أكد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود، ولي ولي العهد، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، للثقافة والمثقفين لتشييد جسور التواصل الثقافي مع مختلف دول وشعوب العالم، وقال إن حرص خادم الحرمين على التقارب بين شعوب العالم وتعميم الأمن والسلام، قد تجلى بإطلاق مبادرته للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وقد مرت هذه المبادرة بمراحل وتوجت بإنشاء مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، جاء ذلك خلال افتتاح سموه البارحة الاجتماع الثالث لوزراء الثقافة في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين، في قاعة الأمير سلطان بفندق الفيصلية. وخاطب ولي ولي العهد وزراء الثقافة قائلا «ينعقد اجتماعكم بعنوان (الثقافة العربية الأمريكية الجنوبية : الشراكة والمستقبل) سعيا إلى تقوية العلاقات وتعزيز الصلات الثقافية والتراثية بين شعوبنا، وتنمية سبل الحوار والتفاهم حول جميع القضايا التي تهم مجتمعاتنا ومستقبلنا، وأن ترتقي إلى طموحات قادتها استمرارا للتنسيق السياسي بين دول كلتا المنطقتين العربية وأمريكا الجنوبية، التي أقرت آلية للتعاون في مجالات الاقتصاد والثقافة والتربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة والسياحة، لتحقيق التنمية الدائمة في تلك البلدان والمساهمة في تحقيق السلام العالمي والاستقرار». ومن جهته، أوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أن هذا الاجتماع يأتي ضمن محورين، هما الحضارة العربية الإسلامية في أمريكا الجنوبية ودورها في بناء جسور الحوار ومستقبل الحوار الثقافي العربي الأمريكي الجنوبي، وهي نافذة لنشر ثقافة الحوار بين الشعوب، وتهيئة الفرص لالتقائهم حول المشتركات الإنسانية لإرساء قيم التفاهم والتسامح والتعاون في كل ما ينفع الإنسانية ويحفظ السلام العالمي، مؤكدا أن هذه النافذة تنسجم مع حوار الثقافات بين الشعوب الذي يحرص على دعمه خادم الحرمين الشريفين، ممثلة في مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، مضيفا أن هذا المركز يهتم بالحوار الداخلي بين فئات المجتمع السعودي كاهتمامه بالحوار الخارجي لأنه شرط رئيس له، حيث غدت ثقافة الحوار في المملكة عنوان هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين، وأعلن خوجة عن مبادرة المملكة بإنشاء بوابة إلكترونية للثقافة العربية الأمريكية الجنوبية، وقال «يشرفني أن أعلن عن مبادرة المملكة بإنشاء بوابة إلكترونية للثقافة العربية الأمريكية الجنوبية للعناية بنشر وتبادل الأعمال الثقافية بين الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، على أن يتم التنسيق في ذلك مع الأمانة العامة في الجامعة العربية وترتيب آليات المشروع كاملة حتى يتم إقراره والعمل به». ومن جانبها، لفتت الأمين العام المساعد للشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية السفيرة فائقة صالح في كلمتها إلى أن البعد الثقافي يعد من أهم ركائز بناء جسور التواصل بين العالمين العربي والجنوب أمريكي، مضيفة أن الاجتماع يهدف إلى دعم المبادرات الرامية لإقامة حوار جاد بين الحضارات وأتباع الأديان والشعوب، ومواجهة التصوير السلبي المتعمد للمقدسات ورموزها والوقوف في وجه دعوات الكراهية والتحريض.
مشاركة :