وزير الخارجية الأمريكي يزور تركيا قبل معركة الرقة ثم يتجه إلى مقر حلف الأطلسي

  • 3/25/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تشهد الفترة القادمة نشاطا لوزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إذ سيزور أنقرة ويلتقي مع الرئيس التركي ويتوقع أن يدور الحديث حول معركة الرقة المرتقبة في سوريا ومحاولة إقناع أردوغان بأهمية دور الأكراد فيها. ثم يتجه إلى العاصمة الأوروبية بروكسل مقر حلف شمال الأطلسي لطمأنة الحلفاء حول التزام بلاده بالحلف. قال مسؤولون أمريكيون إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيجتمع مع كبار المسوؤلين الأتراك في أنقرة هذا الأسبوع لإجراء محادثات قد تكون حاسمة في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة لاستعادة مدينة الرقة السورية من تنظيم "الدولة الإسلامية". وتضغط تركيا على الولايات المتحدة للتخلي عن تحالفها العسكري مع وحدات حماية الشعب الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا في تركيا منذ ثلاثة عقود. لكن المسؤولين الأمريكيين يرون أن المقاتلين الأكراد سيلعبون دورا رئيسيا في حملة استعادة الرقة المعقل الرئيسي للدولة الإسلامية في سوريا. ويعمل المقاتلون الأكراد مع مقاتلين عرب في تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي تدعمه الولايات المتحدة. وبدلا من ذلك تريد تركيا أن تعتمد الولايات المتحدة على جماعات سورية عربية تدعمها أنقرة في حملة استعادة الرقة التي يغلب على سكانها العرب لكن الاقتراح لم يقنع المسؤولين الأمريكيين إذ إنهم غير واثقين من حجم وتدريب المقاتلين العرب المدعومين من تركيا. وقال مسؤول كبير طلب عدم نشر اسمه "نحتاج أولا للعمل على التفاصيل مع تركيا". ويضع القرار رغبة الرئيس دونالد ترامب في تحقيق انتصارات سريعة في ساحة المعركة في مواجهة الحاجة على الحفاظ على تحالف إستراتيجي طويل الأمد للولايات المتحدة مع تركيا، الحليفة في حلف شمال الأطلسي التي تتيح للولايات المتحدة قاعدة جوية هامة لشن ضربات جوية في سوريا. ويبدو أن حملة الرقة تكتسب زخما مع اقتراب الجهود المتداخلة المدعومة من الولايات المتحدة في العراق من طرد "الدولة الإسلامية" من مدينة الموصل. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان يوم الجمعة إن معركة استعادة الرقة ستبدأ على الأرجح خلال الأيام القادمة. وقال قائد وحدات حماية الشعب الكردية لرويترز الأسبوع الماضي إن الهجوم سيبدأ في نيسان/أبريل وإن الوحدات ستشارك. ويعتقد بعض المسؤولين الأمريكيين أن هذا الجدول الزمني شديد التفاؤل ويشيرون إلى أن الانتهاء من معركة رئيسية جارية لاستعادة السيطرة على سد الطبقة على بعد 40 كيلومترا إلى الغرب من الرقة قد يستغرق أسابيع. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أيضا إن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا بشأن تشكيل قوة الهجوم الذي تدعمه في الرقة. ولدى الولايات المتحدة حوالي ألف جندي في سوريا في الوقت الراهن وقد تشمل حملة الرقة مئات آخرين. معضلة الأكراد قال السناتور جون مكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، للصحفيين الأسبوع الماضي إنه سيكون من الصعب إقناع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بمزايا دعم المقاتلين الأكراد، حتى لو أنهم يمثلون أكثر الأسلحة فاعلية في مواجهة متشددي "الدولة الإسلامية". وقال مكين "المعضلة هي أنك لو لم تستخدم الأكراد فإن الأمر سيستغرق وقت أطول كثيرا في حين ترسل "الدولة الإسلامية" الإرهابيين إلى خارج الرقة". وأضاف "لكن إذا قمت بذلك فإنك تواجه تحديا هائلا فيما يتعلق بالعلاقات مع تركيا". وأوضح مكين أن العلاقة مع إردوغان مهمة بشكل خاص مشيرا إلى الاستفتاء الذي سيجرى في تركيا يوم 16 نيسان/أبريل بهدف توسيع صلاحيات الرئيس. مناطق آمنة يأتي اجتماع تيلرسون في أنقرة بعد اجتمع لشركاء التحالف البالغ عددهم 68 في واشنطن هذا الأسبوع، إذ اتفقوا على تكثيف العمليات ضد "الدولة الإسلامية" بما في ذلك في سوريا. وخلال الاجتماع الذي جرى يوم الأربعاء قال تيلرسون إن الولايات المتحدة ستعمل على إقامة "مناطق استقرار مؤقتة" من خلال وقف إطلاق النار لمساعدة اللاجئين على العودة إلى ديارهم في المرحلة المقبلة من قتال "الدولة الإسلامية" والقاعدة في سوريا والعراق. إلا أن تيلرسون لم يكشف عن التفاصيل على الرغم من أن مسؤولا أمريكيا قال إنه لم يتم الاتفاق إلى الآن بين جميع الوكالات الأمريكية بشأن مكان هذه المناطق وكيفية إقامتها. ومنذ أمد بعيد يتشكك الجيش الأمريكي في جدوى إقامة مناطق آمنة داخل سوريا والعراق ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أي منطقة آمنة تضمنها الولايات المتحدة ستحتاج بالتأكيد إلى بعض الحماية العسكرية الأمريكية. ويقول مسؤولون أمريكيون سابقون وخبراء إن تأمين الأرض وحدها يتطلب آلاف الجنود. وقال قائد التحالف ضد "الدولة الإسلامية" اللفتنانت جنرال ستيفن تاونسند في آذار/مارس "إننا نبني مناطق آمنة الآن لجميع العراقيين وجميع السوريين ليكونوا في مأمن من ’الدولة الإسلامية‘". وستكون هناك حاجة لزيادة القوة الجوية الأمريكية أو القوة الجوية للتحالف إذا اختار ترامب فرض مناطق حظر طيران، وقد تكون ثمة حاجة أيضا إلى قوات برية لحماية المدنيين في هذه المناطق. غموض حول الاجتماع الوزاري لحلف الأطلسي وفي وقت لاحق يزور تيلرسون مقر الحلف الأطلسي ببروكسل في 31 آذار/مارس، من دون أن يتضح ما إذا كانت زيارته تندرج في إطار الاجتماع الوزاري للدول الـ28 الأعضاء في الحلف. وكان وزير الخارجية الأمريكي الجديد قد أثار جدلا حول التزام الولايات المتحدة حيال الأطلسي وحلفائها الأوروبيين عندما أعلن هذا الأسبوع أنه لن يشارك في أول اجتماع لوزراء خارجية دول الحلف الذي كان تقرر منذ أشهر عقده في 5 و6 نيسان/أبريل، وهي حالة نادرة جدا لوزير أمريكي. وفي سعي إلى طمأنة الحلفاء قالت الدبلوماسية الأمريكية هذا الأسبوع إنها تسعى لموعد آخر للاجتماع الوزاري. وأعلن المتحدث باسم الوزارة مارك تونر الجمعة، أن تيلرسون سيزور مقر "الأطلسي ببروكسل الجمعة 31 آذار/مارس". غير أن الدبلوماسيين الأمريكيين لم يكن بوسعهم القول ما إذا كان اجتماع الدول الـ28 المقرر في 5 و6 نيسان/أبريل قد تم بالفعل تقديمه إلى 31 آذار/مارس. والجمعة قال مسؤول في الحلف الأطلسي "نتوقع حاليا عقد اجتماع وزراء خارجية دول الحلف في 31 آذار/مارس. المشاورات حول تنظيمه تتواصل داخل الحلف". وقبل ساعات كان مسؤول آخر في الأطلسي قد أشار إلى أن "المشاورات مستمرة بين الحلفاء"، لافتا إلى أن "مواعيد الاجتماعات الوزارية يجب أن تخضع لموافقة مجموع الدول الـ28". وبالتالي يمكن في نهاية المطاف تقديم موعد الاجتماع الوزاري إلى 31 آذار/مارس. لكن المفاوضات بين الدول الـ28 يجب أن تتواصل حتى الاثنين لكي تكون جداول الأعمال متزامنة، ذلك أن تاريخ 31 آذار/مارس قد لا يكون متوافقا مع جدول أعمال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون. وتم تبرير غياب تيلرسون واستبداله في اجتماع الأطلسي بمساعده توماس شانون، بالزيارة المحتملة ولكن غير المؤكدة حتى الآن للرئيس الصيني شي جيبينغ للرئيس دونالد ترامب في مقر إقامته في فلوريدا، والتي تتزامن تقريبا مع موعد الاجتماع. لكن الغياب المحتمل لتيلرسون عن الاجتماع أثار قلق الأطلسي الذي خيبت آماله انتقادات ترامب الذي كان وصفه بأنه حلف "عفا عنه الزمن". وأكد البيت الأبيض أن ترامب سيشارك في قمة الأطلسي المقررة في 25 أيار/مايو ببروكسل. وكان نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس ووزير دفاعه جيمس ماتيس قد زارا العاصمة الأوروبية في شباط/فبراير لتأكيد "قوة" الرابط بين ضفتي الأطلسي. والتقى ماتيس الثلاثاء في البنتاغون الأمين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ، وعبر الرجلان عن توافقهما ولا سيما حول "تقاسم الأعباء" المالية للإنفاق العسكري بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية. لكن الأسبوع الماضي، وغداة زيارة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للبيت الأبيض، اتهم ترامب برلين عبر تويتر بأنها تدين بـ"مبالغ طائلة" للأطلسي وواشنطن. ورفضت وزيرة الدفاع الألمانية الأحد اتهامات ترامب. وقالت أورسولا فون دير ليين المقربة من ميركل في بيان "لا يوجد حساب سجلت فيه ديون لدى حلف شمال الأطلسي" مضيفة أن النفقات ضمن الأطلسي يجب ألا تكون المعيار الوحيد لقياس الجهود العسكرية لألمانيا.   فرانس24/ رويترز/ أ ف ب   نشرت في : 25/03/2017

مشاركة :