاباً يستنفِر الكراهية، والذَّمَّ، والسَّخط، والقَلق».

مشاركة :